Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Aug-2017

رايس تحكم ترمب ! - رجا طلب
 
الراي - إلى الآن لم تستقر إدارة ترمب لا سياسيا ولا إداريا وتعيش حالة من الفوضى وعدم الوضوح ، كما أن السياسات العامة « الصقورية » التي أعلنها ترمب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه ، وتحديدا حيال إيران وسوريا والإرهاب لم يتم تنفيذ اى شي منها، فإدارة ترمب هي إدارة عائلية تقودها ابنته ايفانكا وزوجها جارد كوشنير ، والاثنان لا يملكان الخبرة السياسية التي تمكنهما من النجاح في اي من الملفات الساخنة التي ستتصدى لها الإدارة. فمنذ مجيء إدارة ترمب زاد وبصورة كبيرة للغاية حجم التحدي الإيراني للمنطقة ، وتعزز الدور الإيراني في سوريا للدرجة التي بات يُرعب نتنياهو ، كما تعزز النفوذ الإيراني أكثر فأكثر في العراق بعد دحر داعش في الموصل وشمالي العراق ولم تحاول هذه الإدارة الاستفادة من أخطاء إدارة اوباما التي مارست سياسة « انسحابية » من المنطقة وتجاهلت تماما الدور المتعاظم لروسيا في شرق المتوسط ، وكذلك وقوفها موقف المتفرج من الحرب في اليمن التى تشكل بالفوضى التي تسيطر عليها خطرا استراتيجيا على حلفاء واشنطن وتحديدا السعودية والإمارات العربية المتحدة.
 
غياب الرؤية الإستراتيجية لإدارة ترمب حيال الملفات الساخنة في الشرق الأوسط وبخاصة سوريا ومستقبل التسوية فيها ، والعراق ومخاطر الهيمنة الإيرانية عليه وعلى سوريا والنتائج المتوقعة للتمدد الإيراني في الهلال الجغرافي التابع لها و الممتد من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان وشواطئ البحر المتوسط ، سوف يُلهب التنافس الإقليمي ويزيد من حدته و هو الأمر الذي يعرض المنطقة والاقليم على المدى القريب والمتوسط الى منسوب عال من عدم الاستقرار ، وهي الحالة التى طالما انتقدها ترمب في خطاباته واعتبرها ضعفا جوهريا في اداء ادارة اوباما.
 
لم تفعل ادارة ترمب منذ تسلمها السلطات الدستورية اي فعل او انجاز ، بل على العكس زادت في ظل ضعفها وضبابية رؤيتها مشكلات الاقليم ومن ابرز نتائج « الميوعة » لادارة ترمب ( الادارة العائلية للسلطة السياسية ) ما يلي:
 
اولا: السماح لروسيا بالتحول لدولة مهيمنة على شرق المتوسط تنافس الولايات المتحدة وتستثمر ايران ومليشياتها في تعزيز نفوذها ، وهي حالة أضعفت المنظومة العربية المسماة بدول الاعتدال لصالح إيران ومعسكرها الراديكالي.
 
ثانيا: في ظل هذه الادارة التى تدير اميركا على طريقة الشركات والبزنس ، تشرذم اكبر حلف لها في الوطن العربي من الداخل الا وهو مجلس التعاون الخليجي ، وبدلا من ان تكلف هذه الادارة نفسها احتواء الخلاف والسيطرة على الموقف اخذت « تستثمر فيه » وتبتز اطرافه ، في نهج يخجل هنرى كيسنجر من تبريره او اعتماده وهو صاحب المدرسة الميكافيلية الاميركية.
 
ثالثا: عملت إدارة ترمب المتماهية جدا مع رؤى اليمين الاسرائيلي على دفن عملية السلام بالكامل بعد الاجهاز على المبادئ العامة لتلك العملية التى التزمت بها الادارات الاميركية المتعاقبة منذ ادارة بوش الاب مرورا بادارة كلينتون وبوش الابن وادارة اوباما ، فقد شطبت هذه الادارة وخلال الشهور القليلة الماضية الاسس التالية لعملية السلام وذلك وفقا لمحاضر مفاوضات جارد كوشنير عباس وعريقات من خلال النقاط التالية :
 
• رفض جارد كوشنير « صهر » ترمب المسؤول عن ملف مفاوضات السلام مبدا الضغط على اسرائيل لوقف توسيع المستوطنات وبرر ذلك باعتباره حقا لاسرائيل وللمستوطنين.
 
• لم يتحدث عن مبدا حل الدولتين واعتبر صيغة الحل النهائي وشكله يتقرر بالمفاوضات ، و « حل الدولتين » هو المبدأ الاساسي لمجمل عملية السلام الذي يبدو انه « اغتيل سياسيا » من قبل هذه الادارة مما حول عملية السلام الى نوع من انواع التسلية بالوقت لتل ابيب ولواشنطن.
 
رابعا: نجح اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي والمقربون جدا من « لوبي الاخوان المسلمين « من دفع ادارة ترمب الى وقف مساعدات لمصر قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار اخر تحت مبرر عدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية ، وهي خطوة لم تقم بها ادارة اوباما نفسها الداعمة لمشروع « اخونة المنطقة « كما لم تقم بها اية ادارة سابقة منذ عهد السادات الذي تم فيه بدء المساعدات الاميركية لمصر.
 
والسؤال ماذا يعني كل ما سبق ؟
 
من المؤكد أن الاداراة الامنية - الاستخبارية لاميركا مازالت متمسكة بنهج كوندليزا رايس ( ونظرية الفوضى الخلاقة ) وان هذه الادارة مجرد ديكور لادارة بوش الابن واوباما.
 
Rajatala5@gmail.com