Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Nov-2017

الحريري في باريس غدا والرياض تنفي احتجازه

 

عواصم - أعلنت الرئاسة الفرنسية امس ان رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري سيكون غدا في باريس وسيستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه.
وكان ماكرون دعا الحريري الأربعاء الماضي للمجيء إلى فرنسا مع أسرته لقضاء "بضعة أيام" مشيرا إلى أنه قبل الدعوة، وذلك سعيا منه لإيجاد مخرج لمسالة الحريري الموجود حاليا في السعودية من حيث أعلن استقالته المفاجئة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر). وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير امس أن الحريري يمكنه مغادرة السعودية "وقتما يشاء".
وأكد الحريري امس انه سيغادر الرياض الى فرنسا، وذلك لدى استقباله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.
وجاء التحرك الفرنسي وتصريحات الحريري والجبير بعد 13 يوما من الغموض في شان وجود الحريري في السعودية إثر إعلان مفاجى لاستقالته منها، وبعد حملة دبلوماسية حثيثة قام بها الحكم اللبناني مطالبا بإطلاق الحريري ومعتبرا إياه "رهينة".
وقال الحريري ردا على أسئلة صحافيين لدى استقباله لودريان في منزله في الرياض عن موعد ذهابه الى فرنسا، "أفضّل الا أجيب الآن.. "سأعلن لكم ذلك" في حينه. ثم قال "قريبا جدا".
ويرى خبراء أن مغادرة رئيس الحكومة اللبناني المستقيل المرتقبة الى فرنسا لا شك تشكل مخرجا لأزمة نشبت بعد استقالته، غير أنها قد تكون نهاية حياته السياسية. ولو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال بعد إعلانه دعوة الحريري للمجيء الى فرنسا مع أسرته، ان الامر يتعلق بزيارة من "بضعة ايام"، ولا يتعلق بلجوء.
ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون ذهاب الحريري الى فرنسا بمثابة "فتح باب الحل" للازمة الحادة التي نشأت بعد استقالة الحريري المفاجئة التي اعلنها في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال الجبير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي "الرئيس الحريري يعيش في المملكة السعودية بارادته وقدم استقالته، وفي ما يتعلق بعودته الى لبنان فهذا أمر يعود له ولتقييمه للأوضاع الامنية".
وأوضح الجبير ان "الرئيس سعد الحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وجاء للمملكة ويعيش هنا مع عائلته بإرادته ويستطيع ان يغادر وقتما يشاء".
ورأى ان "الاتهام بأن السعودية تحتجز رئيس وزراء غير صحيح، وبالذات شخصية سياسية حليفة وابن الرئيس رفيق الحريري (...) هذه اتهامات لا أعلم ما هو أساسها لكنها مرفوضة".
ومنذ إعلان استقالته، طرحت أسئلة كثيرة حول حرية الحريري في الحركة وما اذا كان أُجبر على الاستقالة.
وكان لودريان قال في وقت سابق ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أُبلغ بموافقة الحريري على الذهاب الى فرنسا، من دون ان يحدد موعدا لهذه الزيارة.
وجاء هذا التأكيد بعد لقاء لاكثر من ساعة بين لودريان وولي العهد عقد مساء الاربعاء الماضي فور وصول المسؤول الفرنسي الى العاصمة السعودية.
وعن موعد الزيارة، اكتفى لودريان بالقول ان "برنامج عمل الحريري يعود اليه وحده".
في بيروت، كتب الرئيس اللبناني ميشال عون امس في تغريدة على موقع "تويتر"، "أنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة".
وقال خلال لقاء مع مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، "نأمل ان تكون الأزمة انتهت وفُتح باب الحل بقبول الرئيس الحريري الدعوة لزيارة فرنسا".
وعن موعد انتقل الحريري الى باريس، قال عون "نحن بانتظار ان يتم الامر اليوم او غدا، وسننتظر حتى السبت".
وتابع "اذا تحدث الرئيس الحريري من فرنسا فانني اعتبر انه يتكلم بحرية الا ان الاستقالة يجب ان تقدم من لبنان وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة لان حكومة تصريف الاعمال تستوجب وجود رئيس الحكومة".
ولم يقبل عون حتى اليوم استقالة الحريري.
وكان الحريري قال في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد الماضي إن سبب استقالته هو عدم احترام حزب الله المدعوم من إيران وأحد أبرز مكونات حكومته، سياسة النأي بالنفس التي يسعى اليها لبنان ازاء الصراعات الاقليمية. وربط تراجعه عن الاستقالة "باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة".
وشكّل الحريري حكومته قبل عام بموجب تسوية سياسية أتت أيضا بعون، أبرز حلفاء حزب الله، رئيساً للجمهورية بعد فراغ رئاسي استمر عامين ونصف العام. وشهد لبنان منذ ذلك الحين هدوءاً سياسياً نسبياً.
ولطالما اعتبر الحريري مقربا من السعودية، وأبرز حلفائها في لبنان. وكذلك كان والده رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير مروع في بيروت في العام 2005.
وتشكل استقالة الحريري، برأي خبراء، فصلا جديدا من الصراع السعودي الإيراني في المنطقة.
وشن الجبير هجوما جديدا على حزب الله، محملا اياه مسؤولية الازمة السياسية في لبنان. وقال "الأزمة في لبنان سببها حزب الله الذي اختطف النظام اللبناني وعرقل العملية السياسية وأصبح أداة بيد الحرس الثوري الإيراني".
وتابع "حزب الله منظمة إرهابية من الطراز الأول"، معتبرا ان "إيران تستخدم حزب الله لهز الاستقرار في لبنان والمنطقة".
وقال لودريان من جهته انه ناقش مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته الى المملكة "دور إيران ومختلف المجالات التي تقلقنا نشاطات هذا البلد فيها".
وأضاف "أفكر خصوصا بتدخلات إيران في الازمات الاقليمية، بنزعة الهيمنة هذه وافكر في برنامجها البالستي".
وجدد التاكيد على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وتحييده عن النزاعات في المنطقة.
على صعيد آخر، صرح وزير الخارجية الفرنسي قبل مغادرته الرياض مساء امس ان فرنسا ترغب في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع السعودية خلال زيارة للأمير محمد بن سلمان مقررة مطلع كانون الثاني (يناير) 2018. - (ا ف ب)