Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2020

جهل وغضب وحقد أعمى ونار ودخان..*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

هل سنسمع هذا العام أخبارا عن احتراق مزارع وغابات أردنية على حدودنا الغربية، يضرمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بذرائع مختلفة؟..ألله يعلم.
 
ألله يكفينا شر هوشات رمضان وخلافاته، تلك التي يتصدرها صائمون لربهم، لكن بعضهم يتحول تحت سورة غضب وكيلا للشيطان بل قد يقوم بعمل يعجز عنه الشيطان والإرهابي الذي نذر نفسه لإيقاع أقسى أنواع الشرور بالحياة، وثمة في الأخبار وخلفها حرائق يتم إضرامها في بيوت وأملاك الآخرين، انتقاما منهم، وصدقوا أو لا تصدقوا بأن الوطن قدم شرطيا شهيدا (المرحوم قيس العودات) أثناء قيامه بواجبه في إطفاء حريق، رحمه الله وكان في عون ذويه..
 
قبل أكثر من شهر؛ التقيت إذاعيا بالعميد أنور الطراونة مدير الدفاع المدني، وذهبت مساحة واسعة من الحديث حول استعداد جهاز الدفاع المدني لمكافحة حرائق الصيف، حيث هذا الاستعداد يشكل محورا موسميا ثابتا في الصيف، وأقول في الصيف بسبب كثرة الحرائق التي تشتعل في الأعشاب الناشفة، سيما ونحن لينا المزيد منها هذا العام، بسبب غزارة لموسم المطري، وبسبب وقف حركة الناس لا سيما المزارعين، استجابة لأوامر الدفاع والحد من الحركة والتنقل، وقد لمست تفهما خاصا من قبل العميد الطراونة لمثل هذا الاستحقاق الموسمي، وقد قدم الدفاع المدني شهيدا في هذا الميدان، وما زالت فرقه تتعامل مع مئات الحرائق يوميا، وآخر الأخبار القادمة من مديرية الأمن العام عن عدد الحرائق التي تعاملت معها فرق الدفاع المدني، حملت حصيلة مقدارها 327 حريقا خلال ال24 ساعة الماضية، نذكر هذا الرقم الكبير عن حرائق تشتعل في يوم، رغم أن الحركة محدودة ومحظورة، لكن النار تشتعل وتهدد الحياة والثروة الوطنية الحيوية.
 
حتى الآن، وبحمد الله، لا حرائق تذكر في ثروتنا الحرجية هذا العام، وقد يكون مرد ذلك أمرين، أولهما الاستعدادات المعروفة التي تقوم بها مديرية الحراج التابعة لوزارة الزراعة، وثانيهما وههو المتعلق بعدم حركة الناس كالمعتاد في مثل هذا الوقت من العام، بسبب منع التجول والتنقل، فلا رحلات ولا أراجيل أو مشاوي في الهواء الطلق، وما زالت بحمد الله ثروتنا الحرجية الوطنية بمأمن حتى اليوم..
 
الذي يشعل النار ويحترق بها هو الجاهل على الأغلب، وقد يكون جهله عدم معرفة وعدم خبرة، أو قد يكون عدم إلمام بكيفية التعامل مع هذه البيئة المشتعلة أصلا بكل أسباب الغضب بالنسبة لكثيرين منا، علاوة على هذا الحر اللافح الذي تغدو معه الأعشاب الجافة أسرع اشتعالا من الفحم والحطب، وأسرع انتشارا وخطرا..
 
أنا شخصيا لا أتابع تلفزيونات هذه الأيام، سوى بعض أفلام «جت لي»، وكلها «شلاليت وبكوس» وكلها أجنبية، يعني صعب تقليدها وعيب أيضا،لكن المهم بالنسبة لي أن ذهني صافٍ وعقلي محفوظ من الهبوط والرداءة، أقول هذا لأنه ليس خبرا حاسما بنظري، لوقلت مثلا :هذا الموسم؛ وحتى اليوم لم أشاهد نشرة توجيهية وطنية تقدمها وسائل الاعلام طواعية، لتجنيب الوطن والناس والحياة شر هذه الحرائق التي تشتعل نتيجة قلة المعرفة، أو نتيجة استهتار وعدم تأمين الناس لحقولهم ومزارعه وأفنية بيوتهم من خطر الحرائق، فمن يثبت لي بأن الخبر هو مجرد توقع شخصي وليس أكيدا، وأن وسائل الاعلام ، تقدم فعلا إعلاما توعويا توجيهيا لتجنيبنا النار والدخان، واحتراق الحياة والثروات الوطنية؟ قولوا لي بأنني مخطئ بهذا الاستنتاج.
 
لا نعلم كيف سيكون وضع البلاد بعد العيد والرفع التدريجي لبعض قيود التنقل والحركة، وإن فتح المجال «لشمّامين الهوا» أن يمارسوا حقهم الطبيعي بالتنزه، فالوضع يتطلب المزيد من التحوّط لتلافي الحرائق في الغابات والمزارع، ولا أريد أن اتحدث بطريقة نمطية عن مكافحة الحرائق وعدم اشعال النار قرب الأعشاب الجافة وضرورة إطفائها قبل مغادرة المكان، وعدم إشعال الحشائش والأعشاب الجافة حول المنازل والمزارع والحقول لدرء احتمال وقوع حريق.. بل سأذكر بأن المرحوم طيار سلاح الجو معاذ الكساسبة رحمه الله استشهد حرقا، وكذلك المرحوم شرطي الدفاع المدني قيس العودات، ومهما حاولنا تصنيف الفاعلين، فالنتيجة واحدة، قتل الحياة بالنار، وهي طريقة متوحشة لا إنسانية، يقترفها مجرمون ارهابيون لو فعلوها عن قصد، ومن يشعل حريقا أو يقذف بعقب سيجارة ليتسبب بقتل الحياة، فهو عدو للحياة ويجب توعيته إن كان جاهلا أو غبيا، ومحاكمته إن كان مدركا لما يقوم به غير آبه لخطره على الناس والحياة.