Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2020

عمّان.. مرّة أخرى وأخرى*م. باهر يعيش

 الراي

كتبت عن عمّان أكثر من مرّة. تغزّلت فيها كما المحبّ الولهان لحبيبة تجذّر العشق في ثنايا ضلوعه وحناياه. عَتِبت عن تقصير من يتولّون أمر حبيبتي، من زحمة سير ومن تقصير هنا وهناك. قلت إن عمّان معشوقتي، تستأهل في رعايتها أحنّ الناس أعقل الناس وأكثرهم ذوقًا وإحساسًا بالرّقي بالجمال وسعيًا إلى التطوّر.
 
بالأمس خرجت من مركز عمّان إلى حواشيها وصولًا إلى طريق السلط، حيث سلكت درباً بعيداً عن الزّحام وينير جانبيه نوراً لا نراه في زحمة الطرقات وهيمنة مكعبات من تماثيل حجرية تنتصب على شوارع المدينة في داخلها، فتسدّ الآفاق. هناك بعيدًا قريبًا في إطار عمّان، شوارع عريضة مفتوحة للسير بلا ازدحام، ترى الأشجار على جنباتها باسقة حاسرت رؤوسها تزيّن الأفق، ترى السّماء مفتوحة مشرعة وقد غطّت بواشير عمق أفقها الغربي، سحابات دواكن تحمّل في أرحامها ماء زلالاً مطراً من خير وبركة.
 
وصلت مرادي من دوّار عمّان السابع مروراً بالفحيص حتّى مركز ترخيص سيارات السلط. قطعت المسافة في زمن أقل بكثير منه نحو المركز في ماركا وسط الزحام الخانق. أنجزت معاملتي بسرعة يحسدني عليها من يعشقون الزّحام في الدوائر. كان لا بدّ من الذهاب إلى شارع المحطة للاعتراض على(ليستة) طويلة من مخالفات زيادة السرعة المقرّرة، وكيف كمثلي رائق هادئ فاتني قطار للشباب والزّعرنة.. أن يسرع!؟
 
(هَكَلْت) الهمّ، هم الزّحام من صويلح عبرالدواوير والأنفاق والجسور وإشارات حمراء كالقضاء المستعجل وغير المستعجل، وسائقين عصابيين سرعين صرعين ينظّرون إليك غيظاً لبطء سياقتك وهدوئها وتقيّدك بالسرعات بعيداً عن الصرعات.. شزرا..ً!
 
وصلت جسر الكمالية فوجدت نفسي فوقه ومنه إلى صويلح فإذا بي في طريق ياجوز. طريق لم أسلكها منذ عقود. فإذا بها دائرية تدور حول زحمة العاصمة. طريق براح رائع سريع. منه تستطيع الدخول من خصر العاصمة نحو أي منطقة تريدها دون الدخول في عقر دار وسطها. طريق يشرح الصّدر يزخر بالأشجار، تستطيع منه الوصول إلى الجبيهة والعبدلي وجبل الحسين وماركا وطبربور والمحطة، ووصولًا إلى الرصيفة والزرقاء وبلاد الخليج وحتى موسكو.
 
لدينا شوارع دائرية حول عمّان من جنوبها وشمالها وشرقها وغربها... ليت الوصول إلى أفواهها سهل يسير، فسترى الجميع يطرقونها بعيداً عن وسط عاصمتنا الحبيبة الذي ينوء بأحمالنا فنريح ونستريح. جرّبوا هذه المسالك ففيها توفير للوقت وإراحة للأعصاب.