Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Sep-2014

د.ممدوح العبادي: «عيادة» سياسية في منتصف الطريق بين العبدلي والرابع
الراي - ملك يوسف التل - عندما أعلن في بغداد عن تكليف العبادي (حيدر) بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة تسابقت مواقع ومعلقون أردنيون في الإتكاء على تشابه الأسماء المكتوبة للتعبير للدكتور ممدوح «العبادي» عن «تفاؤلهم» بان الدور عليه الآن لتشكيل الحكومة الأردنية... حتى وان كانوا جميعهم يعرفون بأن إقامة د. عبدالله النسور في الدوار الرابع طويلة.
وليست هي المرة الأولى التي تخرج من صالونات عمّان الغربية شائعات تتضمن إسم «أبو صالح» كمرشح للرئاسة، فالرجل المحترف سياسيًا يمتلك القاسم المشترك لمواصفات عضوية النادي ويزيد عليها انه «حتى في باب الكوتات» يمتلك ميزة أنه « فلسطيني من أصل أردني» كما يحب مريدوه ان يصفوه في بوصلته السياسية. فهو في حرب غزة الأخيرة قال:
 «أي بوصلة عربية لا تشير إلى القدس.. مشبوهة وخائنة».. وعنما نجح ثلاث مرات في انتخابات الدائرة الثالثة في غرب عمّان كان يقال تحببًا انهم جاؤوه من الزرقاء والوحدات وصوتوا معه.. لم يزعج د. ممدوح العبادي أن يوصف بأنه «وحش سياسي» حسب التعبير الأمريكي «بوليتكل أنيمل». فهو من القيادات العامة المثقفة التي تعرف ان هكذا وصف هو من باب الإعجاب وتوصيف الوظيفة العامة وتشخيص الدأب السياسي. هو دؤؤب فعلاً ويؤمن أننا في الأردن طالما لديك الحد الأدنى من المقدرة تستطيع أن تعيشها سياسيًا بالطول وبالعرض. وقد عاشها كذلك.
 الطبيب عند أهل «البلد» ينادونه «يا حكيم». عيادة أبو صالح الطبية التي بدأت في الزرقا واصبحت الآن في الدوار الأول هي منتدى سياسي نشط وأحيانًا تجد من حساده من يتهمها بانها مركز ضخ إعلامي خصوصًا وان الرجل يمتلك شبكة علاقات واسعة مع الإعلاميين. ويشفع له في كل الأحوال انه واضح جرئ وصاحب رؤية معززة بخبرة سياسية ونقابية فضلاّ عن عمادة عمّان الكبرى لفترة ما زالت حية في أذهان الناس.
الرجل يبدو أصغر سنا من عمره. ليس لذلك أي علاقة بكونه ترك التدخين أو لأنه لا يحب ان يكون على راس مناسف الجاهات التي لا لزوم لها. أصهاره الكثر «حيث خلفته كلها بنات» يعزون اشراقة طلته لكونه»هني» طيب السريرة حاضر النكتة ولا يخضع لحمية غذائية حيث يقوم ليلاً إلى الثلاجة بعد ان ينام كل من في البيت ويأكل الملوخية والمجدرة.
وسام الاستقلال من الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه
 
كيف لكم أبو صالح وأنتم خارج السلطتين التشريعية والتنفيذية وخارج الأحزاب أيضاً أن تبقوا تسبحون في مقدمة المشهد السياسي الأردني المتحرك وتظهرون على الفضائيات والندوات والصحف بمعدل مرتين أسبوعًا على الأقل؟هواية؟.. صنعة؟.. أم معايشة للمسؤولية؟
 
عندنا في الأردن، العمل السياسي ليس مهمًا، بل العكس. فاذا كان الذين يعملون في السياسية مائة فان الذين يعملون في الأحزاب واحد، نسبة وتناسب في العملية العامة. ولذلك أنت لا تخسر شيئاً إن لم تكن حزبيا.
بالنسبة للانتخابات البرلمانية فقد سبق وترشحت ثلاث مرات ونجحت عن الدائرة الثالثة. وهذه المرة أحجمت عن الترشيح،. أما مع السلطة التنفيذية أو الوظائف فلم يعرض أحد علي وظيفة، وهذا لا يمنع ممارسة نشاطاتي بعيدا عن العمل العام. اعتقد انني لم أهدأ من أول أيام عيد الفطر إلى اليوم حيث ظهرت على ست شاشات تلفزيونية على الأقل، عدا عن الصحف وغيرها من وسائل الإعلام. فأنا أحضر كل النشاطات وأجامل وأندمج. ما أقوله هو انه طالما لديك الحد الأدنى من المقدرة تستطيع أن تعيشها بالطول وبالعرض سياسياً. العمل السياسي ليس مقتصرًا على جهة معينة أو موقع بعينه. وحتى مداخلاتي على شاشات التلفزة خارج الأردن كثيرة. وهذا جزء لا يتجزأ من العمل الوطني.
 
