Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2018

ما يزال حل الدولتين واقعيا - د. رويتل عميران

 

معاريف
 
الغد- الاعتقاد السائد الآن في الحقل السياسي هو ان الانتخابات ستجرى في بداية 2019 بل وربما قبل ذلك. وقبل لحظة من نزول أصحاب الحملة علينا، من المهم أن نؤكد الفوارق المبدئية بين اليمين مزعوم الاتساع وبين اليسار مزعوم التضييق. فالسياسة هي عالم من المفاهيم، الصور وأقنعة الضباب. فالجوهر في مرات عديدة يختبئ خلف الصخور. وبين الحين والاخر يكون من المجدي انقاذه من مخبئه.
 
حتى قبل بضع سنوات كانت رؤية حل الدولتين للشعبين بمثابة اجماع واسع في المجتمع الإسرائيلي وبين العديد من السياسيين من اليمين ومن اليسار. ومنذ إعلان ايهود باراك بعد فشل مؤتمر كامب ديفيد في العام 2000 أنه "لا شريك"، وحتى قول ترامب مع تسلمه البيت الابيض في بداية 2017: "دولة واحدة، دولتان، ما يقرروه"، عمل مؤيدو ضم المناطق بكثافة على ثلاثة مستويات من أجل تعطيل الحل الوحيد الذي ينقذ إسرائيل من تحولها إلى دولة ابرتهايد. أولا، سيطروا على مركز الليكود. في نهاية 2017 صوت مركز الليكود مع بسط السيادة الإسرائيلية في مناطق يهودا والسامرة.
 
وفي تواصل مباشر مع ذلك، سيطر مؤيدو الضم على الخطاب العام: فمنذ بضع سنوات جعلوا منظمات اليسار هدفا لحملة تحريض ونزع شرعية كانت ذروتها في قانون الجمعيات، وتعبير "يساري" اصبح شتيمة. وأخيرا سيطر معارضو حل الدولتين على الأرض الاقليمية. فمن خلال اقامة بؤر استيطانية غير قانونية يشوشون حدود الخط الاخضر ويحاولون منع كل امكانية حل دائم يتضمن تواصلا اقليميا لدولة فلسطينية. وحسب التقرير الاخير للسلام الآن، صحيح للعام 2018 استكمل تسويغ 13 بؤرة استيطانية غير قانونية وبدأ تسويغ 35 بؤرة اخرى.
 
لقد كسب مؤيدو الضم لانفسهم سيطرة ليس فقط في اوساط اليمين بل وحتى في حزب "يوجد مستقبل"، الذين يتخفى في زي اليمين. فرئيسه أعلن مؤخرا في مقالة بالانجليزية مع شبكة سي.ان.ان بانه يؤيد حل الدولتين. غير أنه لاعتبارات البقاء اليومية يتعاون مع نزع الشرعية عن اليسار، ومقابل كرسي في ائتلاف مستقبلي يحرص معظم الوقت على اخفاء يساريته ويسمح للحل بالذوبان. في ضوء هذه الظروف، فلا غرو ان الكثير من الإسرائيليين، رغم تمنيهم لهم، كفوا عن ان يروا في حل الدولتين امكانية حقيقية.
 
يوم الاربعاء الماضي القى النائب يوسي يونا من المعسكر الصهيوني خطابا بالعربية بمناسبة يوم اللغة العربية في الكنيست. ودعا في خطابه رئيس الوزراء نتنياهو لدعوة محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى الكنيست، كي يضع من جديد المبادرة السعودية كنقطة بدء لاستئناف المفاوضات. ونال خطابه اصداء واسعة في وسائل الاعلام العربية. وعقب الصحفي السعودي دحام الجفران العنزي على ذلك بصراحة فكتب يقول: "اذا اقتنع بان إسرائيل جدية في نوايا السلام، فإن الامير لن يتردد في المجيء".
 
اما في الاعلام الإسرائيلي، لشدة الاسف، فقد تم تغييب الخطاب. اما الحقيقة فلا يمكن اخفاؤها. رؤيا الدولتين ما يزال مطروحا علينا. كل المحافل المعتدلة في الشرق الاوسط، والتي تتمنى إسرائيل التعاون معها، لا تعترف بأي رؤيا اخرى. وكما اظهر جاكي خوجي، فإن اعادة التأهيل لغزة أيضا تمر عبرها. هذه الرؤيا تنطوي على امكانية هائلة لتحسين حياتنا هنا. واستمرار التصويت لاحزاب اليمين هو اغلاق محكم لهذه الامكانية.