Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2021

رقصة فاسدة

 الغد-هآرتس

 
أسرة التحرير
 
اخترق الهدوء في القدس في الأيام الأخيرة بشكل خطير. ومن شأن الوضع أن يتدهور اليوم أكثر فأكثر بسبب “رقصة الأعلام”، التي ستجرى بعد الظهر. والأمر في يد رئيس الوزراء، الشرطة وبلدية القدس.
في بيان نشره أمس بنيامين نتنياهو قال: “لن نسمح لأي جهة متطرفة أن تخرق الهدوء في القدس”. على الورق هذا بيان مسؤول ومتوازن؛ واليوم سيتبين إذا كان نتنياهو بالفعل يقف خلف تعهده ويقصد العمل على تحقيقه.
الوضع في القدس يغلي. إقامة الحواجز في باب العامود كانت خطوة سخيفة واستفزازية، مست بالسكان الذين يحيون شهر رمضان، وفي الخلفية طرد مرتقب لمئات الأشخاص من بيوتهم في حي الشيخ جراح. وإلى هذا ينبغي أن تضاف المحاولة البشعة من جانب الشرطة لمنع مئات المسلمين أول أمس من ممارسة حقهم في العبادة والوصول إلى الصلاة في الأقصى بمناسبة “ليلة القدر”.
رقصة الأعلام كانت دوما استعراضا فظا للقوة غليظا واستفزازيا، يقوم على المس بالفلسطينيين من سكان المدينة وبممتلكاتهم وإهانتهم تحت رعاية السلطات. لقد أقام الرقصة حاخامون قوميون فور حرب الأيام الستة واتسعت جدا في السنوات ما بعد ذلك. وعلى مدى السنين تميزت الرقصة بهتافات عنصرية، وأناشيد عدائية واعتداءات عنيفة على المارة الفلسطينيين والممتلكات الفلسطينية.
في أعقاب انتقاد المحكمة العليا يجتهد المنظمون في السنوات الأخيرة لمنع هذه الظواهر البشعة، ولكن نزعة القوة والتسيد التي في مسيرة جماعية في ظل رفع الأعلام في الحي الإسلامي في الأيام الأخيرة والمقدسة للغاية من رمضان صادمة بحد ذاتها. مسار المسيرة، التي تخرج من غربي المدينة وتنتهي عند الحائط الغربي تنقسم إلى قسمين: فالنساء يسرن عبر الحي اليهودي، والرجال عبر الحي الإسلامي. والنية مكشوفة: استفزاز السكان. وهذه السنة من شأن الأمر أن يؤدي بالوضع إلى اشتعال خطير على نحو خاص.
يعرض منظمو هذه المظاهرة الأمر كاحتفال لإحياء توحيد المدينة في يوم القدس، ولكن القدس بعيدة جدا عن أن تكون مدينة موحدة، هذه السنة أكثر من أي وقت مضى ولن تغير مسيرة عنيفة هذه الحقيقة في شيء.
بالضبط هنا يجب أن يتحقق وعد رئيس الوزراء في عدم السماح لأي بجهة بخرق الهدوء. شيء لن يمس بفرحة راقصي الأعلام، إذا ما رقصوا في الحي اليهودي وامتنعوا عن الدخول الى الحي الإسلامي في المدينة. إن الحكومة، والبلدية والشرطة مسؤولة وملزمة بمنع ذلك. إن الأمر الأخير الذي تحتاجه القدس اليوم هو استفزاز قومجي آخر، مثل هذه الرقصة الفاسدة.