Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Mar-2019

الرزاز: الملك قدوتنا في التعامل مع القضية الفلسطينية

 الدستور – وائل الجرايشة 

أوصى مجلس النواب الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان، وسحب السفير الأردني من تل ابيب. 
وقدم المجلس خلال الجلسة الطارئة التي عقدها أمس بشأن الاعتداءات والانتهاكات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك من قبل العدو الصهيوني 14 توصية للحكومة للحفاظ على المقدسات بالقدس.
وأكد المجلس في توصياته التي أعلنها رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، داعياً إلى ضرورة بذل الجهود القانونية في كافة المحافل الدولية للمحافظة على الوضع القانوني القائم في القدس، وخصوصاً المسجد الأقصى والحيلولة بكل الوسائل لمنع التقسيم المكاني والزماني.
كما أوصى بمخاطبة جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومخاطبة البرلمانات العربية والدولية لمواجهة التشريعات الإسرائيلية التي تمس الوضع القائم ومحاسبة الاحتلال على ممارساته تجاه الشعب الفلسطيني، مجدداً رفضه قرار المحكمة الاسرائيلية المتعلق بباب الرحمة. 
وأكد أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، رافضاً اي اجراءات لنقل السفارات اليها، مطالباً الحكومة بإعلان تفاصيل «صفقة القرن» وإعلام المجلس بذلك، والإجراءات المتخذة حيالها. وطالب المجلس ايضاً بتثبيت السيادة الاردنية على «الغمر والباقورة»، وإدانة كل اشكال التطبيع مع اسرائيل، وبضرورة مساندة الاوقاف الإسلامية في القدس.
كما طالب ايضاً من الحكومة متمثلة بوزارة الإعلام متابعة الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى يوماً بيوم.
 وفي ختام الجلسة قال رئيس مجلس النواب إن اللجنة القانونية تنظر في اتفاقية وادي عربة الموقعة بين الأردن وإسرائيل، وأن اتفاقية الغاز ستعرض قريباً على لجنة الطاقة النيابية.
  وكان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز قال في مستهل أعمال الجلسة إن ما يحدث في الأقصى أمر جلل ويحتاج منا جميعاً بذل أقصى الجهود في سبيل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، داعياً إلى بناء موقف وطني موحد بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني. وبين أن الاجماع الوطني سيسهم في بناء  موقف عربي واسلامي والخروج بموقف موحد، مشدداً على ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية خالصة وقدوتنا في ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني .
وأضاف الرزاز : « ستواصل الحكومة جهودها الدبلوماسية والقانونية لردع الممارسات الإسرائيلية وضمان عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف».
وبين أن مجلس الوزراء ناقش أمس الأول قرار المحكمة الإسرائيلية باغلاق باب الرحمة، موضحاً أن الأردن رفض هذا القرار كونه جزءاً من أراضي المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف.
من جهته قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي «إن حماية المقدسات في القدس الشريف الإسلامية والمسيحية والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم هي أولوية أردنية يتابعها جلالة الملك الوصي على هذه المقدسات بشكل يومي ويكلف الحكومة وكل مؤسسات الدولة ببذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على المقدسات والحفاظ على الوضع التاريخي».
وأضاف : «حماية المقدسات والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها ليس ردة فعل على انتهاك معين بل هو انخراط واشتباك يومي بكل مؤسسات الدولة الأردنية لأن الاعتداءات ومحاولات تغيير الهوية فعل يومي، ونحن سواء بالاشتباك المباشر أو بالعمل عبر شركائنا في العالم وعبر المؤسسات الدولية نقوم بهذا الجهد بشكل مستمر ودائم».
وزاد الصفدي : «لا تراجع ولا تهاون ولا قبول بأي فعل إسرائيلي يحاول تغيير الوضع القائم في المقدسات»، وتابع : القدس فوق السياسة وفوق الخلافات وحينما نتحدث عنها فكلنا صف واحد من أجل القدس يقودها جلالة الملك تتابعه الحكومة ويدعمه مجلس النواب وشعبنا.
