Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Dec-2019

جمعية النقاد تحتفي بروايتي «لا تشبه ذاتها» و«الوزر المالح» للأطرش ودعيبس

 الدستور– نضال برقان

أقامت جمعية النقاد الأردنيين، أول أمس، ندوة حول رواية ليلى الأطرش (لا تشبه ذاتها) ورواية مجدي دعيبس (الوزر المالح) الفائزتين بجائزة كتارا لهذا العام، في رابطة الكتاب الأردنيين بعمان، وأدار الجلسة الدكتور زياد أبولبن رئيس الجمعية، وقدمت الدكتورة صبحة علقم قراءة نقدية لرواية ليلى الأطرش (لا تشبه ذاتها) بالقول: تُحلّق ليلى الأطرش في عوالم الشعر والدهشة والمعرفة والتساؤل ليقف في روايتها موضوع الحديث، عبر انتقال الفكرة في الرواية والتقديم والتأخير في السرد والانتقال من الماضي إلى الحاضر وبالعكس والتنقل بين المدن كابول، لندن، عمان، القدس، تتعمق غربة (حبيبة) عن أهلها وأشقائها وزوجهايتعمق هذا الاغتراب عن العائلة لتصل إلى غربتها عن ذاتها. ونرى الوعي بصور متعددة، الوعي الطبقي، والوعي الاجتماعي، والوعي النسوي، والوعي الديني، والوعي بالمكان له خصوصية في هذه الرواية، وقد فرضت الهجرة وواقعها افغانستان موطن الساردة حبيسة وفلسطين موطن العشيق منذر الشرفا ولندن الحاضنة للمهاجرين بغض النظر عن أصولهم وممنابتهم وديانتهم وثقافتهم فيها تولد قصة العشق الجارف بين حبيبة ومنذر وجمع أسرتهما البعد عن الوطن.
ثم قدم الدكتور نضال الشمالي قراءة نقدية لرواية مجدي دعيبس (الوزر المالح)، حيث قال: اتخذت مجدي دعيبس من الإطار التقني السردي مدخلاً لها لسبر أغوار رواية (لوزر المالح)، إذ استهلّ حديثه عن العتبات الثلاث التي شكّلت مفتتحا للرواية وهي العنوان والتصدير والهوامش، فالعنوان يحيل على الخطيئة، والتصدير يبشر بفعل إسقاط ما مضى على ما سيأتي، والهوامش ذات وظيفية تعريفية توجيهية.وقد ربط د. نضال بين هذه العتبات وبنية الرواية التي توزعت على ثلاثين مشهداً تناوبت الشخصيات الروائية على روايتها، وقد أفضى ذلك بشكل جليّ إلى فكرة تعدّد الأصوات التي ميّزت الرواية وفعّلت فكرة الحوارية على مستوى عالٍ لمعالجة موضوع الرواية، وهذا الأخير اتخذ من إحدى قرى شمالي الأردن، في الأيام الأخيرة للدولة العثمانية في بلاد الشام، فضاءً لها في ظل بنية توافقية بين زمن القصة وزمن السرد. وقد انعكست رؤى الشخصيات من خلال حقها في تقديم وجهات نظرها في ظل غياب شخصية المثقف عن جنبات العمل، ومن ثم أحقية الكاتب في تجسيد رؤيته.
وقدمت الروائية ليلى الأطرش شهادة إبداعية حول روايتها (لا تشبه ذاتها) وقالت: أردت أن أكتب عن الوطن عند المهاجر، فكانت رواية الخوف الإنساني من الأخطار في مناطق الصراعات والتهجير والقمع والرفض، والخوف من التكيف مع وطن جديد من فشل الحب ومن تنازع القيم الوطنية وسقوطها في إغراء المال، من المرض والموت حين يصطدم الإنسان بحقيقة أن العمر يسابقه على إنجازه، بينما رسالته في الحياة تحتاج الوقت، فلا يملك إلا أن يقاوم، فالأم في الرواية متصوفة والأب سني، والبداية في بخارى (أوزبكستان وأفغانستان وإيران) وكلها على طريق الحرير، عاشت الرخاء وتلاقح الثقافات وتعدد الملل والأديان، وأمر آخر استوقفني دائماً وطرح السؤال الأكبر: هل تختلف الهجرات للقادر وغيره حين يجتاحه الخوف؟ طوابير اللاجئين منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم، ومحاولات الشباب للهجرة إلى المجهول في قوارب الموت، وصفوف المكسيكيين الزاحفين إلى أمريكا، وقبلهم صور الألمان الشرقيين يوم هدموا جدار برلين، لكن هناك مئات الروايات الممتازة عن أهوال التهجير والاستغلال والعنف وبؤس العيش في المخيمات. أردت ثيمة جديدة، أثر الهجرة القسرية على قادرين مادياً غادروا بلادهم خوفاً من التطرف والرفض، وبحثاً عن الأمان، صحيح لم يتعرضوا للمهانة والاستغلال لكنهم عاشوا الخوف في الرحيل من وطن تركوا فيه مكانتهم وثروتهم، وتساءلت ما الوطن لمهاجر اختار الاغتراب خوفاً على نفسه، أو مهاجر احتلت بلاده وطرد منها. أي خوف يدفع المهاجر إلى ما يعتقد أنه خوف أقل؟ كان الخوف واحدا من خلال مذكرات حبيبة العين الأفغانية عن ذكريات الطفولة، والعيش في لندن وارتباطها بمنذر الشرفا الفلسطيني ثم انتقالها إلى عمان وفشل الحب وخسران الشركة.
وتساءلت ليلى الأطرش في شهادتها: لماذا افغانستان وفلسطين؟ كلاهما موئل ديانات وطوائف تتصارع على أرضها، كلاهما في موقع جغرافي فرض دكتاتورية على سكانها، درب الحرير التجاري ربط بخارى بما حولها من الدول ودفع علماءها وفكريها إلى هجرة معاكسة إلى موطن الدين، والقدس في تعدد مللها وطوائفها تشرد أهلها قصراً، فلسطين اغتصبت باسم الدولة الدينية اليهودية، وافغانستان احتلها المتطرفون من فرق دينية مختلفة رفعت شعار تحرير القدس. تروي الطبيبة قصة اللقاء والحب كما ذكريات الطفولة في كابول، والحب في لندن، والعيش في عمان، لتمتد مساحة الأحداث بين العواصم الثلاث.
كما قدم مجدي دعيبس شهادة حول روايته (الوزر المالح) ومما جاء فيها: خلال العامين 2008/2009 كنت في ألمانيا وعلى وجه التحديد في أقصى الشمال في مدينة هامبورغ وبسبب برودة ذلك الشتاء تكاد لا ترى أحداص في الشوارع سوى الذين ينزهون كلابهم عند المساء. هذا من جهة ومن جهة أخرى آثرت زوجتي العودة إلى عمان بحجة أن الطقس البارد لا يناسب الطفل ذا الثمانية شهور وتركتني وحيداً في مدينة اشتد قرها وطال ليلها. حاولت اقناعها بالعدول عن رأيها. قلت: هذه هامبورغ، فينيسيا الشمال. قالت بلهجة ساخرة: مبروكة عليك، إن شاء الله بتتهنى مع فينيسيا. وبعد أن أنهي الدوام بالكلية التي كنت أرتادها أعود إلى غرفتي الدافئة وأبحث عن شيء يعجّل من حركة عقارب الساعة، من هنا جاءت فكرة الوز المالح. وربما تتقاطع هذه القصة مع قصص أخرى على وجه ما. لكن ما حدث أنني تحمست للأمر وبدأت ببلورة البدايات واستشراف النهايات ووضع أساسات المعماري ورسم الشخصيات وتحديد مسار تصاعد الأحداث. خلاصة القول أن شخصيات الرواية بعد أن أعطيتها الأسماء والملامح والدافع عاشت معي في غرفتي الصغيرة على مدى عامين كاملين حتى انتهيت من الكتابة.