الدستور-اعتراف الادارة الامريكية بالسيادة الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة عام 1967، ومخالفة ومعارضة جميع قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة، التي تؤكد عدم اعترافها بسيادة الاحتلال الاسرائيلي على تلك الاراضي، وتدعوا الى انسحاب الكيان المحتل منها واعادتها الى اصحابها الشرعيين، وترفض جميع الاجراات والقرارات والقوانين الاسرائيلية التي صدرت بشأن الاراضي المحتلة سواء الضم او السيادة او الاستيطان او اي موضوع آخر، يعني ان الادارة الامريكية لم تعد تعترف بالمؤسسات الدولية نفسها ولا بقراراتها وكل ما يصدر عنها، وهي بذلك تعمل على تفريغ العالم من منظومة القوانين والمؤسسات والقيم والاحكام والنظم التي تضبط ايقاع النظام العالمي بمجمله، وتنظم العلاقات الدولية على اساسها، والدفع بالعالم الى ما يشبه شريعة الغاب على اساس ان البقاء للاقوى، وان القوي هو الذي يتحكم بمسيرة العالم وتوجيهه، وهو الذي يقرر ويقود دون اي اعتبار للحق والعدالة الكونية والاجتماعية، وبهذا المفهوم الترامبي الفوضوي الجديد، لا مكان للضعفاء والفقراء والمظلومين، ولا مساحة يقفون عليها في هذا الكون الواسع، الا اذا سمح لهم بذلك الاقوياء، وبهذا المفهوم ايضا، يعود العالم الى عصر العبودية والاستبداد والقهر والظلم والرق والاستعمار، لان ترامب يعرف بأن امريكا هي الاقوى عالميا، لكنه لا يدرك ولا يستوعب ان القوة قد لا تدوم، وقد تظهر فجأة دول اكثر قوة منها، وقد تتغير موازين القوى في اي وقت.