متابعة للسؤال السابق، فإن بعض حسادكم يفسرون غيابكم عن مجلس النواب الحالي بأنه كان تحوطًا لخسارة رأيتموها مؤكدة نظرًا لتغير المعطيات التي كنتم تفوزون معها بعضوية شبه دائمة للمجالس النيابية المتعاقبة. أبو صالح كيف يفسّرعدم ترشحه للانتخابات الأخيرة؟ وهل ندم على ذلك؟
 
التقييم الحقيقي لوضعي، ويمكن من له علاقة بالانتخابات يعرف التقييم الدقيق. فضلا ان لدينا مؤسسات جيدة للتقييم. الدائرة الثالثة فيها أربعة مقاعد، ولا أعتقد أنني سأحصل إلا على الموقع الأول إذا ترشحت للانتخابات، لكنني مررت بتجربة قاسية في البرلمان السابق جعلتني أعد للعشرة قبل أن أقحم نفسي، وبالتأكيد إذا حصلت انتخابات اليوم وعرفت بأنها نزيهة فسأترشح اليوم دون تردد.
 
 كيف تقيّم أداء مجلس النواب الحالي الذي وصفه جلالة الملك في مقابلة أخيرة بأنه يغلّب دوره الخدماتي على وظيفته التشريعية الرقابية. ولماذا فشل هذا المجلس في إدارة الانتقال إلى مرحلة الحكومات المنتخبة؟
 
لدي قناعة بأن نائب الخدمات يعمل في العالم كله.. نواب فرنسيون أخبروني بأن ثلاثة أرباع عملهم خدمات. إذا أردت تغيير مجلس النواب بحيث لا يكون النائب خدماتيا فيجب أولا تغيير المجتمع، لأن المجتمع يفهم النائب هكذا، المواطن في المحافظات ماذا سيطلب من نائبه غير الخدمات؟! بالتأكيد يريد منه أن يعلم له ابنه أو يوظفه، وإذا تطورت المطالب أكثر فسيطالب بفتح شارع أو مدرسة أو بمستشفى وغير ذلك. أما الرقابة والتشريع فهذه تكمن بوجود أحزاب حقيقية على الأرض ولها نواب يمثلونها. حينها تصبح الرقابة والتشريع أفضل، لهذا نحن ما زلنا نحبو في الديمقراطية ونحتاج إلى سنوات قبل أن يكون لدينا أحزاب حقيقية فاعلة تستطيع أن ترسل رجالاتها إلى البرلمان، وللأسف ان المجتمع لغاية الآن يفهم النائب على أنه نائب خدمات.
 
ولماذا لا يغير النائب نظرة ناخبيه لدوره وحدود صلاحياته؟
 
ليس من السهل تغيير المجتمع، فهو الأقوى، وهو الذي يختار نائبه. المجتمع إذا لم يخدمه النائب فانه في الانتخابات التي تليها لن ينتخبه، ولذلك نجد نوابا خارج عمان يزورون الوزارات والمؤسسات المختلفة بشكل عام للوساطة.
 
 تعتقد ذلك ظاهرة صحية مائة بالمائة؟
 
لا، فهي غير صحية ابدا، لكنني أجزم بأنها في بلد مثل الأردن صحية بنسبة 60%.
 
«أي بوصلة عربية لا تشيرإلى القدس.. مشبوهة وخائنة «! هذه القناعة أو الشعار الذي رفعتموه في حرب غزة الثالثة، يتضمن توزيع اتهامات بقدر ما يتضمن رؤية سياسية بأن القضية الفلسطينية لا حلّ لها في جيلنا الراهن.
 
