Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2019

تَسقُط «أُورسولا»...أيّ نوعٍ مِن «الساسَّة» هؤلاء؟*محمد خروب

 الراي-أما أُورسولا التي أدعو إلى سقوطها, وأعلن صدمتي من سلوكها (السياسي أقصد) فهي ليست أُورسولا أندريس، فاتنة السينما الشقراء التي تابعناها في أفلام جيمس بوند, أيام أخذتنا تلك الموجة إلى ضِفافها. بل أقصِد تلك السيدة الألمانية المُنتمية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي, التي شَغلَت وزيرة الدفاع (رغم انها طَبيبة), كأول امرأة في ألمانيا تشغل موقعاً كهذا كان مقتصراً على الرجال, وهي تستعد في الأول من الشهر الوشيك تشرين الثاني لتسلُّم منصب رئيسة المفوضية الأوروبية (أي رئيسة أوروبا في تسميّة أخرى), وأيضاً كأول امرأة تشغ? منصباً رفيعاً كهذا. رغم أن نساء أوروبيات سَبقنَها في تسلّم مواقع أخرى كانت آخِرهنَ السيدة المُحترمة والسياسية الحصيفَة والمُتزِنة فيديريكا موغريني, في منصب الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأرووبي منذ 2014.

 
هُتافي بسقوط السيدة أُورسولا «بنت الـ60» والأم لسبعة أولاد,لأنها في منصبها الرفيع هذا, «قرَّرت» الإقامة في غرفة صغيرة, جُهّزت لها إلى جانب مَكتبها في الطابق «13» من مبنى المفوضية في بروكسل بدلاً من استئجار شقة. بل الداعي لمزيد من الغضب مِن سلوك «مُستهجَن» بل مُستفِز كهذا، ان «المَسكن» الذي اختارته فخامة رئيسة أوروبا, لا تتعدى مساحته الـ«25» متراً مربعاً.. فأي خيار باعِث على الإستغراب في سلوك تقشُّفي كهذا؟ خصوصاً أن «مَعاليها» تسلّمت مواقع وزارية رفيعة في وطنها (ألمانيا) ذات الاقتصاد الأقوى أوروبيّاً بل قاط?ة الاتحاد الأوروبي، وناظِمة إيقاعه مع فرنسا, وإن كانت الأخيرة بدرجة أَقل, نظراً لأزماتها المالية والاقتصادية ومديونيتها المُرتفعة.
 
بَدل أن تُقرِّر أُورسولا فون ديرلاين (وهذا اسمها الكامل) ان تَستأجِر لنفسها جناحاً في أقرب فندق او بناية سكنية قريبة من مقر الاتحاد الفخم المُزجَّج بِأبّهتِه اللافتة في بروكسل, ما يمنحها فرصة إستعراض الفخامة في طريقها الى مقر عملها في الطابق الثالث عشر, اختارت ان تدلِف الى المكتَب الذي لا نعرف حجمه, من شقتها ذات الــ«25» م2.
 
يا له من خيار بائس, إذا ما قرأ عنه او سمِع أحد الوزراء او الأُمناء العامّين في اي بلد عربي, حتى أفقر تلك البلدان ذات المديونية الفلكية والأزمات الإقتصادية التي تعصف بها..دون ان نعرف (بعد) كيف أمكنها تأثيث هذه المساحة الضئيلة, التي لا تسمح لها باستقبال أحد او إقامة «عَزومة» مُتواضِعة؟، ما بالك لو جاء «آل» فون ديرلاين لتهنئتها؟ والوقوف الى جانبها في حال ألحَق بها الاوروبيون أذى؟ او استهدفوا مَكانتها وتآمروا على موقعها؟ او حاولوا الإفتئات عليها وكشف بعض «فسادِها», الذي بات جزءاً لا يتجزأ من المشهد العالمي وخص?صا العربي الراهن, يتساوى فيه أغنياء العرب مع فقرائهم, بصرف النظر عن المنصب الذي يشغلون او المكتب الفاخر الذي يجلسون عليه, او الفيلا التي يَسكنون والقصور ذات المساحات الشاسعة التي يَسرحون فيها (وربما يَمرَحون والله اعلم).
 
نأمل ان تُعيد «الدكتورة ارسولا» النظر في قرارها الخطير هذا, حتى تكون جديرة باحترامنا, وحتى نستطيع «هَضم» إمكانية استقبالها في المرابِع العربية, وبخاصة اذا ما أصرّت البقاء في تلك المَساحة التي لا تليق بها, وعندها كيف يُمكن لفقراء العرب ان يَطلبوا منها «المُساعدة» لترميم موازناتِهم وتمويل مشروعاتهم, ومنها خصوصاً تأثيث مكاتب فخمة لوزرائهم ومسؤوليهم, الذين يجب ان يظهروا أمام العالم بما يَليق بِأُمتهِم ويُرضي غرورهم وتهافُت ثقافتِهم وحرصهم المُزمن على الشَكلِيات.
 
استدراك ضروري: مَهام رئيس المفوضية الاوروبية, هي وظيفة بـ«دوام كامِل» تَمتد على مدى «18» ساعة.. يومياً.(فقط 18 ساعة).