Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

فلسفة التعليم - د. سلامه يوسف طناش
 
الراي - فلسفة التعليم،هي ضمن أو جزء من فلسفة التربية. وهي الاطار العام الذي يأخذ به المجتمع نحو المستقبل لبناء منظومته التعليمية المتكاملة وسط المتغيرات التي تحيط به، بغية إعداد أفراده في جميع نواحي الحياة المعرفية والمهاراتية والسلوكية، وليشكل مجمل أفراده طابعا متسما به. كمفهوم القيم الانتاجية، وإعادة هذه المفاهيم التي تنعكس من خلال سياسات تربوية عامة يتم ترجمتها على شكل اجراءات عملية يتعرض لها الأفراد ذكورا واناثا، و وفق رؤية الفلسفة التي تحدد أدواره المستقبلية، والتي يمكن أن تتغير بتغير المستقيل، وظروفه. لذا، لا يتوقع من فلسفة التعليم أن تبقى جامدة، تراوح مكانها، إذ عليها أن تتغير وأن تتبدل وفقا لتغير المجتمع المنظور، ولتغير طبيعة مكوناته البشرية، والمادية.
 
فالمهام التي توكل للإناث مثلا تغيرت كثيرا! فهل فلسفة التعليم تغيرت لتستوعب هذا التغير؟ أم التغير الحادث هو نتيجة للنمو الطبيعي، دون أن يكون للتعليم فيه دور يوجه هذا التغير، وأن يكون مدركا له ليتواءم مع المتغيرات الوطنية، والاقليمية، والعالمية. وهل الأهداف والمناهج التعليمية الوطنية، وبرامجها قد تم النظر إليها من خلال عدسات الاهتمام؟ أم أن الأمور تتم بغير إدراك لتغير فلسفة التعليم، وأنها تسير وفقا للتدحرج الطبيعي لقوة الدفع غير المنظور؟.
 
وهكذا ووفقا للواقع، فإن بناء جسور الثقة يكمن في التفاعل مع فلسفة التعليم، ومع الغايات وبكل الوسائل النشطة، ما بين المتعلم ومن يعلمه، وبينهم وبين من يضع فلسفة واضحة للتعليم، ومن يرسم سياسات تربية الافراد، والمجتمع، ووفق تعاون لتحقيق الأهداف المنشودة للتعليم. وهذا الأمر يتطلب العديد من الصياغات الفلسفية المرتبطة بالتعليم، وما نريد من الفرد أن يمتلك في مجتمعه من معارف ومهارات وسلوكيات، وضمن بيئة قادرة على تناول هذا الفعل المعقد.
 
لذلك علينا أن نعيد النظر في فلسفة التعليم، وإعادة تعريف من هو الشخص المتعلم. وأن نعترف بكل قيم الأدوار التي يمكن للفرد أن يقوم بها في مجتمعه، ووفقا لقدراته، وباحترام. وأن بناء فلسفة جديدة للتعليم، لا يعني التخلي عن المنظومة الاخلاقية للمجتمع فيما قد يفهم من ذلك. إذ أن اخلاقيات الافراد المتعلمين ترتكز على ما يمكن أن ينظر إليه المجتمع، وما يبتغيه من مستقبل مرن، يأخذ بمفهوم تغير القيم الحياتية، ومضامينها، وتنوعها، وأدوار كل فرد فيها. فإعداد المرأة للحياة لم يعد تقليديا كما كان قبل سنوات، ولم يعد تعليمها تقليديا كما كان. لذلك فإن فلسفة التعليم يجب أن تتغير ليكون المجتمع فعليا على وعي بما هو عليه، وما يمكن أن يصبح عليه، وليكون أكثر قدرة على التعامل مع المستقبل. فهل راسمو السياسات التربوية على وعي، أو يمتلكون فلسفة للتعليم في الأردن؟ أم أنهم في أفضل الأحوال يحاولون معالجة ركاكة هنا أو هناك؟!! وليصبح المشهد الحزين أكثر قبولا!
 
tanash@ju.edu.jo