Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2018

اسقاط الطائرة..وعقلية1967! - احمد ذيبان

 الراي - لا أريد إفساد الفرحة ،بإسقاط طائرة ال «اف 16 «الأسرائيلية ، بصاروخ انطلق من الأراضي السورية، أيا كانت اليد التي ضغطت على» الزر» ، أكانت سورية أم إيرانية، لكن من متابعتي لإعلام «محور الممانعة والمقاومة « ،يبدو لي أن عقلية عام 1967 لا تزال حاضرة بقوة، في تغطية الحدث والتعليق عليه وتمجيده كنصر مبين ، ويشكل تحولا مفصليا في الصراع العربي الصهيوني ! ويا ليت أن يحدث ذلك..

وأنا شخصيا ممن يؤمنون أن فلسطين من البحر الى النهر،وأتمنى تحريرها بالكامل من الاحتلال الصهيوي ، وكذلك هضبة الجولان السورية المحتلة ومزارع شبعا اللبنانية ، وسأصفق بحرارة لمن يحرر شبرا واحدا ، بغض النظر عن هويته القومية والمذهبية ، أكان النظام السوري أو نظام الملالي، أو حزب االله الطائفي ، وحتى لو كانت روسيا «أبو علي» !، لكن من المهم التمييز بين « حكي السرايا وحكي القرايا » !
ربما لم يتنبه «المتحمسون» ، الى أن أول من أعلن عن سقوط الطائرة هي دولة الاحتلال ، وأفصحت عن تفاصيل الحادث ومقدماته و تداعياته السياسية والعسكرية ، في إطار مسؤولية الحكومة في إخبار رعاياها عن حدث عسكري كهذا ، وتأكيد مسؤوليتها في حمايتهم !
أما في الجانب الاخر الذي أسقط الطائرة ، فلم يصدر أي شيء من طهران أو دمشق ،الا بعد مرور نحو أربع ساعات على إعلان تل ابيب ،وأظن أنه لولا تأكيد حكومة الاحتلال سقوط الطائرة والتغطية الاسرائيلية المكثفة ، لما عملت الجهة الاخرى على الجبهة السورية، ومر الحادث كما سبقه من اعتداءات جوية اسرائيلية متواصلة منذ سنوات طويلة ! وهنا الفرق ، فدولة الاحتلال معنية بالتعامل بوضوح وشفافية ،والحرص على حماية رعاياها ومستوطنيها وعدم إخفاء أي شيء عنهم ، أما بالنسبة للنظام السوري، فهو فاقد السيادة على البلاد المستباحة برا وجوا من قبل دول وجهات عديدة ،ويعتمد النظام في بقائه على حماية الايرانيين والروس ،وقد أعلنوا صراحة أنه لولا تدخلهم العسكري لسقط منذ سنوات ، وتقوم طائراته وقواته البرية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بحق مواطنيه ،وتسبب بتهجير نحو عشرة ملايين سوري ،الى دول أخرى وداخل البلاد في ظروف انسانية بائسة ، وعلى أهمية إسقاط الطائرة الاسرائيلية ونحن عطشى لحدث كهذا يكسر هيبة التفوق الجوي للعدو ، فإن ثمة غموضاً يكتنف هذا التطور وخلفياته ، وقد تكون محاولة لتجميل بشاعة وجه النظام، وصرف النظر عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ! والواقع أن التطورات على جبهة الجولان السورية، غير منفصلة عن تنازع المصالح ، ولعبة تقاسم النفوذ الدولي والاقليمي في المنطقة ، فيما يشبه تكتيكات تحريك قطع لعبة الشطرنج !
وفي هذا المشهد المعقد ، ثمة قواعد عسكرية روسية أصبحت دائمة، ومن مفاجآت المشهد خلال كانون الثاني الماضي ، إسقاط طائرة «سوخوي 25 «روسية ،بصاروخ محمول على الكتف مضاد للطائرات ، ومقتل الطيار في مواجهة مع مسلحين. وإعلان وزارة الدفاع الروسية، عن إحباط هجوم باستخدام طائرات موجهة على قاعدة حميميم في اللاذقية، ومقتل جنديين روسيين في قصف بقذائف الهاون على القاعدة نفذته جماعات مسلحة.
وهناك وجود عسكري ايراني متعدد الأشكال «بين الحرس الثوري ، وميليشيات طائفية تضم مقاتلين ايرانيين وعراقيين وأفغان وباكستانيين وحزب االله اللبناني ، وهناك التدخل العسكري التركي الذي يستهدف قوات كردية مدعومة من اميركا، ولعل من أهم المعطيات التي أفرزها الصراع في سوريا إقامة أميركا قواعد عسكرية ، أعلنت ادارة ترمب بأنها ستبقى لفترة طويلة !
وقبل أيام من «أحداث السبت» صعدت واشنطن من حملتها على النظام السوري ، وتوجيه تهديدات له تحت عنوان اتهامه باستخدام اسلحة كيماوية ، وفي اطار هذا التصعيد شنت طائرات أميركة ضربات جوية موجعة ضد قوات موالیة للنظام السورى ، فى دیر الزور نتج عنها مقتل أكثر من مئة عنصر ، والمثير للسخرية أن وزیر الدفاع الأمریكى جیم ماتیس، أعلن أن تلك الضربات كانت «محض دفاع عن النفس» !
وفي ضوء قراءتي للمشهد يبدو لي أن الحكومة الإسرائيلية ، كانت معنية بتصعيد متعدد الأبعاد ،على الجبهتين السورية واللبنانية وضد ايران وحليفها حزب االله ،وقد مارست ضغوطا وتهديدات على لبنان، لمنعه من توقيع اتفاقيات للتنقيب على النفط في مياهه الاقليمية !
وبالنسبة لايران فهي معنية بخلط الأوراق وليس بالتصعيد، رغم ارتفاع سقف تهديداتها بفتح « أبواب الجحيم » على اسرائيل ! ، فهي تحت النيران الاعلامية لادارة ترمب، التي تضغط لتعديل الاتفاق النووي وهو مطلب اسرائيلي ،وقد بدأت واشنطن مباحثات مع الدول الاوربية لهذا الغرض، وجاءت حادثة إسقاط الطائرة لتفتح صفحة جديدة لم تتضح معالمها بعد !
Theban100@gmail.com