Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2017

إصلاح الأمم المتحدة أصبح ضرورة ملحة - د.جورج طريف
 
الراي - بالرغم من الدعوات الكثيرة والمطالبات العديدة التي نادت وتنادي باجراء اصلاحات على بنية الأمم المتحدة واستراتيجية عملها منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما الا أن هذه المطالبات والدعوات ماتزال تراوح مكانها وتنتظر من يعلق الجرس ويبدأ عملية اصلاح شاملة تنقذ الأوضاع التي تعاني منها المنظمة الدولية من مختلف النواحي التنموية والانسانية بالاضافة الى قضايا الأمن والسلم الدوليين.
 
فالأمم المتحدة انشئت بعد الحرب العالمية الثانية قبل نحو اثنين وسبعين عاما ولم يجر أي تعديل أو اصلاح جذري على نظامها الأساسي يخدم الأهداف التي تسعى اليها في ضوء وجود الانقسامات العميقة بين الدول الأعضاء حيال قضايا التسلح، ومكافحة الارهاب، والتنمية الاقتصادية، فضلاً عن ضعف أداء المؤسسات الأممية لأسباب مالية وإدارية وسياسية.
 
وما من شك في أن غياب الارادة السياسية في التغيير والاصلاح وازدواجية المعايير في تطبيقات القانون الدولي أسهمت الى حد بعيد في النأي عن معالجة مشكلات المنظمة الدولية رغم الحاجة الماسة اليها.
 
نحن لا ننكر الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها كمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف واليونسكو والمؤسسات الأخرى كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ودور هذه المؤسسات في مكافحة الفقر ومواجهة قضايا اللاجئين والقحط والجفاف والأرهاب وحقوق الانسان وغيرها الأ أن ذلك كله مازال دون الحد الأدنى المطلوب لتحقيق أهدافها وذلك كله باعتراف القائمين عليها.
 
فقد أعلن الأمين العام السابق أمام الجمعية العامة عن فشل المجتمع الدولي في مجال عدم الانتشار النووي ونزع السلاح والأغرب من ذلك هو تركيز قوى دولية على دولة دون أخرى في هذا المضمار، بحيث يجري الضغط على إيران لمنع تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية بينما تعلن اسرائيل عن امتلاكها للرؤوس النووية وبما يهدد السلم والأمن في الشرق الأوسط والعالم عدا عن تجارة السلاح التي تسيطر عيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى اسرائيل.
 
ويحاول المفوض السابق لشؤون اللاجئين بالمنظمة الدولية ورئيس الوزراء البرتغالي السابق الامين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تطبيق اصلاحات جديدة لتحسين وضع وعمل هذه المنظمة العالمية، التي وبحسب بعض المراقبين عانت الكثير من المشكلات والازمات وقال امام الجمعية العامة للأمم المتحدة «يجب ان تكون الامم المتحدة مستعدة للتغيير»،واضاف «لقد حان الوقت لتعترف الامم المتحدة بالتقصير واصلاح الطريقة التي تعمل بها» موصيا بإصلاحات في ثلاثة مجالات هي حفظ السلام ودعم التنمية المستدامة والادارة،وبمواجهة نزاعات كثيرة مثل الحرب في سوريا، قال «نحن بحاجة الى المزيد، الوساطة والتحكيم والدبلوماسية الوقائية»، واوصى ب»استراتيجية اصلاح شاملة لاستراتيجية وعمليات الامم المتحدة» لصالح السلام والامن. واكد امام ممثلي 193 دولة ان الامم المتحدة يجب ان تعتمد «اكثر على الاشخاص وبدرجة اقل على البيروقراطية.»
 
ويرى بعض الخبراء ان دور غوتيريس قد لا يختلف كثيرا عما سبقه، بسبب هيمنة بعض الجهات والدول المتنفذة، وخصوصا الدول الخمس دائمة العضوية (روسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة)، التي تمتلك حق الفيتو والاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ولم يرد لفظ «فيتو» في ميثاق الأمم المتحدة، بل ورد لفظ «حق الاعتراض» وهو في واقع الأمر «حق إجهاض» للقرار وليس مجرد اعتراض،إذ يكفي اعتراض أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليتم رفض القرار وعدم تمريره نهائياً، حتى وإن كان مقبولاً للدول الأربع عشرة الأخرى، وساعد حق النقض الفيتو الولايات المتحدة على تقديم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي ذلك بإفشال صدور اي قرار من مجلس الأمن يلزم «إسرائيل» بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني أو إفشال أي قرار يدين «إسرائيل» باستخدام القوة المفرطة وخصوصا في حرب لبنان 2006 وقـطاع غـزة في نهاية عام 2008 أدى ذلك إلى الشك بصدقية الأمم المتحدة وازدواجية المعايير بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر.
 
هي دعوة للتذكير بمناسبة انعقاد الدورة الثانية والسبعين الجمعية العامة للامم المتحدة مع التأكيد أن بقاء المنظمة الدولية واستمرارها أمر لا يمكن المساومة عليه أو التراجع عنه الا أن اجراء الاصلاحات اصبح ضرورة ملحة في هذه المرحلة.
 
tareefjo@yahoo.com