الراي - زياد عساف - من طبيعة الانسان، نسيان اغلب ما يمر على حياته من مثيرات وحواس، ربما كانت تدغدغ مشاعره وابداعاته او شكلت شخصيتة العاطفية او الانسانية والحضارية.
..و الغناء العربى الحديث و القديم ، تكون من استعراض وأداء ألحان مختلفة ومقامات موسيقية تنوعت عبر شخصيات الغناء العربي ورموزه في مجالات الغناء والتلحين والتوزيع والموشحات ومختلف الاشكال الموسيقية الشرقية والعربية الاسلامية.
ان ان البحث في المنسي من تراث الاغنية العربي ، هو نبش في القوالب الغنائية القديمة، التي باتت مع جهود مبدعيها منسية الى حد ما .
الباحث والكاتب «زياد عساف» ظل يقلب ما نسي من الرموز والاغاني والحكايات وخص « ابواب - الراي « بثمرات جهودة التي تنشرها منجمة كل ثلاثاء في هذا المكان من الملحق حيث سيتم طباعته على اجزاء في القاهرة. لقد ارتقى الغناء العربي مع ظهور الحركة القومية العربية فى مواجهة الثقافة التركية السائدة على يد الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب وعبده الحامولى ومحمد عثمان ، ، عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وطروب وفيروز وام كلثوم كما لحن وابدع جماليات حياتنا وفنوننا امثال: سلامة حجازى وابراهيم القبانى وداود حسنى وأبو العلا محمد وسيد الصفتى محمدالقصبجى وسيد درويش وزكريا أحمد ومحمود صبح ومحمد عبد الوهاب،ورياض البندك وجميل العاص ومحمد القبنجي وغيرهم كثر.
في حي «ساروجة» الدمشقي العتيق وفي بداية الاربعينيات من القرن العشرين، جلست الام بجانب المذياع تستمع لصوت ابنها المغني في اول ظهور له كمطرب في الاذاعة السورية، لم تستطع ان تغالب دموعها تلك اللحظة وهي تستعيد المشاهد المؤلمة في حياته، ما بين وفاة والده وهو لم يكمل الشهرين من عمره، وما بين الاهانات التي كان يتلقاها من اهل الحي الذي يسكنه وهو عائد مساء من الحفلات التي كان يحييها في الاحياء الشعبية لطبيعة المفاهيم الاجتماعية آنذاك، والنظرة الدونية للفنان ، كان قدره ان يعشق الغناء والموسيقى في الوقت الذي كان الناس ينظرون بازدراء لمن يسلك هذا المسار، لدرجة ان المطرب والموسيقي لا تقبل شهادته في المحاكم مثله مثل «كشيش الحمام»، لم يكمل تعليمه الابتدائي والتحق بالعمل مبكرامحاولاً تخفيف أعباء المصاريف عن والدته الارملة، وتحقيق حلمه بشراء العود الذي اقتناه أخيراً مما ادخره من اجرته اليومية، من خلال عمله بمصنع الكبريت، وكأن الكبريت هو الدلالة والمؤشر لان يصبح «رفيق شكري» فيما بعد حامل شعلة الاغنية الشامية في سوريا والبلاد العربية.
جولة في الاذاعات العربية
سر نجاح رفيق شكري لم ينحصر في جمال صوته فحسب، انما بالاحساس الذي ينتاب المستمع لاغانيه متعايشاً مع عبق الياسمين الشامي وكأنك تسير بأحياء دمشق العريقة ما بين حي الميدان الذي نشأ به في طفولته الى الشاغور والحميدية، بقي رفيق شكري»1923-1962» بأغانيه محافظا على روح الحارة الشامية والاجواء الشعبية السورية مرسخاً الهوية المحلية بالكلمة واللحن والاداء، خاصة بعد ان خرج من عباءة محمد عبدالوهاب الذي تأثر به في البداية ليس بالصوت والاداء فحسب انما بطريقة لبسه ايضا.
