Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2017

القمة الأردنية المغربية.. علاقات عميقة وجهد مشترك لإنجاح القمة
 
رأينا
الراي - شكلت المباحثات الموسعة والمعمقة التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية في الرباط يوم أمس، خطوة نوعية ولافتة على طريق تعزيزالعلاقات الأخوية والتاريخية بين عمان والرباط من جهة وإشارة لا تخلو من دلالة على طريق إحياء العمل العربي المشترك الذي سيكون المحور الرئيس للقمة العربية التي سيستضيفها الأردن أواخر الشهر الحالي.. ما منح القمة الأردنية المغربية أهمية اضافية في الظروف الاقليمية والدولية الراهنة والتي تتميز بعدم الاستقرار والمخاطر المحدقة بالأمتين العربية والاسلامية وبخاصة في ظل تنامي الارهاب والارتكابات التي ترتكبها عصابات خوارج العصر وما تحمله تلك الارتكابات من إساة الى الاسلام والمسلمين ، فضلاً عن منحهم أعداء الاسلام المزيد من الفرص لبث كراهيتهم ضد دين الحق والسلام والعدل..
 
من هنا جاء تأكيد الزعيمان الكبيران على أهمية ان تُفضي القمة العربية المنتظرة في الأردن الى بلورة رؤيا عربية مشتركة لمعالجة الأزمات والتعامل مع التحديات التي تمر بها المنطقة العربية ، لتعكس في جملة ما تعكس أهمية وحيوية الدور الذي تنهض به عمان والرباط في هذه المرحلة في الوقت ذاته الذي تدعوان فيه الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة لتفعيل وتطوير منظومة العمل العربي المشترك وبما يحقق مصالح الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة.
 
جدول أعمال القمة الأردنية المغربية كان حافلاً ومزدحماً تناول قضايا وملفات عديدة منها ما هو ثنائي أكد على اهمية المضي قدماً في الارتقاء بالعلاقات الأردنية المغربية في مختلف المجالات وتعميق التعاون بينهما والبناء على نتائج اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المغربية المشتركة وبما يسهم في بناء شراكة استراتيجية بينهما في الوقت ذاته الذي اكد فيه الزعيمان الحرص على إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التحديات التي تواجه المنطقة خدمة لقضايا الامة العربية وتحقيقاً لأمن واستقرار شعوبها..
 
نحن إذاً أمام جهد مبارك يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني كمضيف للقمة يبدي حرصاً أردنياً معهوداً على لم شمل الأمة العربية واسترداد دورها ومكانتها في الاقليم وفي العالم وكانت القمة الأردنية المغربية جزءاً مهماً من هذه الجهود الملكية التي أبدى فيها ايضاً جلالة الملك محمد السادس حرصاً أخوياً على إنجاح هذه القمة كذلك تم بحث عملية السلام والقدس والمصالحة الوطنية العراقية وتطورات الاوضاع في سوريا وليبيا وجهود محاربة الارهاب، كما تم التركيز على الجهود الدولية والاقليمية لإعادة اطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين استناداً لحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لانهاء الصراع.
 
ولأن القدس تحتل مكانة خاصة على الأجندة الوطنية الأردنية كذلك لدى الاشقاء في المغرب ، فإن وجهات النظر حيالها كان متطابقاً إن لجهة ضرورة حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة وتثبيت أهلها وبما يحافظ على هوية المدينة وعروبتها أم لجهة التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في مدينة القدس محذرين في الوقت ذاته من أي محاولات للمساس بها لأن ذلك سيكون له انعكاسات على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها..
 
اوضاع المنطقة العربية كافة وبخاصة تلك التي تتعرض لازمات وتعصف بها القلاقل كانت على طاولة المباحثات الأردنية المغربية في أبعادها السورية والعراقية والليبية وتطابقت وجهات النظر حول ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق ودعم الجهود المستهدفة توحيد الصف الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار هناك..
 
وأخذت مسألة الحرب على الارهاب والجهود المبذولة اقليمياً ودولياً للقضاء على الارهاب حيزاً مهماً في مباحثات القمة حيث أعاد الزعيمان التأكيد على ضرورة ان تكون الحرب هذه على الارهاب ضمن استراتيجية شمولية بعد ان بات خطر الارهاب يهدد الأمن والاستقرار العالميين فضلاً عن إعادة التأكيد على ان ما يقوم به الارهابيون من أعمال اجرامية لا تمت الى الاسلام بصلة وتتنافى مع قيم الاسلام السمحة وبخاصة ان البلدين يعتبران نموذجاً يحتذى في التسامح الديني والحوار بين الأديان.
 
جملة القول ان القمة الاردنية المغربية أثارت اهتماماً اعلامياً ودبلوماسياً وسياسياً لافتاً وبخاصة في التأشير على قدرة العرب على تجاوز ما يمرون به من اوضاع صعبة وقدمت هذه القمة النموذج الذي يجب ان تكون عليه العلاقات الاخوية بين العرب أنفسهم.