Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2018

بليد 2002* مهند النابلسي

 استبصار سينمائي ذكي:

فيلم شيق مجازي يتحدث عن محاربة مصاصي الدماء اللذين لا يقهرون:
تماهي الجماعات الارهابية العالمية مع مصاصي الدماء وخطر الاتصال مع كائنات فضائية ومحاذير تغول الروبوتات والذكاء الصناعي مستقبلا!
يسعى بلايد (ويسلي سنايبس) جهده لانقاذ العالم من مصاصي الدماء بعدما اجتاحوا مختلف البلدان وفتكوا بالبشر المساكين، ومع ان بلايد هذا هو مصاص دماء محترف بالأساس، فان ويسل (كريس كريستوفرسون) وهو العالم الذي رباه منذ صغره، عوده على استخدام مصل خاص قادر على تحريره من ادمانه على شرب الدماء...ولا يتردد هذا العالم الحكيم في مساعدة ابنه بالتبني في خطته الذكية للقضاء نهائيا على مصاصي الدماء، ينجح الاثنان في الجزء الأول من الفيلم من القضاء على مصاص الدماء الشاب ديكون فروست (ستيفن دورف) ويحطمان حلمه وطموحه بأن يحكم العالم...أما في الجزء الثاني فيسعيان معا الى مقاومة جيل جديد قاهر من مصاصي الدماء، اللذين يتمتعون بمناعة خاصة تستعصي على "الثوم والرصاصات الفضية" والأشعة "فوق البنفسجية"!
بالحق يتفوق الجزء الثاني على الأول من عدة نواحي سردية واخراجية ودرامية، فهو اكثر امتاعا وأقل دموية وأكشن، كما أن البطل الخارق بلايد (بعد مرور أربع سنوات على الجزء الأول) يبدو أكثر نضجا واستيعابا لطبيعته الثنائية المتناقضة.

حافل بالمضامين المجازية كاجتياح روسيا واوربا الشرقية، وتغول عصابات القتلة والمسوخ ومصاصي الدماء (لا أدري لم تذكرت الدواعش وممارساتهم الوحشية "اللانسانية")!...كما يتطرق لحالات مهاجمة بنوك الدم، وأثر أشعة الشمس القاتلة على مصاصي الدماء... بالنهاية يدخل نوماك (لوك جوس) لمعقل دامسكينوس (توماس كرتشمان) المحصن للانتقام من ممارساته الاجرامية القاسية، بعد ان يغلق طريق هروبه لمهبط الهليوكوبتر، ثم يقتله بعد نقاش عاصف، ثم يلدغ ابنته "نايسا" (لينور فاريلا) ويشرب دمها ويلوثها بفيروس "ريبر" الضاري، وعندما يحاول الهرب أخيرا يواجهه "بليد"، وبعد قتال ضاري بينهما يكتشف "بليد" نقطة ضعف نوماك، فيطعنه بسيفه الحاد تحت ذراعه، محققا اصابة قاتلة، عندها يفضل "نوماك" أن ينهي بذاته معاناته، فيغرس السيف لنهايته قاتلا نفسه...ثم يحمل "بليد" نايسا للخارج لمواجهة شروق الشمس قبل أن تتحول بدورها لمصاصة دماء، وذلك تحقيقا لرغبتها، ومع انتهاء الأزمة يلاحق "بليد" آخرخصومه "راش" بناد ليلي لندني وينهي حياته!

يبدو واضحا وكأن المخرج المكسيكي المبدع "غييرمو ديل تورو" (صاحب تحفة "شكل الماء"/2017) قد تفوق على سلفه الأمريكي "ستيفين نورينغتون"، من حيث القدرة على تحقيق عناصر التشويق والاثارة من خلال سيناريو محكم حافل بتداخل المواقف وغموضها، كما أن استخدام الوسط التاريخي لمدينة براغ العريقة كمسرح للأحداث، قد أضفى الكثير من الجمال والجاذبية على معظم لقطات هذا الشريط اللافت.
يعجبني عموما بالسينما الأمريكية تحديدا طروحاتها الاستبصارية "الصريحة والمجازية والجريئة"، وخاصة بأفلام مصاصي الدماء والكوارث والفوضى والعصابات والزومبي كما بأفلام الخيال العلمي ومجموعة "مارفيل" الخيالية (وآخرها فيلم فينوم الطريف الذي ساتطرق له في مقالة قادمة)، بالرغم من المبالغات والصخب والأكشن والاثارة "واللامنطق واحيانا التهريج" التي تحفل به مشاهد بعض هذه الأفلام، الا انها بالحق تحتوي على مضامين تحذيرية جادة، تمثلت حقيقة بالوقائع المرعبة للزلازل والتسونامي والغزو العسكري الاستعماري والاحتلال الغاشم وفكرة غزو مخلوقات فضائية لكوكب الأرض... كما بصنوف البطش والقهر والعدوان، التي تمثلت أخيرا بظهور مرتزقة البلاك ووتر والجيش الحر والميليشيات الطائفية الاجرامية، كما تمثلت بظهور عصابات "الدواعش والنصرة" (وأمثالهم من القاعدة وطالبان وبوكو حرام وشباب المجاهدين الصومايين)، وباقي أصناف العصابات المتطرفة الطائفية الاجرامية الممولة من دول ثرية عميلة...ثم شتى المحن والمصائب والكوارث والمجاعات التي ضربت وما زالت تضرب كوكبنا الأرضي البائس، كما بامكاننا أن نسقط ممارسات "مصاصي الدماء" الوحشية هنا على مجريات الأحداث تحديدا بدول عالمنا العربي، المنكوب بشتى ممارسات القمع والطغيان والدكتاتورية والفساد والاجرام المجاني و"الفاشية الدينية" والسادية والطائفية والاثنية والعرقية و"الارهاب المرعب الأعمى" الذي فرخته امريكا والغرب ودول "عربية واقليمية" معروفة لتحقيق أجنداتها المشبوهة لتخريب وتدمير كيانات الدول المستقلة في العالم العربي وتعميم الفوضى "اللاخلاقة" وتخريب الدول وشيطنة "الأنظمة المارقة"، كما اراهن (مستبصرا) هنا ربما على "التوقعات" التي تتحدث عن هجوم كاسح محتمل لكائنات فضائية شريرة او خيرة ربما متعاونة (كما ظهر أخيرا بفيلم فينوم لتوم هاردي، حيث حذرنا ايضا هوكنغ قبل وفاته من محاولة الاتصال بها لكي لا تستهتر بحضارتنا وذكاءنا المحدود بالنسبة لها)، كما من خطر هيمنة الروبوتات الذكية مستقبلا على معظم مفاصل الحياة العصرية وتغولها المنفلت بلا حدود، وقد أشبعت السينما الأمريكية وما زالت هذه المواضيع وغيرها بالرؤى والمضامين والأفكار والخيالات الابداعية المعبرة والاستبصارية لكي لا أقول الهلوسات!