من اللحظة التي بدأ يحقق النجاح والشهرة، أخذت تنهال الدعوات على رفيق شكري من الاذاعات العربية، في اواسط الاربعينيات وجهت اليه الدعوة من اذاعة الشرق الادنى في مدينة يافا بفلسطين ومكث هناك عدة شهور قام أثناءها بتلحين وتسجيل العديد من الاغاني،بعد ذلك لبّى دعوة الاذاعة العراقية التي استضافته عدة اشهر مقدما حفلاته المتميزة ، وسجل في اذاعة بغداد اغانيه التي سبقته هناك ، في صيف عام 1953 حضر للاردن ليشارك باحتفالات تنصيب المغفور له الراحل الملك الحسين ملكا للاردن، تابع مسيره بعد ذلك متوجها الى رام الله بناء على دعوة من اذاعة القدس لتسجيل بعض من الحانه واغانيه، التي كانت رائجة ومطلوبة من المستعمين وقتها.
انطلق صوت رفيق شكري، عبر اذاعتي القاهرة وصوت العرب في الخمسينيات، ومهد له الطريق الموسيقي السوري «جميل عويس» بان عرّفه على الموسيقار رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومن خلالهما قدم حفلاته الغنائية في الاذاعات المصرية ورغم ما حققه من نجاح في مصر قرر العودة الى دمشق، وعند هذا الموقف يعقب الباحث صميم الشريف من خلال ما أرخه عن حياة ومسيرة رفيق شكري الى انه لم يستمع للنصائح التي وجهت اليه بالاستمرار في القاهرة لانه كان سيحقق حلمه هناك.
في اذاعة دمشق كان يعتبر من المطربين المتميزين، وعند افتتاح الاذاعة السورية الرئيسية بعد الجلاء ،شارك بحفل افتتاح الاذاعة في عام 1947 وعمل فيما بعد مشرفا على البرامج الموسيقية والغنائية التي يتم تسجيلها في الاذاعة السورية، واحتفظ بمنصب مدير مكتب نقابة الموسيقيين لفترة طويلة.
(غيبي يا شمس غيبي)
يعتبر رفيق شكري من اوائل من قدموا الاغنية الشامية بشكلها وحضورها الحقيقي تجلى ذلك في الاغاني الشعبية التي قدمها من اجمل هذه الاغاني «غيبي يا شمس غيبي»، «يا ساكنين في الحي جديد»، «عيني ساهرة»، «يا راكبين الخيل»، يا حمام، وخلي الحبايب يسلموا، «احبك والفؤاد يهواك»، « فكرت انساك»،» ليه بتشكيلي اساك»، «يا للي شغلت البال عليك»، «على قد غرامي»و» سبحان اللي صور».
معظمأغنياته كانت من الحانه وقد نمت لديه موهبة التلحين والعزف على يد الفنان والموسيقي السوري صبحي سعيد، وقاربت مجموع الاغاني التي غناها من الحانه والحان حوالي (200) اغنية، وكان من الطبيعي وفي خضم الاحداث السياسية التي مرت بها سوريا والبلاد العربية تلك الفترة ان يقدم رفيق شكري مجموعة اعمال من الاغنيات الوطنية منها «التسليح والشعب»، «قسم الشعب»، «نداء الوحدة»، «المقاومة الشعبية»، «بدنا الوحدة العربية»، «نشيد الثأر»، «موال حلب يا ام المفاخر»، «قيدوا شموع الوحدة»، «يا شام» «عيد الجلاء» «يا وطن الحرية»، «نشيد الانتصار»، «عيد الجلاء»، «يا وطن الحرية» «نشيد الانتصار» و»نشيد المجد».
ومن الاستكشات الغنائية التي شارك بها «الذهب الابيض»، في مجال الاغنية الدينية تحتوي المكتبة الموسيقية بعضا من أغانيه منها»يا زائرين النبي»،» وداع الحجاج»و»اهلا يا رمضان»، ومن القصائد الغنائيه «عذاب»،» دمشق»و» صوتها»
«الحان عربيه»
غنى ولحن رفيق شكري وتعاون مع اسماء متميزة من الشعراء وكتاب الاغاني في سورية مثل «مسلم البزازي»، «انور البابا»، «محمد نذير سروجي»،» شفيق كناني»، «محمد اسماعيل»،» سليم الزركلي»، «صباح قباني»، «بشير دروبي»و» مازن النقيب»، ومن الشعراء العرب «عبدالجليل وهبي» و»عبدالرحمن الخميسي».
تعتبر الاغاني التي قدمها من الحان غيره قليلة قياسا بألحانه، من الحان غيره شارك باسكتش» للعالي» مع سمير حلمي وسحرمن الحان شاكر بريخان، موشح «ايها الساقي» و الأغنية الوطنيه»المشاة» من تلحين عدنان منيني ، و»احلام الجزيرة» الحان رياض البندك.
