Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2019

زياد قات يختزل سنوات من الغياب في سيمفونية نحت جديدة
- يعود الفنان السوري زياد قات إلى عشقه وهاجسه الأول وهو فن النحت، فيقدّم معرضا حديثا في صالة “جورج كامل” بدمشق، وسط ترحيب كبير من الجمهور السوري الذي اشتاق لأعمال تشكيلي تميّز في فن النحت.
 
ويضم المعرض الجديد لقات 35 عملا نحتيا بأحجام تنوعت بين الصغير والمتوسط والكبير وبخامات متعددة من الخشب والبرونز والبوليستر بتقنيات مختلفة، فجاء بعضها أقرب إلى المجسمات الصغيرة، في حين أتى غيرها على شكل كتل صمّاء تخلّلها الفراغ في حركات راقصة وتعبيرية مع مواضيع متنوعة بين الشخوص والحيوانات والأشكال التجريدية.
رموز وإشارات
 
 يقدّم زياد قات، ابن الجولان السوري، في معرضه الأحدث مقولات فنية طالما عرفت عنه، من حيث شغفه بتقديم حالات إنسانية متعددة وعميقة، يصوغ فيها رؤاه الفنية والإنسانية، مستعرضا ذكرياته عن بيئته الجولانية وكذلك نظريات الفن التي درسها أكاديميا، وتاليا الخبرة الحياتية التي تعلمها أثناء مسيرته الفنية الطويلة.
 
زياد قات: سعيت في معرضي الجديد إلى تقديم رؤيتي الخاصة عن الحياة والفنزياد قات:  سعيت في معرضي الجديد إلى تقديم رؤيتي الخاصة عن الحياة والفن
 
وعن معرضه الجديد عامة، وفن النحت الذي يعشق خاصة، قال قات لـ”العرب”، “النحت هو الفن الذي أحبه وأطمح أن أعمل فيه دائما، هذا المعرض يمثل لي عودة إلى هذا الفن بعد سنوات من الغياب بسبب عملي في تصميم الديكورات في المجال السينمائي والتلفزيوني، المجال الذي استنزف مني طاقات وجهودا كبيرة”.
 
ويؤكد قات أنه سعيد للغاية بعودته إلى العمل في مجاله الذي احترفه منذ ثمانينات القرن الماضي، مضيفا “أقدّم في هذا المعرض أعمالا تنتمي إلى فترات زمنية قريبة وبعيدة نسبيا، محاولا من خلاله ترجمة البعض من أفكاري، وقد حرصت على عرض أعمال من فترات زمنية متباعدة، حتى أظهر للجمهور التغيّرات الفلسفية والفنية وتأثير ذلك على العمل ككل”.
 
وحفل المعرض بمنحوتات مختلفة الأحجام والأشكال، علاوة على نوعية المادة الخام التي شكّلت الأعمال، فحضرت مادة البرونز والخشب ومواد صناعية حديثة، تنوعت فيها المواضيع التي اقترحها قات على جمهوره، فجاءت شخوصه عبر حالات فنية مختلفة، كما تنوّعت الأفكار مما شكل تجريدا هادئا، غير فاقد للعمق سواء من حيث الطرح أو البناء الشكلي.
 
أعمال تحيل المتلقي إلى حالة وجدانية ملتهبة مع تفاصيل حياتية خاصة يعيشها في أبسط يومياته، ولعل ما ميّز المعرض وجود بعض المنحوتات التي أتى فيها الفراغ بشكله الانسيابي والعضوي، بحيث صار الفراغ جزءا أساسيّا من العمل.
 
وهذا الشكل الفني ظهر في المنحوتات الخشبية كبيرة الحجم التي جسّدت أفكارا متنوّعة، وتميزت تحديدا في المجسمات الرأسية التي خلدت ذكرى بعض الفنانين السوريين الروّاد كفاتح المدرس، فكان أسلوب العمل على إيجاد نسيج من الفراغ في الكتلة محاولة جريئة وخلاقة في التكوين العام للمنحوتة، وظهر هذا أيضا في تمثال لسيدة شامخة تبدو وكأنها تختزل كل عنفوان اللحظة المتأزمة التي عاشتها ساعة رحليها القسري عن بيتها.
 
يبدو الفنان زياد قات شغوفا بأن تكون أعماله متنوعة مختلفة وغير مؤطرة بشكل محدد، فهو يؤمن بفكرة أن الفن يجب أن يكون منفتحا على كل القيم، وعن هذا الاختيار يقول “أفضل العمل على أفكار تعني الناس جميعا، لست ممن يؤطرون أنفسهم في قوالب محددة، أنا أنحت على جميع المواد التي يمكن أن تنتج عملا فنيا ذا قيمة، نفذت خلال سنوات عمري الفني الكثير من الأعمال التي قدّمت من خلالها رؤيتي الخاصة عن الحياة والفن”.
بين قديم وجديد
 
تجريد هادئ للمعيش السوريتجريد هادئ للمعيش السوري
 
 يطرح زياد قات في معرضه الأخير خلاصة فكره وخبرته، ويقول لـ”العرب” لا أدّعي أنني أقدّم أفكارا فلسفية أو شعرية، لكنها أفكار إنسانية عميقة ويهمّني أن تصل للناس بأسلوب بسيط وواع، هذا المعرض عملت عليه منذ أشهر وكنت شبه معتكف لتحقيق الصيغة الفنية التي أريد طرحها فيه، إلى أن خلصت لتحديد هذه الأعمال، القديمة والجديدة، وما يهمّني الآن أن تلاقي الصدى الطيب عند الناس”.
 
وللفنان زياد قات العديد من الإسهامات الفنية في المجال الدرامي بنوعيه التلفزيوني والسينمائي، الديكور والسينوغرافيا تحديدا، وتميزت أعماله خاصة في الدراما التاريخية.
 
ومن الأعمال التلفزيونية التي ساهم فيها: “الظاهر بيبرس” و”عمر الخيام” و”رجال العز” و”اسأل روحك” و”نوادر وحكايا” و”طوق البنات” و”صبايا” و”خاتون” و”صدر الباز”، كما له في السينما العديد من الأعمال منها: “رسائل الكرز” و”ليليت السورية” و”صمت الألوان” و”درب السما”.
 
واهتم زياد قات أيضا بتقديم الفن التراثي الشركسي الذي يجيد غناءه، وكثيرا ما شارك في الحفلات الفنية التي تقدم في سوريا لإظهار التنوع الديموغرافي بالبلاد ممثلا للفن الشركسي، فقدّم في ذلك العديد من الحفلات مغنيّا وراقصا.