Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2017

«أبو مرزوق».. ما الذي أصابه؟! - صالح القلاب
 
الراي - ما كان ضروريٌّ أنْ يستغل موسى أبو مرزوق، الذي بدأ «جهاده» من أميركا رئيساً للمكتب السياسي لحركة «حماس» ثم أصبح بعد عودته إلى هذه المنطقة بمبادرة أردنية كما هو معروف مرافقاً لـ «المجاهد الكبير» خالد مشعل وحاملاً لحقيبته أن يستغل عملية القدس الأخيرة التي شهداؤها الثلاثة من الفلسطينيين من مدينة أم الفحم المحتلة منذ عام 1948 وكذلك قتلاها الإثنان أيضا الجنود في الجيش الإسرائيلي، وأنْ يجدد ولاءه لإيران ولقطر بحملة شتائم هوجاء ضد المملكة العربية السعودية.
 
لو أن حراس الثورة الإيرانية و»حشدها الشعبي» لم يرتكبوا ولا زالوا يرتكبون كل هذه البشائع في الموصل وفي العراق كلها وفي سوريا أيضاً ولو أن إيران لا تتدخل كل هذا التدخل الشائن في الشؤون الداخلية العربية لكان من حق «أبو مرزوق» ومن حق غيره من قادة «حماس» أن يدافعوا عن دولة الولي الفقيه ولكن بدون الإساءة المقصودة للمملكة العربية السعودية التي هي ليست بحاجة للتذكير بدورها التاريخي المستمر والمتواصل حتى الآن بالنسبة لفلسطين والقضية الفلسطينية وللقضايا العربية كلها القديمة والمستجدة.
 
لم يقل أبو مرزوق كيف من الممكن أن تتحمل المملكة العربية السعودية مسؤوليتها تجاه غلق إسرائيل للمسجد الأقصى أمام المصلين من صلاة الجمعة فهذه «مزايدة» مكشوفة وهي مذكرة إستجداءٍ للقطريين للإبقاء عليه وعلى باقي «مجاهدي»!! حركته في الدوحة وفي قصورها و»فللها» وبعيداً عن غزة وهمومها.. ومشاكلها ومعاناة أهلها وأبناء مخيماتها وكل هذا و»المجاهدون» يستمتعون برغد العيش في العواصم البعيدة.
 
لا شك في أن «أبو مرزوق» قد إستهدف دولة عربية، الكل يعرف دعمها لفلسطين والشعب الفلسطيني منذ البدايات وحتى الآن مروراً بحصار بيروت وحصار طرابلس اللبنانية وحصار المجاهد الكبير فعلاً ياسر عرفات (أبو عمار) في مبنى المقاطعة في رام الله، كإثبات ولاءٍ بل وإنحيازٍ لقطر في هذا الصراع المحتدم الآن في المنطقة وأيضاً كرسالة إلى الولي الفقيه علي خامنئي بأن «حماس» لا تزال على العهد .. وأنها كما بدأت لا تزال مع حوزة «قم» ومع دويلة ضاحية بيروت الجنوبية وأيضاً مع بشار الأسد وقاسم سليماني وحراس الثورة و»الفاطميين»!!.
 
إنه غير مطلوب لا من موسى أبو مرزوق ولا من باقي قادة «حماس» الإنحياز إلى الجهة الأخرى من هذا الصراع الذي إفتعلته القيادة القطرية إفتعالاً فالمثل يقول: «إطعمْ الفم تستحي العين» لكن المطلوب هو أن يتذكر هؤلاء أن هناك متغيرات ومستجدات ودائماً وأبداً في الأوضاع العربية وأنه سيأتي يوم سيكونون فيه بحاجة إلى الذين يشتمونهم الآن وحيث وجدوا في عملية القدس فرصة لتجديد الولاء لأولياء نعمتهم الحاليين .. الذين من المؤكد أنهم لن يتورعوا عن شتمهم ذات يوم قريب أو بعيد عندما تتغير الموازين والمعادلات السياسية في هذه المنطقة التي بقيت تشهد متغيرات كثيرة .
 
لقد كان على «أبو مرزوق»، الذي كانت النظرة إليه تختلف عن النظرة لنزلاء دارات وقصور الدوحة وعلى الرحب والسعة.. وأيضاً عن النظرة إلى الذين يجلسون أمام علي خامنئي كأطفال المدارس والذين يسبحون بحمدْ حسن نصر الله بكرة وأصيلاً...، لقد كان عليه، أي أبو مرزوق، أن يترك «الرَّدح» لغيره وأن يبقى هو على «الطيبة» التي كان هناك من يعتقد أنها ما يميزه عن باقي زملائه.. وبخاصة الذين إعتادوا على خوض «الجهاد» من العواصم البعيدة!!.