Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2019

عصا الصدفة الضاحكة

 الغد-معاريف

 
شموئيل روزنر
 
7/3/2019
 
على انتخابات 2019 تسيطر روح الصدفة. واحد، هو بيني غانتس ظهر فجأة كرئيس وزراء محتمل. قبل سنة، سنتين كنتم تقولون إن المكان الثاني في حزب متوسط سيكون محترما بما فيه الكفاية له. اما الآن، ربما للحظة، ربما لسنوات – هو الملك.
لماذا غانتس بالذات؟ لماذا ليس لبيد أو اشكنازي، لماذا ليس ليفني، أتذكرون ليفني؟ لماذا ليس باراك أو غباي. لماذا؟ إذ هكذا خرج الامر. هذا موضوع توقيت، للنجوم التي ترتبت. موضوع صدفة تماما. كما أن انتصار غانتس في الانتخابات القادمة صدفة بقدر كبير. وكذا خسارته. بالتأكيد هذا ليس متعلقا فقط به او بأفعاله. إذا كان كحلون سيجتاز أو لا يجتاز نسبة الحسم، هذا سيقرر. إذا اجتاز ليبرمان. إذا هطل مطر جارف. ومن يدري ما الذي من كل هذا سيحصل. ومن كان يدري ما الذي سيحصل حين رفعت نسبة الحسم. كان هناك من اعتقدوا ان هذا سيصد العرب، وبالتالي فإن هؤلاء حصلوا على مقاعد أكثر من أي وقت مضى. كان هناك من اعتقدوا ان هذا سيساعد كتلة اليمين – وانظروا إلى كتلة اليمين.
الانسان هو الذي يضع الخطط، وهذه صدف ضاحكة. يجدر بنا ان نتذكر هذا في الايام العاصفة ما قبل الانتخابات. اذا انتصر غانتس، هذا لن يجعله عبقريا. وإذا خسر نتنياهو، فهذا ليس مؤشرا على انه انقضى زمنه. ربع في المائة حسم كان يمكنه أن يغير هذا. شهر إلى الوراء او إلى الأمام كان يمكنه أن يغير هذا. قرار غباي ألا يلقي بليفني إلى الخارج كان يمكنه أن يغير هذا.
نسيم نيكولاس طالب، الذي يكثر من الحديث عن الصدف، اقترح في أحد كتبه مبدأ عدم الكسر. هذا المبدأ الذي يقرر بان لا معنى لمحاولة توقع الهزات المستقبلية بالضبط – من الافضل الاهتمام بتصميم منظومة تعززها الهزات. وبالفعل، هل غانتس وقائمته مستعدان للهزة المرتقبة لهما اذا ما صعدا إلى الحكم؟ ينبغي الامل في ذلك. ولكن ليس مؤكدا.
من السهل ابقاء يعلون وبيطون معا حين لا تكون حاجة لاتخاذ قرارات. صعب اكثر حين يستوجب الواقع اجوبة: نعم أم لا لتجنيد الاصوليين. نعم أم لا لإدخال ميرتس إلى الائتلاف. نعم أم لا لتحويل مزيد من المال القطري إلى غزة. غانتس كان رئيس أركان. هذا منصب مسؤول ومهم، يوجد عليه رب بيت. اما رئيس الوزراء فيجب أن يتخذ القرارات وحده.
وماذا عن الليكود، هل هو مستعد للهزة المرتقبة له اذا ما خسر الحكم؟ يخيل انه في هذه الحالة الجواب واضح اكثر: لقد سبق لليكود أن اثبت قدرة على الانتعاش من الضربات. وماذا عن الائتلاف، هل يوجد ائتلاف قادر على أن يجتاز بإسرائيل بسلام في رحلة الاهتزازات للسنوات القادمة؟ اذا كان يوجد شيء كهذا، فإن حملة الانتخابات لا تشهد عليه. ليس لغانتس ائتلاف بدون الليكود أو الحريديم، الذين من المشكوك ان يجلسوا مع ميرتس، ولا يريدون لبيد، الذي بدوره لا يريد الزعبيز (يقصد العرب، ونسبة للنائبة حنين زعبي- تحرير الترجمة)، ولكن قد يضطر اليهم للكتلة المانعة. ناهيك عن الليكود، فإنه اذا تبين له ائتلافا فإنه يكون مثل السابق، ولكن اسوأ. مع بعض الكهانيين، ورئيس وزراء قيد التحقيق، والكثير من الغضب الذي تراكم والصراعات قبيل معركة الخلافة.
يبدو أن هذه الانتخابات بدون حسم واضح مع أو ضد شيء ما. انتخابات الشخص والحظ. احيانا، هكذا ينشأ التاريخ. حظ حزب العمل في انتخابات 1992، دحرج إلى باب إسرائيل مسيرة اوسلو. بفارق نسب قليلة في المائة. حظ نتنياهو في انتخابات 1996 رفعه إلى عشر سنوات من الهيمنة في الساحة السياسية بفارق اجزاء من النسب المئوية. يحتمل انه بدون نتنياهو ما كان باراك، وما كان انسحاب من لبنان. يحتمل أن بدون باراك ما كانت انتفاضة ولا ارئيل شارون.
يحتمل أن بدون شارون ما كان فك ارتباط ولا صواريخ من غزة. منتخبو باراك لم يصوتوا للانتفاضة، ومنتخبو رابين لم يصوتوا لأوسلو. وكذا منتخبو نتنياهو وغانتس لا يصوتون لشيء ما. ولكن مع ذلك سيحصل. يجب أن نتذكر هذا، ونفتح مظلة إلى أن يمر وابل الشر، الوعود، التوقعات، النفور والغضب. نعم الانتخابات هي دوما شيء مهم. ولكن بتأثيرها على الواقع لا ينبغي ان نبالغ.