اغان كثيرة لحنها لمطربين عرب اختفت من ارشيف الاذاعة ومنها ما لم تعد الاذاعات تقدمها في برامجها حتى تلك المعنية بالغناء القديم، المطربة فايزة احمد وقبل ان تسافر للقاهرة وتحقق شهرتها هناك غنت من الحان رفيق شكري «ما ببدلك»، «هاتي الدموع يا عين»، و»ح افضل وفي» ،والمطربة المصرية سعاد مكاوي غنت من الحانه «كيف بدي داوي جموحك»، وسعاد محمد «يا ختي حبي راح»، المطربة السورية كروان غنت من الحانه حوالي «20» لحنا مثل «الحب الطاهر»،» انت وانا»، و»اّخر مرة» بالاضافة لمطربين اخرين منهم «ياسين محمود»، «تغريد محمد»، «نور الصباح»و» فتى فلسطين».
«بالفلا جمّال ساري..حكاية اغنية»
«بالفلا جمّال ساري» أُغنية كانت وجه السعد ومفتاح الشهرة لرفيق شكري و كانت لها حكايه كان قد تطرق لها الباحث احمد بوبس في احد مقالاته وهي اول اغنية يلحنها ويغنيها شكري وكان ذلك عام «»1942. في سهرة خاصة جمعت العديد من الشخصيات الفنية والادبية اخذ رفيق شكري يؤدي اغنيات محمد عبدالوهاب ومعه عوده الذي لم يفارقه يوما، بفضول سأله احد الشباب الجالسين في السهرة واسمه «عمر حلبي» عن سبب عدم تقديمه أغاني من الحانه، وبأسى جاوبه رفيق انه لم يعثر على كلمات مناسبة باللهجة المحلية كي يغنيها ويلحنها بنفسه، وفي اليوم التالي سافر عمر حلبي بالقطار الى درعا لزيارة بعض معارفه هناك، وطول الطريق كان يستعيد في ذهنه رغبة رفيق شكري وحاجته الى كلمات مناسبة كي يغنيها، اثناء سير القطار نظر عمر حلبي من الشباك ولمح على الطريق البري قافلة من الجِمال. واتته فكرة أغنيه لحظتها و تناول ورقة وقلم وكتب بخط يده «بالفلا جمّال ساري .. قلت رايح فين.. يا ناري ع المحبوب يا ناري.. قايدة في الجنبين»، وكان هذا المقطع الاول من كلمات الاغنية التي استلهمها للتو، بعد وصوله لدرعا عند اصدقائه، حاول النوم لكن دون فائدة، اذ اخذ يتقلب في نومه يمنة و يسرة، فأخرج الورقة من جيبه وبدأ يكمل الاغنية التي بدأها، في اليوم التالي ارسل نص الأغنية مكتوبة مع شخص مسافر الى دمشق وحدد له العنوان على اذاعة دمشق التي كان موقعها في «ساحة النجمة» آنذاك، كونه لم يعرف عنوان سكن رفيق شكري، بعد ان انهى عمر حلبي زيارته في درعا توجه عائدا الى دمشق وعند وصوله محطة الحجاز في دمشق ولحظة نزوله من القطار فوجئ بعمال النظافة وهم يقومون بتكنيس الشوارع يرددون اغنيته التي ارسلها لشكري فسأل عمال النظافة» لمن هذه الاغنية؟!» فأجابوه انها لرفيق شكري وان اذاعة دمشق تعيدها كل يوم عدة مرات وهذه الاذاعة كانت تغطي منطقة دمشق فقط وكان قد انشأها الفرنسيون قبل الجلاء.
