Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jun-2015

الحلـم الكـردي… كمشـروع*م . احمد سماره الزعبي

العرب اليوم-مشروع قيام دولة كردستان حلم يراود الأكراد بمن فيهم الأكراد السوريون، والحراك الكردي الفاعل في سورية يصب في النهاية في مصلحة إقامة هذا المشروع، شاء الأكراد السوريون ذلك أم لم يشاءوا، حيث يتمتع الأكراد قي هذه الظروف المركبة والمعقدة في الاقليم بوضع نسبي أفضل كثيرا من القرن الماضي، فقد تعاطوا مع المجتمع الدولي على أرضية رفض الارهاب، والاستعداد للتعاون مع المجتمع الدولي لضربه ومحاربته، كما ان تجربتهم في كردستان العراق كانت تجربة ناجحة الى حد ما بمقاييس المجتمع الدولي، من حيث وجود مؤسسات دستورية وبرلمان منتخب، واستقرار أمني وسياسي يشكل بيئة مناسبة للاستثمارات والتطور التي يشهدها الاقليم، بالاضافة الى الرؤية الأمريكية لخريطة الصراع في المنطقة، التي ترى بإمكانية خلق كيان كردي من أجزاء من الدول الأربعة (ايران، تركيا، العراق، سورية) ضمن شرق أوسط جديد، يسابق الامريكيون الزمن ومن خلفهم اسرائيل في تحقيقه ضمن موازين القوى الاقليمية والدولية السائدة.
مع الغياب القسري للدولة السورية عن منطقة الشمال السوري، تبدو تركيا قلقة من وجود العنصر الكردي المتمثّل بحزب العمال الكردستاني وفرعه السوري "حزب الاتحاد الديموقراطي" والوحدات المقاتلة التابعة له، فتركيا ترى ان سيطرة الأكراد على هذه المنطقة ستنعكس على قضيتها الكردية في الداخل التركي، ولا سيما بعد الصعود الكردي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتفجّر المارد الكردي من قمقمه، وتحّول ديار بكر الى مركز إشعاع قومي كردي، يتطلع الى شكل من أشكال الحكم المحلي. لا تنظر أنقرة بارتياح الى واشنطن التي تفكر جديا بإقامة دولة للأكراد، وتفكر أيضا بنقل قاعدة إنجرليك الجوية من تركيا الى كردستان العراق، بعدما تبين ان لأنقرة أجندات خاصة تتعارض مع أجندة الحلف، وربما استفادت واشنطن من هزيمة أردوغان في الانتخابات الأخيرة، ليس فقط لإذلاله، بل ايضا لفرض خرائط جديدة على تركيا تعيدها الى حجمها الطبيعي بعد ان تمادت في إظهار فائض القوة لديها.
أردوغان الحائر في الإجابة على العديد من الاسئلة المطروحة، افاد انه لن يسمح بسيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي على المنطقة الحدودية، فقد باتت تركيا جارة لكيان كردي يمتد من الحدود الايرانية الى اقصى شمال غرب سورية، وهي تنظر بقلق الى التقدم الكردي في شمال سورية، الذي سيثير شهية الأكراد الأتراك في إطار مشروعهم التاريخي في اقامة دولتهم العتيدة. فوز حزب "الشعوب الديموقراطي" بثمانين مقعدا في البرلمان ، وحصوله على أغلبية ساحقة من الأصوات في جميع الولايات جنوب شرق البلاد (أصبح الحزب المذكور وهو الجناح السياسي لحزب "العمال الكردستاني" يسيطر سياسيا على الولايات التي تحد ارمينيا والعراق وسورية) سيضع هذا الحكومة التركية امام تحديات صعبة ومعقدة، اذا ما تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية اليميني المتشدد، والمعروف بعدائه لأكراد تركيا والمنطقة، الذي ربما يجبر هذا التحالف انقرة على اعادة انتاج موقفها السياسي من المسألة الكردية والسورية، ومن محاربة الارهاب ضمن الأجندة الدولية. الأكراد السوريون جزء من النسيج الاجتماعي السوري، ويشكلون القومية الثانية في البلاد، وتنحصر مطالبهم ما بين نيل حقوق ثقافية وقومية، والحكم الذاتي ضمن دولة لامركزية، وذلك في اطار الحفاظ على وحدة واستقلال الأراضي السورية، وليس هناك اية دعوات للانفصال من قبل اي حزب او فصيل كردي سوري، لكن المشروع الأكبر والأهم يسير بهدوء… تفرضه موازين القوى وسيرورة وتداعي الصراع، ورعاية من صناع القرار في واشنطن الذين ساهموا عبر التحالف ضد قوات الدولة "داعش" بمد يد العون للفصائل الكردية بغية تحقيق انتصارات على الارض بعد معركة عين العرب "كوباني" وتقدّم المشروع خطوة أكبر مع سقوط منطقة تل ابيض بيد القوات الكردية وربط المناطق الكردية معا، ( آخذين بعين الاعتبار العبث التركي الأخير بالسماح لداعش ودعمها لمهاجمة عين العرب والحسكة )، وربما العمل على فتح ممر آمن باتجاه الساحل السوري… فهل سنشهد ولادة دولة كردستان في هذا الاقليم الساخن والمضطرب ؟؟!! أم ان الأكراد سيدفعون مرة أخرى ثمن التسويات الاقليمية التي طالما حرمتهم من حلمهم التاريخي باقامة دولتهم العتيدة ؟؟!!.