واضاف الوزير : «لا سلطة لأي جهة على المقدسات سوى دائرة الأوقاف الإسلامية، بمعنى أنه لا سلطة لأي محكمة إسرائيلية على المقدسات، والقدس جزء من الأراضي العربية المحتلة العام 1967 والموقف الأردني واضح بأنها يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية التي يجب أن تقوم حرة مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود حزيران 67 وفق الاجماع العربي والاسلامي».
وأضاف : «ثبات المقدسيين على أرضهم وتمسكهم بأرضهم والوصاية الهاشمية حماية للقدس بشكل كبير وعندما أصر الأردن على دور خاص في المقدسات هو مرده لأن إسرائيل لم تكن تعترف أنذاك بالسلطة الوطنية الفلسطينية، ولو لم يقم الأردن بهذا الدور لكان هنالك فراغ تسللت عبره إسرائيل من أجل تغيير الهوية العربية الاسلامية والمسيحية في المقدسات».
من جهته قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد الناصر أبو البصل، إن الأردن يقوم بهذا الدور نيابة عن الأمة الإسلامية وأي تصرف يتعلق بالأقصى هو أمر تقوم به المملكة بقيادة صاحب الجلالة بالنيابة عن الأمة الإسلامية.
واكد أبو البصل أن ما تقوم به السلطة القائمة بالاحتلال ضد مجلس الأوقاف وأعمالها، أمر مرفوض وانتهاك للوصاية الهاشمية ولحرمة المسجد الاقصى المبارك، وشدد الوزير على أن الأوقاف ستقوم بترميم باب الرحمة وجعله مفتوحاً على الدوام والقيام بواجباته الوقفية جميعاً دون استثناء.
وفي المداخلات النيابية ثمن المتحدثون الدور الأردني بقيادة جلالة الملك في الحفاظ على المقدسات الإسلامية، مشددين على أهمية أن تتم مؤازرته محلياً لكي ينهض بمسؤولياته.
وطالب نواب بسحب السفير الاردني من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وقطع العلاقات مع الإسرائيليين الذين لا يؤمنون لا بمعاهدة ولا بسلام.
ورفض نواب المزاودة على الأردن والمواقف الأردنية، بعد أن أثار النائب محمد هديب أجواء من التوتر على خلفية مداخلة له اعتبرها النواب مسيئة وتقلل من الدور الأردني.
واتهم رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة النائب محمد هديب بـ»العنصرية» و»الخطاب المريض» بعد أن تحدث النائب بسوء حول الوصاية الهاشمية والدور الأردني بالحفاظ على الاقصى، وقال الطراونة لهديب «كلامك خطأ، وأنت يفترض أن لا تكون نائباً اردنياً، وأنت بذلك لا تخدم القضية الفلسطينية بل ستخلق فتنة». وتابع «أنت لست نائباً فلسطينياً أنت نائب أردني وتتنصل من نيابتك»، مضيفاً «أنت مدسوس لتخلق فتنة ما بين النواب، ولا تريد لهذه الجلسة أن تنعقد وعلى مجلس النواب أن يتخذ قرارا بعضوية هذا الرجل».
وأكد الطراونة «هذه الوصاية عربية هاشمية اردنية، ومحمد (هديب) مدسوس ويتحدث بلغة مريضة»، قائلاً «بعرف عندك عنصرية بس مش بهذه الطريقة في مجلس النواب الأردني».
وأضاف الطراونة مخاطباً هديب «أنت نائب مزاود، والموضوع أكبر من واحد يتحدى مجموعة ويخرج عن النظام، النائب أخطأ بحق مجلس النواب وبحق الشعب الأردني».
وطالب النواب بتحويل النائب محمد هديب للجنة تحقيق واتخاذ إجراء بحقه، مؤكداً أن لا أحد يزاود على الأردن ملكاً وحكومة وشعباً وبرلماناً تجاه الاقصى والقضية الفلسطينية، مشدداً أن هذا واجب وليس منة.
وكان النائب محمد هديب قدّم مداخلة اعتبرها النائب تمثله وحده وهي مسيئة بحق الأردن والدور الأردني في فلسطين، فيما تهجم عدد من النواب عليه.
وقال هديب في مداخلته: «الطريق إلى الاقصى وإلى القدس وإلى فلسطين معروف وواضح، ولكن لا أحد يرغب باتخاذه، الكل يتاجر بهذه القضية والكل يتاجر بفلسطين».
وتابع أن «الوصاية الهاشمية تحتضر، ونحن نتفرج عليها، هذا الواقع، صفقة القرن اكثر من 90% ، وننتظر ما تبقى، سبق ان صوتنا على طرد السفير الاسرائيلي، لكن هذه الحكومة ومن سبقها ومن سيأتي وهذا المجلس ومن سيأتي لا نستطيع ان نستدعي سفيرنا».
كما أنه ادعى بوجود ما يحاك ضد القضية الفلسطينية من قبل دول عربية حينما أتى على ذكر لبنان، قبل أن يعود ليتهم الأردن بالإشارة إلى تسريبات صحفية قال إنها تحدثت عن زيارة رئيس الشاباك إلى الأردن وربطها بصفقة القرن، وختم «رسالة الى الشعب الفلسطيني لن يكون احد معكم إلا الله».
وأثار هذا الحديث حفيظة النواب وانتقادهم معتبرين أنه مسيء ومرفوض وغير مقبول، قبل أن يؤدي التوتر الذي حصل ومحاولة الاشتباك مع هديب إلى رفع الجلسة بشكل مؤقت، قبل أن يستأنف المجلس جلسته الطارئة بعد انسحاب النائب هديب.