في اليوم التالي استطاع عمر حلبي ان يستدل على عنوان سكن رفيق في «سوق ساروجه»، طرق الباب فخرجت له والدته وحاولت التعذر له كون ابنها نائما بعد عودته متأخراً من احدى الحفلات التي غنى بها، مع اصرار عمر على مقابلته خرج له شكري بالجلابية مثائباً، واستفسر منه عما يريد، فرد عليه الزائر «هيك بتستقبلوا الضيوف ؟!»،أذن له بالدخول واجلسه في حوش الدار وكرر شكري مستفسرا منه عما يريد، فعاود عمر حلبي بنفس البرودة طالباً فنجان قهوة اصول الضيافة، وطلب من والدته ان تهيئ فنجان قهوة للضيف المجهول وثقيل الطباع الذي ظل يماطل بالاجابة لدرجة ان شكري هدده بالطرد من البيت اذا لم يعرف بنفسه ويخفف اسلوبه الذي لا يطاق، حينها قال له «انا عمر حلبي، وقف رفيق شكري مندهشا للوهلة الأولى واخذه بالاحضان والتقبيل كون كلمات اغنيته جعلت اسم رفيق شكري مشهورا يردده الناس، بالاضافة الى انها كانت مفتاح الشهرة للشاعر عمر حلبي واستمر التعاون بينهما على مدار أكثر من «20 « سنة ،كانت كلمات اغاني عمر حلبي التي غناها رفيق هي الاكثر بالاضافة لكونها جميلة وحققت نفس مستوى النجاح الذي حققته اغنية «بالفلا جمّال ساري».
«الاغنية في السينما السورية»
رفيق شكري خاض التجربة السينمائية في الفيلم الوحيد له «نور وظلام»، ووافق على الظهور بهذا الفيلم بعد الحاح طويل من السينمائي نزيه الشهبندر الذي انتج واخرج هذا الفيلم ،محاولا الاستفادة من نجومية رفيق شكري كمطرب بنفس نمط طريقة التفكير لدى معظم منتجي الافلام التجارية، في هذا الفيلم مثل شكري دور البطولة وغنى من الحانه «معي الجمال كله» و»خليني وحداني»، لكن وعلى رأي المثل «أجت الحزينة تفرح ..ما لقت مطرح «لم يكد يفرح شكري بالنجاح الذي حققه في هذا الفيلم «»1948 كون ان بطلة الفيلم الممثلة اللبنانية «ايفيت فغالي» وقعت في قصة غرام مع رجل ثري وقررت الزواج منه ومن باب غيرته عليها اشترى كل نسخ هذا الفيلم واحرقها على الملأ .
فيلم «نور وظلام» يعتبر نموذجا معبرا لحال هذه النوعية من الافلام السورية التي تعتمد تسويق الفيلم من خلال مطرب حقق شهرة من خلال اغانيه،و ظهور مطرب غير مؤهل للتمثيل في فيلم بالأعتماد على أغانيه ضمن سيناريو تقليدي كل هذا لا يصنع فيلما استعراضيا بالمعنى الفني والحرفي ،وهذا يعتبر من اهم الاسباب التي حالت دون وجود سينما غنائيه وافلام استعراضية سورية مقاربة بتجربة السينما الإستعراضيه بمصر ، التي امتلكت اسباب النجاح من خلال حالة الرواج للافلام االغنائيه التي تصدّرها نجوم الغناء المشهورين الذين ابدع اغلبهم بالتمثيل ايضا، مع وجود شركات اسطوانات في مصر روجت للمطربين المصريين في البلاد العربية ولم يكن يوجد في سوريا مثل هذه الشركات، عدا عن وجود مخرجين تخصصوا في الافلام الاستعراضية ونجحوا على الصعيد الفني والتجاري مثل حسين كمال وحسن الامام وانور وجدي و حسين فوزي ..كل هذا افتقدته السينما السورية بالاضافة لصعوبة تسويق اللهجة الشامية في بعض الدول العربية مثل مصر ودول المغرب العربي تلك الفترة.
عقد الولو
توظيف الاغنية في السينما السورية كان اما من خلال مطرب مشهور او الاستعانة بمطرب عربي لتحقيق نفس الغاية وهي التسويق الذي يتبعه الربح، من المطربين السوريين الذين قدموا اعمال سينمائية ،مثّل المطرب نجيب السراج في فيلم «عابر سبيل» وغنى فيه « ليالي الشتاء» وكان هذا فيلمه الوحيد الذي لم يحقق النجاح وقت عرضه» الفنان والمطرب فهد بلان والذي باعترافه ي أحد اللقاءات التلفزيونيه التي اجريت معه انه لم يكن يجيد التمثل، وظهر بمجموعة افلام منها «القاهرون» و»عقد اللولو»، المطرب موفق بهجت وعلى نفس المنوال ، شارك بافلام قليلة منها «الدلوعة» و»العسل المر»، صباح فخري ظهر كمطرب في الفيلم السوري «الصعاليك» و»غابة الذئاب»، الفنان رفيق سبيعي «ابو صياح» شارك بالتمثيل والغناء في افلام مثل «شباب في محنة» و»شروال وميني جيب»، المطرب عصمت رشيد فيلم «صيد الرجال»، المطرب سمير سمرة فيلم «امطار صيفية»،في بعض الافلام ادى ممثلون سوريون بعض الاغاني التي لحنت لهم خصيصا ، دريد لحام غنى في بعض افلامه منها «صح النوم»،» لقاء في تدمر»، «الشريدان»، الممثل زياد مولوي ادى اغاني قليلة في افلام «رحلة عذاب» و»حب وكاراتيه».
