Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2014

مهاترات نخبة إدارة الدولة.. هل استحق التغيير؟*د. عامر سبايلة

العرب اليوم-المشهد المتغير الذي فرضته التحولات السياسية في المنطقة فرض واقعا مجتمعيا وسياسيا جديدا على الجميع دون استثناء.

حتى سيكولوجية المواطن الاردني شهدت تحولات كبيرة في السنوات الاخيرة.

كل المعطيات الاخيرة كانت ومازالت تشير الى ضرورة تحديث شكل وطرق ادارة المشهد السياسي وحتى اسلوب ادارة الدولة.

هذا الواقع لا يمكن انكاره اليوم ولا يمكن استمرار تصنيفه تحت خانة التنظير والترف الفكري وفقا لكثير من المسؤولين الموجودين على رأس عملهم، الذين طبعا يتحولون لقارعي أجراس الخطر ومنظري حتمية الانهيار المحدق بالبلد من جراء الاسلوب السيئ لادارة الدولة وضعف الكفاءات المحيطة بصاحب القرار واحتكار فئة بعينها للمشهد وتضليلها للملك الخ، من هذه الروايات التي باتت مادة لتندر الاردنيين اليوم.

احد المسؤولين فاجأ الكثيرين خلال عشاء حضره بالحديث ان مشكلة الاردن هي فلان وفلان، فهم يملكون اليوم تفاصيل القرار بالرغم من عدم وجود اي دور او منصب سياسي لا بل ان المسؤول السابق تحدث بلغة اشبه بالقول العامي" يا بتلحقوا البلد يا بنروح فيها"، الامر الادهى انه بالامس اي قبل ما يقارب ٤٨ ساعة وقبل مغادرة هذا المسؤول لمكتبه كانت امور البلد ممتازة والاردنيون يبالغون بتهويل المشاكل، وحالنا افضل من غيرنا فانظروا لجيراننا تعرفوا النعمة التي نعيش بها "وهي عبارة يشتهر بها اي مسؤول اردني على رأس عمله".

بعيدا عن هذه المهاترات المستمرة التي اصبحت سمة واضحة في مجالس عمان، لا بد من الاقتناع ان استيعاب التحولات الحالية تحتاج الى تفعيل برامج واضحة وحقيقية تتم ترجمتها بخطوات عملية على الارض.

قبل الشروع في مرحلة تجربة فكرة الانتقال الى الحكومات البرلمانية "ان صدقت النوايا" لا بد من رفد الواقع السياسي الاردني بنخبة سياسية جديدة من الاغلبية الصامتة التي فضلت الانطواء والعزلة في الفترة الماضية، لا بد من كسر طوق العزلة عن كثير من النخب الاردنية الحقيقية واقحامها في معترك السياسة المستقبلية.

ضرورة استيعاب الكثيرين من جيل الشباب الاردني الصاعد الذي اظهر حسا وطنيا عاليا يعول عليه بلا شك في عملية احياء الحركات الوطنية الاردنية وتهيئة المناخات الملازمة لتسهيل عملية ولوجهم الى الحياة السياسية. هذه التحولات ايضا تتطلب مواقف داعمة من فئة البرجوازية الوطنية التي للاسف كانت مساهماتها محدودة في انجاز مشروعات وطنية حقيقية يعبر من خلالها الاردنيون عن تطلعاتهم وطموحاتهم ويمارسون من خلالها ادوارا مجتمعية ايجابية.

الجهاز البيروقراطي الاردني لاعب اساسي في مشهد التحولات لا بل انه يشكل العامل الضامن الاكبر في هذا المشهد. لهذا فالتحدي الاكبر لنجاح التحول السياسي القادم يحتاج لثورة حضارية وثقافية وتشريعات جديدة ونشر وعي ثقافي جديد وهو ما يتطلب مساهمة كبيرة من مؤسسات الدولة.