Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2018

عنوانعودة "الذئب النبيل"!! - محمد كعوش

الراي -  قبل عرض فيلم المخرج الأميركي مايكل مور ( فهرنهايت 9 11 ( الذي يتناول حياة وأداء الرئيس الأميركي وشخصيته المضطربة بانتقاد ساخر، وقّع ترمب على ميزانية دفاعية بلغت 716 مليار دولار هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وهذا يعني احياء سباق التسلح وبناء اقتصاد هجومي، يقود العالم لحافة الهاوية، ويعيدنا لأجواء عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية.

قرارات الرئيس ترمب المتهورة المتلاحقة، التي خلقت بؤر التوتر والأزمات الساخنة في انحاء العالم، تعيد للذاكرة قرارات الفوهرر ادولف هتلر عندما بدأ تنفيذ "الخطة z "التي كرّست الاقتصاد الألماني للبناء العسكري استعدادا للحرب، على غرار اسبرطة في بناء مجتمعها المحارب واقتصادها العسكري، معلنا بذلك انتهاء مرحلة السلام في اوروبا.
هذا الواقع فتح شهيتي لاعادة قراءة تاريخ تلك المرحلة بهدف المقارنة والمقاربة، خصوصا أن المخرج مايكل مور انتقد في فيلمه الجديد السلوك الفردي للرئيس ترمب والتقلبات الطاغية في شخصيته المضطربة، كأنه اراد التذكير بسلوك "الفوهرر"ادولف هتلر وازماته وحروبه، والذي اسمه الأول مشتق من الألمانية القديمة ويعني"الذئب النبيل". كان ادولف نازيا عنصريا مزاجيا فرديا يؤمن بارتقاء وتفوق الجنس الآري، في حين الرئيس ترمب يميني عنصري محافظ يؤمن بارتقاء الرجل الأبيض، واعاد احياء التمييز العنصري داخل الولايات المتحدة التي تعاني اليوم من انقسام خطير في مجتمعها.
اعرف أن ترمب نصير للصهيونية واسرائيل في حين الفوهرر من ألد اعداء السامية واليهود، ولكن باعتقادي أن الرئيس ترمب قرأ كتاب"كفاحي"، ربما قبل ظهور صهره كوشنير في الصورة العائلية، لأن نهج ترمب في بناء امبراطورية الثروة والقوة العسكرية يشبه نهج الفوهرر في سياسته الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وكان ضمن أولويات برنامجه احداث تراجع في معدل البطالة وتوسيع مجال الانتاج الصناعي، وفرض حماية للصناعات، وفي باله الهيمنة على الأسواق التجارية، من خلال التلاعب بالعملات ومحاصرة الدول وفرض العقوبات، تماما كما يفعل ترمب اليوم، في حين ما زال العالم يسمع صدى صرخة الفوهرر عندما اعلن"التصدير أو الموت".
ويلاحظ المراقب المتابع ان الرئيس ترمب عندما يلقى خطاباته يعتمد كثيرا على لغة الجسد والتلويح باليد اليمنى في تعبيرات انفعالية تمثيلية، ولا يمكن لأحد أن يتكهن أو يتنبأ بما تتضمنه اقواله أو ردود افعاله، وهو يعتقد أن كلماته تحمل نبوءة ذاتية، واعتقد أن مستشار المانيا الأوحد هتلر ألقى كلمة تحت عنوان"خطاب النبوءة"حين انقلب على جيرانه واصدقائه واشعل الحرب الكبرى.
قبل اشعال الحرب الكونية وقع هتلر على اتفاقية ميونخ لحل مشكلته مع تشيكوسلوفاكيا ولكنه قام بغزوها، واجتاح بولندا والنمسا مسقط راسه، ثم انقلبعلى بريطانيا وأعلن الحرب عليها قبل أن يجف حبر توقيعه على معاهدة الصداقة معها.
وهكذا الرئيس الأميركي الذي انسحب من معاهدات عديدة وانقلب على بعض الحلفاء وحاصر الكثير من الدول وفرض العقوبات على دول بالجملة، واثار الكثير من الأزمات الساخنة غير المسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول، لذلك نخشى عودة "الذئب النبيل"الذي سقط في برلين ليظهر في واشنطن بصورة معاصرة..االله يستر..
m.yousefkawash@gmail.com