المطرب موفق بهجت
ياطيرة طيري يا حمامة
من النوعية الثانية من الافلام والتي مثل وغنى فيها بعض المطربين والفنانين العرب ،شاركت صباح بالتمثيل و الغناء في افلام سورية عديده منها «المليونيرة» و»فندق الاحلام»، شادية «خياط للسيدات» وغنت به من الفلوكلور الشامي «يا طيره طيري يا حمامه»، والمطربه شريفه فاضل في فيلم «الراعيه الحسناء»،سميرة توفيق «الغجرية العاشقة»و «عروس من دمشق» وفاتنة الصحراء»، من لبنان سمورة في فيلم «غرام في استانبول»،
ورندا في فيلم «انا عنتر» ونيللي غنّت في فيلم «اللص الظريف»و «نساء للشتاء», فؤاد حجازي فيلم»بنات لللحب»و «حبيبي مجنون جداً»،ومحمد جمال في فيلم «مهمه رسميه».
المؤسسة العامة للسينما في سورية قدمت افلاماً ناجحة ومميزة الا انها بقيت افلاماً محصورة ضمن المهرجانات المحلية والعربية والدولية يبقى الفيلم الاهم «كفر قاسم» والذي في نهايته تم توظيف قصيدة محمود درويش» انني عدت من الموت لاحيا», غنتها المجموعة وكانت هذه الاغنية موظفة بطريقة ناجحة ومؤثرة،في فيلم «احلام المدينه» قدم المخرج محمد ملص أغنية «وحدة ما يغلبها غلاب « في مشهد جميل خدم الفكرة الأساسيه للفيلم .
نادرة الشامية
المطربون السوريون الذين مثلوا وغنوا في افلام مصرية, معظمهم غنى باللهجة المصرية ولم تكن الاغنية السورية حاضرة الا نادراً المطربة «نادرة الشامية» مثلت وغنت في ثلاثة افلام مصرية في ثلاثينات القرن العشرين وهي: «أُنشودة الفؤاد», و»شبح الماضي» و»أُنشودةالراديو», المطربفريد الاطرش ادى معظم اغنياته باللهجة المصرية باستثناء بعض المواويل الشاميه من العتابا و الميجانا التي كان يقدمها ضمن بعض أغانيه بالإضافه لأغنية» تأمر ع الراس وع العين» من فيلم «الحب الكبير» وكانت بلهجة شاميه , المطربة اسمهان ومن فيلم «غرام وانتقام», استحضرت تراث الشام في اغنية «يا ديرتي مالك علينا لوم», المطرب رفيق شكري بقي شارك بالغناء فقط «صوت و صورة»في فيلم «بنت البادية» مع «برلنتي عبدالحميد» و»محمد الكحلاوي» الذي لحن له اغنيته في الفيلم» يا مسافر وحملك مال.. وين عمك وين الخال», في هذه الأغنية بقي رفيق شكري محافظاً أيضاًعلى اسلوبة في تقديم الأغنيه الشاميه وعلى نفس النهج الذي إخطته في البدايه .
