Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-May-2020

عن كرورنا وحرب إسرائيل الجديدة*فارس الحباشنة

 الدستور

كورونا زادت من تعقيد ازمات المنطقة. الطاولة كما يبدو انقلبت على الجميع، ولعبت التوازنات قد انتهت، وفلت عيارها. و لربما ما يسود المنطقة من حالة لا توازن قد تفضي الى ولادة حروب جديدة.
 
كل دول المنطقة تئين تحت ضغط كرورنا اللارحيم. و لا بلد يسمع الى الاخر. و كل بلد مشغول بتوفير قوت يومه. و لا هم يسكن الاردنيين مثلا غير قدرتهم على التكييف و التعايش، و الخلاص الكوني من كورونا، و الاستماع يوميا الى عداد الاصابات و اخبار سائقي الشاحنات من مصابين و مخالطين،و كلاهما اخطر من بعض.
 
وكما الشعوب، فان الحكومات لا تملك قرارا موضوعيا : علميا وطبيا في مواجهة كورونا. كل الامور متروكة ومرهونة  الى الاقدار الطبيعية والسماوية، و لرحمة وشفاعة و طيبة قلب وروح  فايروس كورونا.
 
لربما انه من حظ دولة كالاردن تعاني من ازمة اقتصادية مرهقة قبل كورونا، ان تنعزل عن العالم، و تفكر في ذاتها. و ان تنتبه الى الاولويات الوطنية اقتصاديا واجتماعيا و سياسيا، وان يجدول خياراته و خططه، وازماته بحثا عن فرصة مواتية للخروج بشكل وازن ومسؤول من ازمة كورونا و سوابقها. 
 
كورونا فرصة يجب ان لا تهدر و تضيع كغيرها. الاردنيون شعب جبار و صابر. والاردنيون جبل محامل، و شالوا على اكتفاهم احمالا من الازمات، والرهانات الحكومية الداخلية و الاقليمية والدولية الفاشلة و المحبطة، و ذات المردود السلبي والعنيف على الاردن اقتصاديا وسياسيا. 
 
العالم الان لا يحتاج الى كلام ثرثرة، ولا طحن كلام. و ثمة حقائق جديدة وليدة، ومن الصعب انكارها و التغاضي عنها، والتعامل معها بلامبالاة وخفة. 
 
العالم في غمرة كورونا مختلف عما قبل. و الشاطر في لعبة كرورنا من يوصل صوته الى العالم، ويقدر بتحويل كورونا من ازمة الى فرصة. 
 
اردنيا، ثمة فرصة وليدة. و بمقدور»  الدولة « العودة الى مربع التحالف الاجتماعي و الشعبي، واسناد ظهرها في تحالفات جديدة تراجعت  وتخلت عنها من اعوام بعيدة.و ذلك لكسب مزيد من عناصر القوة التي تحتاج اليها في مواجهات متنوعة محتمل وقوعها بفعل استهار و لا مبالاة وغرور البعض من مراكز القوى و النفوذ واهل المال والاثرياء و الاغنياء.
 
لربما هذا الكلام يغضب ويستفز كثيرين. وجل ما وقع في ازمة كررونا اردنيا كشف  كم أن هناك مراكز قوى ونفوذ اقتصادي ومالي موجودة في الاردن تلعب لعبة  «ثلاث اوراق»، والاخفاء، النفاق، ونجحوا في تمريرها كما لو ان الاردن لا يمر في ايام قحط و عوز و محنة لا يعلم الا  الله تفاصيلها واسرارها، و رأينا كم دورها كان مفضوحا في الوقوف الى جانب الدولة وفي صفها في مواجهة كورونا وتداعيها. 
 
من بداية ازمة كورونا، وانا أميل الى رأي وصفه البعض بالمتطرف والرديالكي، ولكن قسوة ايام كورونا اثبتت انه واقعي ومنطقي وعملي. فهولاء لا يمكن ان يبقوا في المسرح يلعبون و يلهون، ويسرحون ويمرحون، و يصنعون غشاوة على اعين جماهير موجوعة وملطومة ولكنها من شدة الألم لا تفكر في الحقيقة، وحقيقة الخلاص، ومن أين يبدأ؟ 
 
الاردن بلد قوي. واشدد على قوة الاردن، ومخزون ورصيد القوة نابض  من الاردنيين. ورفع سقف التوقعات في مواجهة الازمة الاقتصادية يبدأ تحديه من الاردنيين. و الملح امامنا اليوم تغيير ادوات اللعبة السياسية، وهو متصل بتحدي اكبر يواجه الاردن على مستوى المنطقة و تحديدا القضية الفلسطينية، وصفقة القرن الترامبية، وتهديدات نتنياهيو،  و تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصالح واستراتيجية الاردن. 
 
الفرصة مواتية لتحصين الاردن. اعادة بناء قطاعات الزراعة و التعليم و الصحة، والصناعة و حمايتها.  واستعادة الدولة الى مركزيتها وقوتها وسلطتها العادلة، والتخلص من الاقتصاديات الطفيلية و النفعية، و الرهينة لتحالفات وهيمنة خارجية. 
 
طبقة رجال الاعمال والاثرياء مازالوا ينتظرون الفرصة رغم طامة كورونا لان يعيدوا  تكييف نفوذهم و وجودهم، ويشغلوا دورة المصالح و استغلال الدولة واقتصادها، و السمسرة و سياسة المقاولات الاقتصادية. 
 
الاردنيون لا يملكوا ان يتحملوا  مزيدا من الفقر و الجوع. اردنيا كل ضربات وارتدادات  كورونا صفعت جيوب و احشاء الاردنيين. هذا من جانب، ومن جانب ثاني،  فان القادم على المنطقة يبدو صعبا، اسرائيل وحليفها الكبير امريكا يرسمون سيناريوهات جديدة تقضم  على الواقع ما تبقى من حقوق للفلسطينيين من ارض و ترسيم حدود، وابتلاع لملفي القدس واللاجئين. 
 
فلا احد قادر على التكهن مستقبل المنطقة و النتائج و التداعيات القريبة البعيدة. اسرائيل تتلون وتتبدل جلدتها، و كما يبدو انها باحثة عن حرب جديدة، ولكن لا يعرف اين ستكون وجهتها الى لبنان وسورية ام الاردن ؟ لربما البعض قد يتهمني بالذهاب بعيدا في التحليل، لكن في منطوق قراءة الراهن الاقليمي الكوروني قبل وبعد فان المنطقة مقبلة على ايام ثقيلة ومعقدة، ولنتحصن بالمناعة الوطنية، والله هو العليم !