Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2022

مجمع اللغة العربية ندوة تناقش كتاب «مجامع اللغة العربية في دمشق وعمان في عهود الهاشميين» للدروبي
الدستور- نضال برقان
عقد مجمع اللغة العربية الأردني الخميس الماضي، ندوةً علميةً لمناقشة كتاب: «مجامع اللغة العربية في دمشق وعمان في عهود الهاشميين»: (1338-1443هـ / 1918-2021م)، الصادر حديثاً عن وزارة الثقافة الأردنية، لمؤلفه عضوِ المجمع وأستاذ الأدب العربي في جامعة مؤتة، الأستاذ الدكتور سمير الدروبي. وقد أدارها عضو المجمع الأستاذ الدكتور علي محافظة، وشارك فيها عضوا المجمع: مؤلف الكتاب الدروبي والأستاذ الدكتور همام غصيب، والدكتورة خلود العموش الأستاذة المشاركة في علم اللغة والنحو في الجامعة الهاشمية، بحضور عطوفة الأمين العام الأستاذ الدكتور محمد السعودي وعدد من الأعضاء العاملين وجمهورٍ من المفكرين والمهتمين.
استهل الدكتور الدروبي الندوة بذكر بعض الأسباب والدوافع التي حدت به لتأليف الكتاب، ولخصها بالاهتمام البحثي بموضوع التعريب والترجمة، والعناية بمجامع اللغة العربية نشأة وتاريخاً وإنجازاً وأهدافاً، وشيوع بعض الأفكار الخاطئة عن المجمع العلمي العربي بدمشق الذي أنشئ في عهد الحكومة الفيصلية، وتناقل بعض المؤرخين معلومات خاطئة عن المجامع، وتشكيك بعض الباحثين الأردنيين بوجود مجمع في عهد الإمارة وأنه لم يقم أصلاً، وعدم معرفة رجال المجامع العربية بمجمع الإمارة وجهوده، ومحاولة الكشف عن دور مجمع الإمارة في النهضة اللغوية، والرغبة بالمشاركة العلمية في مئوية الدولة الأردنية، وأشار إلى تنوع وتعدد المصادر والوثائق التي رجع إليها ليرى هذا المنجز النور.
وتناول الدكتور غصيب الإنجاز الكبير الذي نهض به المؤلف، وقدم أمثلة على ما جمعه بالوثائق والمصادر والمعلومات؛ أبرزها ما كتبه باستفاضةٍ عن «المجمَع العلميّ العربيّ في الشرق»؛ أي مجمع عمّان الذي أصدر الأمير عبدُ الله [الملك المؤسّس عبد الله الأوّل طيّب الله ثراه] إرادته الأميريّة «المُطاعة» بتأسيسِه في 17/7/1923م. فما كنّا «نعرفه» عنه قبل صدورِ هذا السفْرِ القيِّم لم يتعدَّ بضعةَ سطورٍ أو بضعَ صفَحاتٍ على الأكثر، ملأى بالأخطاء الجِسام!
وركز غصيب في حديثه حول مجْمع عمّان على درسيْن بليغيْن من هذه الإرادة؛ الأوّل: أنّ اللغة العربيّة كانت من أولى الأوْلويّات لدى الملوك الهاشميّين. والثاني: أنّ مجْمعَ عمّان –بعد مُعاينة قائمةِ الأعضاء– استطاع أنْ يجمعَ بيْن جنباته المشرقَ العربيّ بأسره!
وقدَّمتْ الدكتورة خلود العموش قراءة ضافية للكتاب؛ إذ عرضت مشكلة الدراسة وأهميتها، ومحتوياتها، وأفكارها، وتوقفت طويلاً مع سؤال المنهج الذي اعتمدت عليه الدراسة. ووقفت عند المحطات البارزة في الدراسة، وأبانت عن جَلَد الباحث وصبره وأناته في تناول مفرداتها، وحسن تتبعه للمسائل، وأنَّه لم يقتصر على التوثيق، بل تعداه إلى التحليل والمناقشة وموازنة الآراء، وعالج قضاياها بأمانة علمية عزّ نظيرها، وموضوعية فائقة، وقدَّم صورة أمينة لفترة مبكرة شهدت أحداثاً عظاماً، وشهدت اضطرابات سياسية، وضاعت كثير من وثائقها، وغابت شخوصها.
وقالت إنّ هذه الدراسة ستعدّ مرجعاً أميناً ودقيقاً يأوي إليه الباحثون الذين يسعون إلى الكشف عن سؤال البدايات في نشأة المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع العلمي العربي في إمارة شرق الأردن عام 1923، ثم مجمع اللغة العربية الأردني في عمان عام 1976، وإنجازات هذه المجامع، والتحديات التي رافقت نشأتها. ولا ريب أنَّ الباحث الأستاذ الدروبي قد قام بعمل فريق من الباحثين؛ إذ إنَّ تتبع رحلة المجامع اللغوية في عهود الهاشميين في دمشق وعمان لم يكن عملاً سهلاً، بل اكتنفته مصاعب جمة، ليس أقلها ضياع كثير من البيانات، وتناقض الأقوال في كثير من المسائل. لكنّه تغلب عليها بروح الباحث الثبت المحقق الشجاع، إلى أن استوت على سوقها عملاً علمياً دقيقاً ببوصلة منهجية واضحة.
وأشارت في نهاية عرضها إلى جملة من التوصيات التي يمكن الأخذ بها في الطبعات القادمة.
ومن الجدير ذكره أن الكتاب يقع في ثلاثة أجزاء تتناول دراسة ثلاثة من المجامع الرسميّة التي أسّسها الملوك الهاشميون في دمشق وعمّان: اشتمل الجزء الأول على ثلاثة فصول، تناولت اللغة العربية بين سياستي التتريك والتعريب، وتأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق، وأعمال المجمع، وأبرز إنجازاته العلمية.
أمّا الجزء الثاني فاشتمل على ثلاثة فصول، ضمّ كلّ واحد منها ثلاثة مباحث، وهو تتمة للجزء الأول، ومرتبط به ارتباطاً موضوعياً. وقد تتبّع الدروبي في مقدمته للجزأين الأول والثاني اللغةَ العربية -عبر تاريخها الذي يمتدّ خمسة عشر قرناً بعد ظهور الإسلام- لصدماتٍ عنيفة، وتحدِّيات صعبة. واقتصر الجزآن على تاريخ المجمع العلمي العربي بدمشق في عهد الحكومة العربية الفيصلية، التي لم تُتمّ الحولين من عمرها.
وتناول الجزء الثالث المجمع العلمي العربي في الشرق الذي أسّسه الأمير عبدالله بن الحسين في عمان سنة 1923م في عهد الإمارة، وتناول أيضاً مجمع اللغة العربية الأردني، الذي أُسِّسَ في عهد الملك الحسين بن طلال سنة 1976م، ولا زال المجمعُ قائماً حتى اليوم.
ويُذكَر بأنّ الدروبي العضو العامل في مجمع اللغة العربية الأردني منذ عام 2006م بإرادة ملكية، حصل على شهادة الدكتوراة في الآداب من جامعة مانشستر في بريطانيا سنة 1988م، وعمل أستاذاً مشاركاً في جامعة مؤتة وجامعة آل البيت 1995-1999، وأستاذاً في جامعة مؤتة والجامعة الهاشمية وجامعة أم القرى بمكة المكرمة 1999-2016م، ونشر أكثر من ستين بحثاً وكتاباً في المجلات العلمية المحكمة في الأردن وتونس والمغرب والسعودية ولندن وغيرها، وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 2009م، وهي أعلى جائزة علمية في الأردن.