Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2019

من وحي الثورة المصرية*إسماعيل الشريف

 الدستور

الدراسة هي ما أفعله عندما لا أعلم ما الذي أفعله – ويرنهير فون براين، أب صناعة الصواريخ
ثمانية أعوام مرت على ثورة يناير.
يذكر ديفيد كيركباترك، الذي كان مدير مكتب نيويورك تايمز إبان الثورة المصرية عام 2011 ووثقها في كتابه المهم في أيدي الجنودInto the Hands of the Soldiers, David D. Kirkpatrick، يذكر في كتابه أن أوباما وافق على إجراء دراسة عن مدى قابلية الأنظمة السلطوية في مصر ودول عربية أخرى على البقاء، ووجدت الدراسة التي أُعدت لصالح مجلس الأمن القومي أن هذه الأنظمة لن تستطيع الاستمرار فأركانها تهتز ودعائمها تتهاوى.
وقد حذرت كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في منتدى المستقبل في الدوحة في13/1/2011 الأنظمة العربية بطريقة مبطنة من الخطر القادم، وتنبأت آنذاك بمستقبل العالم العربي الذي كان على شفير الانفجار، وبعد أسبوعين اشتعل العالم العربي، ولم ينطفئ بعد.
قد يأخذ هذا الكلام كدليل إضافي على أن الربيع العربي هو مؤامرة خارجية، ولكن ستبقى وجهة النظر الأخرى وجيهة أيضا من أن الشباب العربي انتفض بعد سنوات طويلة من الظلم.
وهنالك من يقول بأن الولايات المتحدة قد زرعت بذور الثورات وهيأت لها بانتظار الشرارة، وسأدعم وجهة النظر هذه بمثال واحد قرأته في أكثر من تقرير وهو أن الولايات المتحدة تعلم بل وتشجع على الاختلاس من المساعدات التي تقدمها، فكانت تعلم بأن نظام مبارك وبن علي وأنظمة عربية أخرى تسرق من المساعدات الأمريكية، فهي بذلك تضمن عدة أمور: ولاء هذه الأنظمة لها، والإبقاء على دولها فقيرة متخلفة، وخلق نخب فاسدة تدعم هذه الأنظمة، ونقمة الشعوب على أنظمتها، وفي اللحظة التي تشعر فيها الولايات المتحدة بأن هذا النظام قد استنفد، يرفع الغطاء عن قمته فتسقط.
 
وبغض النظر عن أسباب الثورات، فالثابت الوحيد هو أن الولايات المتحدة كانت تعلم بالقادم عندما كان مبارك وحاشيته ينامون الليل الطويل على بركان كان يوشك على الانفجار.
إن من أهم أسباب نجاح وسيطرة الولايات المتحدة على العالم أن قراراهم السياسي يقف وراءه جيش من المستشارين ومؤسسات دراسات، بينما في معظم عالمنا فقراراتنا كان دوما قرارات ارتجالية يبدعها عبقري منزه عن الخطأ.
سأكون في غاية السعادة لو أن حكومتنا تعلم ماذا تفعل، وتقدر الآثار بعيدة المدى لأفعالها، وتعلم ردود الفعل المتوقعة لأي من قراراتها غير الشعبية، وعلى العكس تماما سأكون خائفا لو أن كل شيء يجري كفعل وردة فعل.
وأكثر ما أخشاه وجود من هم على شاكلة الملأ من حول مبارك حين قالوا له «كل شيء تمام يا فندم» في حين ملأ الشباب ميدان التحرير، ومبارك نفسه نقل هذه العبارة لأوباما حين نصحه بالتنحي في بداية الثورة، وتذكر الكتب أن أوباما أجاب مبارك سأهاتفك غدا لأمنحك فرصة للتفكير، فرد عليه مبارك لا تتصل!