موضوع توزيع تهم الشبهة والخيانة مسألة سهلة لدى جيلنا. هل يريحك ذلك ويفش غلّك؟ ثم أن القدس التي تراها قبلة البوصلات الوطنية والقومية أضحت هي الأخرى منسيّة تقريباً تحت ضغط التحديات السريعة الكثيفة التي تواجه الدول العربية كلاّ على انفراد. ما الذي يستطيع الأردن أن يفعله لتكون القدس هي بوصلته خصوصا ان له ولاية عليها بموجب اتفاقية وادي عربة؟
 
هذا شعاري وكنت أكتبه وما زال موجودًا في معظم مداخلاتي في الثقة برؤساء الحكومات المختلفة. شعاري دائماً أن القدس هي الأساس، والبوصلة التي لا توجه إلى القدس هي بوصلة خائنة. فأي عربي وأي مسلم وأي إنسان إذا نسي القدس وتركها فهو خائن. القدس هي عنوان الصراع في العالمين العربي والإسلامي في القرن العشرين، القدس ممثلة بفلسطين بالطبع. وبالتالي يجب أن تكون بوصلتك واضحة كسياسي. نحن في الأردن شعبنا يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، لأكثر من سبب، لأننا كنا دولة واحدة قبل أن تسقط القدس، ولأن التمازج الاجتماعي بين الضفة الغربية والشرقية حتى في غزة واحد... الذين استشهدوا في غزة نجد بيوت عزاء لهم في الأردن، فأقاربهم هنا، وبالتالي فلسطين ليست قضية ترفية أو قضية ثانوية انها قضية أساسية وخصوصًا أن شعار الإسرائيليين «الضفة الغربية لنا والشرقية أيضاً»، فهذا هو شعارهم. إذن نحن لسنا في مأمن بل في خطر حقيقي، لذلك أعتقد أن هذه البوصلة يجب أن تؤشر إلى القدس وإلا فلا.
 
مررت بتجربة برلمانية قاسية جعلتني أعد للعشرة قبل أن أقحم نفسي في الانتخابات الأخيرة
***
تغيير أداء مجلس النواب يبدأ من تغيير المجتمع
 
 
استراحة
 
في مطعم هاشم وسط البلد مع رئيس غرفة تجارة عمان
 
د. ممدوح صالح العبادي من مواليد عمان .1943 نقيب الأطباء الأردنين 1987-1991 وعمل الأمين العام للجنة الشعبية لدعم الانتفاضة وزيرًا للصحة 1991 أمينا لعمّان الكبرى 1993- 1998.. انتخب عضوًا في مجلس النواب الرابع والخامس والسادس عشر عن الدائرة الثالثة ..عيادته في الدوار الأول أخصائي عيون حائز على الأختصاص من بريطانيا.
 
كيف استطعتم ترك التدخين وبماذا استبدلتموه من الهوايات النافعة أو الضارة؟
 
تركه بالنسبة لي كان معجزة، فمن يعرفني عن قرب لم يكن ليصدق بأنني سأترك التدخين، كنت أدخن يوميًا 3-4 باكيتات روثمان. يقال بأن هناك جينات خاصة لبعض الأشخاص تؤدي إلى أن يترك هذا الشخص التدخين بدون العودة إليه.. ربما هي الجينات وليست الإرادة.
 
 البعض من المفكرين والمنظرين يرون أن أسلوب الجاهات في حل المشاكل من نوع الاعتداء على الأطباء والمدرسين هو أسلوب خاطئ يعمق الخلل ويديمه؟
 
كل شيء عملت به ما عدا الجاهات. التوازن مطلوب بين القانون والعادات، لا نستطيع إلغاء القانون ونجعل كل شيء على العادات، ولا يجوز أن نلغي العادات ونسير على القانون. الناس أبناء عشائر يعرفون بعضهم البعض ويحترمون بعضهم البعض ويقدرون بعضهم البعض. هذا عندما يكون القتل دون قصد. لكن القتل العمد لا يمكن أن أسير في جاهته... أمشي في جاهات تحصل قضاء وقدر غير مقصودة ولا متعمدة. فعندما يسير الشخص في جاهة ويأخذ عطوة فانه يخفف من غضب الطرف الآخر، ويحد من تراكم المشكلة فلا ضرر في ذلك على ان يأخذ القانون مجراه والحق العام يجب أن يأخذ مجراه. أما حسب قول البعض ان الجاهة عبارة عن فنجان قهوة، هذا ليس صحيحًا، الجاهة لها طقوسها المنبثقة من تقاليدنا العربية التي نقدرها ونحترم.. لكن ليس بالشكل الذي نراه الآن في جاهات الفرح أو في حل النزاعات بين عائلتين أو شخصين وغير ذلك هذه كلها فخفخة ومظاهر لا داعٍ لها.