Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2018

معارك عنيفة في مطار عسكري بادلب وهجمات مضادة للفصائل

 

بيروت - تدور معارك عنيفة في مطار أبو الضهور في محافظة إدلب في شمال غرب سورية بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة وقوات النظام التي تحاول السيطرة على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية من جهة أخرى.
وشنّ الجيش السوري قبل أكثر من أسبوعين بغطاء جوي روسي هجوما عنيفا هدفه السيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي واستعادة مطار ابو الضهور العسكري لتأمين طريق استراتيجي إلى الشرق منه يربط مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، بدمشق.
وتمكنت قوات من الجيش السوري مساء الاربعاء من دخول المطار الذي سيكون أول قاعدة عسكرية تستعيدها في إدلب في حال نجاحها في السيطرة عليه.
لكن قوات النظام لم تتمكن من التقدم داخل المطار، الذي دخلته من الجهة الجنوبية، خلال الساعات الماضية نتيجة "المقاومة الشرسة" للفصائل المتواجدة داخله، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والحزب الاسلامي التركستاني.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "شنت هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ليل أول من أمس هجوما مضادا على قوات النظام المتواجدة جنوب المطار" أسفر عن "مقتل 35 عنصرا من قوات النظام".
وصباح امس، شنت فصائل عدة بينها الحزب الاسلامي التركستاني وحركة أحرار الشام هجوماً آخر على الخطوط الخلفية لقوات النظام على بعد عشرات الكيلومترات جنوب المطار.
واستهدفت الفصائل مناطق تقدمت فيها قوات النظام في بداية هجومها عند الحدود الإدارية بين إدلب وحماة (وسط)، وفق عبد الرحمن الذي أوضح ان الهدف "هو تخفيف الضغط عن جبهة مطار أبو الضهور وقطع أوصال قوات النظام وفصل القوات المتقدمة عن الخطوط الخلفية".
وتمكنت الفصائل من استعادة عدد من القرى عند الحدود الادارية بين المحافظتين. وقتل في المعارك "19 عنصراً من الفصائل و12 من قوات النظام"، وفق المرصد.
وتتواصل المعارك العنيفة على هذه الجبهة وفي القسم الجنوبي للمطار يرافقها قصف جوي عنيف للطائرات الحربية السورية والروسية.
وسيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة في حينها) وفصائل إسلامية في أيلول (سبتمبر) العام 2015 على مطار أبو الضهور بعد حصاره لنحو عامين.
وكان يُشكل وقتها آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة إدلب. ومنذ سيطرة الفصائل عليه، بات وجود قوات النظام في المحافظة يقتصر على مقاتلين موالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين حتى الآن.
وتسيطر هيئة تحرير الشام حالياً على الجزء الأكبر من المحافظة، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق محدودة.
ومنذ بدء هجومها في المحافظة في 25 كانون الأول (ديسمبر)، سيطرت قوات النظام على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ووثقت الأمم المتحدة في تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الاربعاء نزوح نحو مئة ألف شخص في الفترة الممتدة بين الاول من كانون الأول (ديسمبر) حتى التاسع من الشهر الحالي.
ووصفت الأمم المتحدة الوضع في ادلب بانه "شديد الفوضى"، وحذرت من "الوتيرة المقلقة" للمعارك ومن "استمرار القصف العنيف (...) بلا هوادة، ما يؤدي الى خسائر ونزوح في صفوف المدنيين ودمار البنى التحتية الحيوية".
وأحصى المرصد السوري مقتل 96 مدنيا على الأقل بينهم 27 طفلا جراء الغارات منذ بدء الهجوم قبل اسبوعين.
وبحسب الأمم المتحدة، يجد كثير من النازحين أنفسهم "بلا ملجأ"، لا سيما أن "امكانية الإيواء في محافظة ادلب منخفضة وايجاد مكان لاستئجاره صعب للغاية".
وأوردت لجنة الانقاذ الدولية، منظمة دولية غير حكومية تدعم النازحين إلى وسط ادلب، في بيان أن النازحين يعيشون "في مخيمات عشوائية غير قادرة على تحمل الشتاء، وآخرون يعيشون في منازل مهجورة او أخرى غير مكتملة أو بالأجار".
ونقلت المنظمة عن أم لطفلين توأم أن "في البداية ونتيجة الذعر للفرار من الغارات الجوية نسيت احدى اطفالها" في البيت. وقالت المرأة "لم نستطع ان نفكر بشكل صحيح، الخوف أثر على عقولنا"، ولكن "لحسن الحظ" كان الطفل بخير.
وتؤوي محافظة ادلب وفق الأمم المتحدة، 2.5 مليون نسمة بينهم 1.1 مليون نازح.
وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل الى اتفاق بشأنها في أيار (مايو) 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عمليا في ادلب في أيلول (سبتمبر) الماضي.
وحضت تركيا الاربعاء إيران وروسيا على التدخل لوقف الهجوم، ما يدل على توتر متزايد بين الدول الثلاث قبل مؤتمر حوار جديد بين الحكومة والمعارضة دعت اليه موسكو بموافقة أنقرة وطهران، من المقرر أن يُعقد في سوتشي في روسيا نهاية الشهر الحالي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو لوكالة الأناضول الرسمية "إذا كنتم دولا ضامنة، والحال كذلك، فعليكم وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في ادلب".
ووصل الأمر باستدعاء السلطات التركية مساء الثلاثاء سفيري روسيا وإيران إلى أنقرة للاحتجاج على هجوم إدلب.
واتهمت تركيا قوات النظام باستهداف فصائل وصفتها بـ"المعتدلة" في ادلب بحجة العملية العسكرية ضد المتطرفين، كما اعتبرت أن الهجوم في ادلب "يقوض" محادثات السلام.
وتتواجد قوات تركية في ريف ادلب الشمالي تطبيقا لاتفاق خفض التوتر الذي ينص على نشر قوات من الدول الراعية للاتفاق في المناطق المعنية لمراقبة تنفيذه ومنع حصول انتهاكات. -  (ا ف ب)