Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2019

جند الأردن القوات المسلحة الأردنية*ياسين العودات

 الراي-الجيش روح.. وليس جسدا

 
والجيش وجود.. وليس مددا
 
هذا ليس شعراً، بل خلاصة اجتماعية سياسية تاريخية، فللقوات المسلحة الأردنية وزن نوعي في ماضي البلاد – البعيد والقريب - وحاضرها.. ومستقبلها، وتمثيله الوطني تالياً لا يقاس بالأرقام.. بل بالقيمة والمعنى والحضور الوطني والسياسي والدور.. والامكانات.
 
هنا صنع الاردنيون (الأدوميون والمؤابيون والشوابكة والحويطات والبلقاء وحوران وعجلون بواكير العسكرية الاردنية فجاءت أمجاد ميشع، وانطلق التجسيد الاكثر بهاءً في تاريخ بلادنا لفكرة الأردن - الدولة الاقليمية في مملكة الانباط الخالدة–وهنا: كان منطلق وتعبئة جيوش الفاتحين للعالم الأوسع، وتشكلت عقيدة الأمويين العسكرية، وصنع الأردنيون مجد الدولة العباسية، وهنا وجد صلاح الدين عزه ومجده، وهنا انتفضت العشائر الاردنية مبكراً في الشوبك في وجه الطورانية البغيضة (1892 و1903).
 
وبدأ القرن العشرون الأردني بولادة القوات المسلحة الاردنية وروت الدماء الارض العربية من سعد البطاينة (الحوراني) في ليبيا الى فلسطين والجولان وبغداد.
 
وازدهرت معاني الفداء من أجل الشعب وحريته وتولد الوجدان الاردني المحلي الخلاق بعبقرية الأردنيين فكانت القوات المسلحة الاردنية والأجهزة الامنية تمنحان للزمان والمكان الهوية الواحدة. حضور الجيش في التكوين الأردني الحديث تأسيس مركزي لا يدانى ؛ فقد منح الدولة الاردنية صلابتها التكوينية وأغلى رجالها، نتذكر على التحديد الفريق علي خلقي الشرايري والمشير حابس المجالي.
 
القوات المسلحة الأردنية هي التي منحت للنظام الاردني وللمعارضة الاردنية معاً الحيوية والمثقفين، أفضل الأطباء والمهندسين وأفضل المديرين وأفضل الوزراء وأهم المثقفين والفقهاء والعلماء: عبدالسلام المجالي والشيخين نوح القضاة وعلي الفقير وعبدالمجيد النسعة ويوسف القسوس وعارف البطاينة.
 
القوات المسلحة الأردنية، العاملون والمتقاعدون، خزانات علمية وطاقات بشرية لا غنى عنها اذا أردنا أن ينهض الاردن من جديد، ومحاولات المساس بالجيش والمؤسسات الأمنية - ليست وجهة نظر - بل اعتداء على أصول الكيان والهوية وتجريح في العمق للشعب الاردني. بالمناسبة الشريحة المظلومة في المكتسبات الوطنية ليست المناطق الأقل حظاً كما يُشاع بل شريحة العسكريين عاملين ومتقاعدين والتي لن يخطر على بال أي من أبنائها الاساءة للوطن وأهله، بل إن من يسيئون أولئك الذين يرون في وجود القوات المسلحة والأجهزة الامنية عقبة كأداء في وجه من يسعون الى جعل الاردن منطقة حرة (للبزنس) المتوحش والمضاربات والعمولات.