Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

فُرص نجاح «مؤتمَر وارسو».. أو عُقم الرِهان على واشنطن - محمد خروب

الراي -  شهر واحد يفصلنا عن المؤتمر"الدولي" الذي دعت اليه الولايات المتحدة الأميركية,وكشف عنه وزير خارجيتها مايك بومبيو خلال جولته الشرق اوسطية والمُخصّص وفق بومبيو لـ"مُواجَهة ايران",وبالطبع لم ينس رئيس الدبلوماسية من اجل "تلميع"الفكرة هذه,ايراد عبارات ومصطلحات دأبت واشنطن على ترويجها منذ عقود طويلة،"كضمان استقرار وأمن الشرق الاوسط",والتي تعني في القاموس الأميركي البحث عن اي"عدو" وتضخيم خَطرِه,ودائما في صرف النظر عن خطر,ربيبتها وحليفتها الوحيدة في المنطقة,التي تُماثِلها القيم الديمقراطية".. إسرائيل على العرب واحتلالها الطويل للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية. وجاءت حكاية الحرب على الارهاب لتمنح واشنطن وتل ابيب المزيد من الفرص, لإطاحة جدول الأعمال العربي,وتمكين دولة العدو الصهيوني من التسلّل الى الفضاء العربي,بأساليب مختلفة تعاونها في ذلك واشنطن وتشكّل لها درع حماية محمولا على ضغوط مكثفة,اثمرت في النهاية عن ارتفاع صوت المُتصهينين العرب, اولئك الذين ضاقوا ذرعا بعروبتهم وراحوا يُروّجون لخطاب مسموم,يقول:ان خطر اسرائيل أقل بكثير وعلى نحو لا يُذكَر,مقارَنة بخطر إيران.

مؤتمر وارسو وفق ما أعلن الاميركيون مُعّد للتصدّي للخطر الايراني وبحضور عربي كبير ومنتقى في شكل لافت,ما يعني ان اضفاء صفة "الدولي"عليه، هو تضليل موصوف.ولو افترضنا ان دولاً غير العربية قرّرت المشاركة فيه وعضها سيتم "جلبه"بضغطصهيوأمير كي،فان حضورها سيكون بروتوكولياً ليس إلاّ,واستجابة لضغوط الولايات المتحدة وبالتأكيد لن تكون"شريكاً" في مشروع حلف عسكري,لم تتخل عنه واشنطن.
سُمّي ذات يوم بـِ"ناتو"عربي ,ما تزال تضغط (واشنطن) لإقامته, بخاصة الدول الاوروبية التي تقيم علاقات معلنة مع طهران بل ترفض الخضوع لضغوط ادارة ترمب المأزومة والمطارَدة داخليا,لإلغاء الاتفاق النووي. وربما تنجح في ايجاد آلية مالية تتفادى من خلالها المرور بنظام "سويفت" الذي تتحكم فيه الولايات المتحدة.وهو ما وعدَت بانجازه قريباً,بعد شكوى طهران وتذمّرها بان الدول الاوروبية تُماطل في تنفيذ وعودها.
هل ستنضَم بعض دول اوروبا الشرقية,التي باتت ساحة خلفية وملعبا لمغامرات الولايات المتحدة واستفزازاتها المتواصلة لروسيا,عبر حشد الجيوش ونصب الدرع الصاروخية وإجراء المناورات العسكرية وادخال السفن الحربية الى البحر الاسود وغيرها من اساليب مُحاصرة روسيا؟
لن يكون مفاجئا مشاركة بعضها في حضور المؤتمر(وربما الجهد العسكري ,إن نجح"حزب الحرب" في واشنطن بإقناع ترمب بشنّ حرب على ايران) وبخاصة بولندا,التي قبِلت عقد المؤتمر على اراضيها.دون ان يسأل احد من العرب المدعوين:لماذا في وارسو وليس في إحدى عواصم المنطقة العربية,ما دام الحديث يدور عن ايران؟.
قد تكون مشاركة اسرائيل التي أعلن (وزير خارجيتها) بنيامين نتنياهو قبل يومين,انه تلقىّ دعوة للمشاركة في قمة وارسو(هكذا وصَفَها) هي "الحدث" الأبرز في هذا "السيرك",(وِفق وصف جواد ظريف وزير خارجية ايران).ولن يُفوّت رئيس حكومة العدو الصهيوني هذه الفرصة الثمينة,ليس فقط بما هي ترجمة بالصوت والصورة لما كان يُدلي به من تصريحات على ان علاقات اسرائيل بدول عربية عديدة,وصلت الى مستويات لا تُصّدق، بل وايضا لاستغلال الحدث في حملته الانتخابية بعد ظهور منافِسين له اقوياء (نسبيا) في المعارضة،قد يَحُولُون دون فوز الليكود بالمرتبة الاولى,وبخاصة ان موعد انعقاد مؤتمر وارسو يتزامن مع اعلان المستشار القضائي في دولة العدو المُتوقّع,بتقديم نتنياهو للمحاكمة في قضايا احتيال وفساد ورشى.وهو ما اوصت به النيابة العامة لكن القرار الأخير هو للمستشار القضائي.
يبقى السؤال: ما هي المصلحة العربية في حضور مؤتمر كهذا،تكون اسرائيل شريكا فيه؟وهل ستكون قرارات وتوصيات المؤتمر العتيد مُلزِمة وفورية؟وماذا سيكون موقف الدول العربية المشارِكة في حال تم تشكيل هيكل او قيادة عسكرية لهذا الحلف,الذي لن يُقام إلاّ بعضوية إسرائيل فيه؟ وهل بالفعل باتت اسرائيل شريكا وحليفا وصديقاً؟ولم تعد ثمة "مُشكلة" أو "خلاف معها,يحول دون المُضي قُدماً في مسيرة "الهروَلة" التي يتحمس لها بعض العرب؟وقد يَخرج منهم مَن يدعو للنظر في طلب اسرائيل "القديم" بان تكون عضواً مراقباً في الجامعة العربية؟.
kharroub@jpf.com.jo