(خلي الحبايب يسلموا.. الحبايب
في الاغنية العربية)
« خلي الحبايب يسلموا وعلى قلوبنا يحكموا.. نرضى الحكم آه لو ظلم.. بس الحبايب يسلموا», من الاغنيات الجميلة ايضاً لرفيق شكري وهي الأغنيه الوحيدة التي توجد له في أرشيف التلفزيون السوري وقدمها عند افتتاح التلفزيون السوري وفي عيد الوحدة بي مصر وسوريا «1961»،تغنى بهذه الأغنية بالحبايب والذين كان لهم حضورهم دائما في الاغاني العاطفية والاجتماعية والوطنية, الحبايب غنت لهم أيضاً المطربة وردة الجزائريه «روحي وروحك حبايب..من قبل دت العالم والله» وفايزة احمد «حبايب ما يقدر علينا الزمان.. غريب يا زمان», وعبدالحليم حافظ» اعز الناس حبايبنا», عن الشكوى والعتاب من الحبايب غنى كارم محمود» اعز الحبايب جفاني لم بقالي حبيب.. وطال عليا السهر والسهد والتعذيب», محمد رشدي «الحبايب غدارين», محرم فؤاد «فاتوني الحبايب», عبدالحليم «حتى في احضان الحبايب شوك يا قلبي», للحبايب الاطفال غنت نجاة الصغيرة» يا حبايبي الحلوين يا حبايب», وشادية «سيد الحبايب يا ضنايا انت», وردة الجزائرية «يا حبايبي يا حلوين واحشيني يا طعمين.. كل سنة وانتم دايماً طبيبين..».
(غنوا معايا يا حبايب)
لفرحة اللمة بالحبايب غنى رفيق شكري «غنوا معايا يا حبايب», صباح «مرحبا يا حبايب.. يا حبايب مرحبا.. نورتونا يا حبايب.. طفوا نور الكهربا», طروب اهلا وسهلا بالاحباب زارونا والملقى طاب», في اغاني المناسبات يكون الحبايب اول الحضور, في مناسبة الاعياد تذكرهم محمد قنديل وغنى «يا حبايب ياللي تحبونا.. بالعيد باركولنا وهنونا», وفي الاعراس تمنى لهم محمد فوزي «عقبال عندكم يا حبايب..عقبال عندكم», وفي مناسبة النجاح غنى لهم عبداللطيف التلباني افرحوا يا حبايب لفرحنا.. «النّمر» اهي بانت ونجحنا.. عقباله يا رب نقولها له.. كل اللي ح يقعد مطرحنا», الحبايب في الاغنية الوطنية غنى لهم عبدالحليم: يا حبايب بالسلامة.. رحتم ورجعتولنا بألف سلامة», عليا التونسية «يا حبايب مصر», فيروز» يا مينا الحبايب يا بيروت.. يا شط اللي دايب يا بيروت», ولحبنا الكبير غنت ام كلثوم «يا حبيب كل الحبايب اللي حاضر واللي غايب.. ملايين لكن في حبك كلنا اهل وقرايب.. تجمعنا كلمتك تدفعنا ثورتك.. وفي اعيادك نغني.. تعيش وتسلم يا وطني..»
من شدة الاشتياق للحبايب غنى فريد الاطرش: يا حبايبي يا غايبين.. واحشني يا غاليين.. لو اغمض وافتح والاقيكم جايين», وردة الجزائرية» ولا يصعب على قلبي وعيني.. الا فراق الاحباب»
اشتقنا كثير يا حبايب
نجاة الصغيرة «حبايبنا دبنا حبايبنا» زكي ناصيف «اشتقنا كتير يا حبايب نمشي دروبنا سوا.. مهما يصير يا حبايب تبقى قلوبنا سوا», نصري شمس الدين: كيف حالهن كيفن حبايبنا.. كم يبعدو والبعد دوبنا», محمد فوزي»أي والله.. أي والله.. وحشونا الحبايب».. ومن اغنية «خدوا معاهم مها» عبر رفيق شكري عن اشتياقه «يا رب مالي رجا الا باحبابي.. واطوي معاهم دجى من بعد أوصابي, في مسرحية» ريا وسكينة» غنت شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي لحبايب الحكومة» ناسبنا الحكومة وصبحنا حبايب.. قرايب نسايب.. نسايب قرايب.. خلاص بحبحوها ولا تحبكوها.. ما دام في الحكومة.. صبح لينا نايب», واخيراً ولمن هده التعب والمسير بحثاً عن الاحباب ولم يجدهم في زمن طغيان المادة والفكر الاستهلاكي اختصر صلاح جاهين هذه الحالة مغنياً في «البيانولا»:
(انا دبت و»جزمتي» نعلها داب
من كتر التدوير ع الاحباب
يا سلملم لو اعتر بحبيب
دا انا ارقص من كتر الاعجاب
واتنطط و اتعفرت و اترقص
كده هوه.. كده هوه.. كده.. كده هوه!!)
باحث متخصص في الموسيقى والغناء العربي وادب الطفل