Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2014

هجرة الشباب الاردني الى الخارج.. هروب من الواقع
العرب اليوم - وسن عبد الهادي - هروبالظروف الاقتصادية الصعبة، وغياب فرص العمل وغيرها من الاسباب التي دفعت الشباب الاردني للتفكير وبشكل دائم في السفر الى الخارج بحثا عن حياة افضل.
 
يعتقد الشباب ان الهجرة هي الحل الوحيد لمشكلاتهم. فهجرة الشباب تزداد عند تراجع النمو الاقتصادي، وشيوع "الوساطة" والمحسوبية. ففرص العمل اصبحت تقسم بناء على المحسوبية وليس على الكفاءة، فغياب العدالة دفع الشباب للبحث عن فرصة للهروب من الواقع املا بواقع افضل يحلمون به في مخيلتهم أو شاهدوه عبر شاشة التلفاز.
 
العشريني وائل حمدان قال ان حلمه ان يجد فرصة تساعده على السفر للخارج ولا يهمه الدولة، المهم غربية، ويقول ان فرص العمل هناك عديدة ولا تعتمد على الوساطة والمحسوبية.
 
أما علاء الطروانة فأكد انه يسعى جاهدا لاكمال حياته خارج الاردن، فهو يحاول مع شتى السفارات والمكاتب المتخصصة بتلك الامور كي يساعدوه على السفر، فهو يريد ان يؤسس حياة جديدة بعيدة عن كل معالم العالم العربي.
 
الخبير الاقتصادي حسام عايش قال لـ"العرب اليوم" ان من أهم المشكلات التي يواجهها العالم العربي والاردن تحديدا هي مشكلة هجرة الشباب الى الخارج، وتدني النمو الاقتصادي يُعد من اهم الاسباب التي تدفع الشباب للتفكير بالهجرة أو التفكير بانشاء مشروعات صغيرة ولكن البيئة المحيطة لا تشجع على اقامة المشروعات.
 
ويضيف آخر، خمس سنوات كانت معدلات تأثير النمو السكاني صفرا من حيث معدلات دخل الافراد. وقدرت الاحصائيات الحكومية معدلات البطالة في الاردن بين 12-13 % ولكنها حقيقة اعلى من ذلك بكثير، فكلما زادت البطالة 1 % في العالم العربي يؤثر في اجمالي تضخم العالم العربي بنسبة 2.5 % وهذه الحالة تنطبق على الاردن.
 
واشار عايش الى ان الهجرة تؤدي الى تبادل حوالات للمغتربين وتلك الحوالات تقدر بـ 3مليارات دينار سنويا وهذه التحويلات تساهم في دعم الاحتياط الاجنبي بشكل كبير.
 
ويؤكد على ضرورة ايجاد حل جذري للمشكلة، فمن غير المنطقي بعد استثمارنا في هؤلاء الشباب من ناحية التعليم ان يذهبوا الى دول اخرى، فهذه الهجرة مكلفة للاقتصاد الاردني لاننا نستغني عن العقول المنتجة وبالتالي نخسر الكثير حتى لو بدا لنا العكس.
 
بعض الشباب اذا غادر الوطن لا يعود اليه ابدا والقليل يعود بعادات وقيم استهلاكية تؤثر في المواطنين فيخلق تضارب وفجوة بينهما، والقليل ممن يمتلكون المعارف والخبرات يعودون الى الوطن وبالتالي الاقتصاد يخسر والمجتمع يخسر.
 
الاربعيني سند باكير أشار الى انه عاش بعد اكماله لدراسته في دول غربية وانها بالفعل افضل من حيث توفر العمل وجمع المال، ولكن الغربة صعبة والابتعاد عن الاهل والاصدقاء أصعب، صحيح انك ستجد العمل والمال في الدول الغربية الا انك ستخسر العائلة والحميمية التي نشعر بها في عالمنا العربي.
 
أما خبير علم الاجتماع د. عايد وريكات فاعتبر ان ظاهرة هجرة الشباب مقتصرة على شباب دول العالم الثالث وبرأيه معظم هذه الدول لا يكون سبب الهجرة منها يعود الى الفقر والبطالة وانما الى اسباب متعلقة بحبهم لنمط الحياة الغربية واخرون يعود سبب هجرتهم الى الاوضاع المحلية الداخلية غير المستقرة.
 
يضيف وريكات ان السبب الحقيقي لهجرة الشباب الاردني بالتأكيد يعود الى معدلات البطالة العالية والفقر والتراجع الكبير في النمو الاقتصادي المحلي مما يدفعهم لمحاولة الحصول على فرصة عمل وليس فقط فرصة عمل بل ايضا حياة افضل، فطموحات الشباب كبيرة جدا والمستوى التعليمي للشباب الاردني جيد نوعا ما وهذا ما تسعى اليه الدول الغربية في استقطاب تلك الادمغة المميزة والناجحة وتستقبلها بالكثير من الميزات.
 
ولا تقتصر قضية الهجرة على الشباب الذكور فقط، فتقول العشرينية منال السيد إنها تتواصل دائما مع الشركات التي تطلب موظفين من الخارج وانها تقدم سيرتها الذاتية لها جميعها على امل ان تجد وظيفة جيدة لديها.
 
تضيف السيد بأنها تعمل الان في شركة جيدة نوعا ما مقارنة بغيرها من الشركات الا ان عدم توفر الامان الوظيفي ومشاهدتها للكثير من الشركات تنهار ماديا حولها يدفعها للخوف والتفكير في ايجاد وظيفة افضل في دولة اوروبية.
 
في تقرير اخر كان قد نشر في "العرب اليوم" بعنوان "اردنيو المانيا.. حنين ورغبة بعدم العودة" تحدث التقرير عن الشباب الاردني في المانيا وكيف ان حنينهم لعمان يشدّهم أمام أي مظهر يمسّ تراثهم وعاداتهم القديمة، إلا أن معظمهم لم يصل به الحنين ليعيده إلى البلد الذي تعود جذوره إليه.
 
في التقرير ذاته قصّ حسام محمد حكاية انتقال عائلته إلى "برلين" بعربية متلعثمة مطعّمة بالكثير من الكلمات الانجليزية والألمانيّة التي اعتبرها توصل أفكاره "بطريقة أفضل".
 
الشاب العشريني أحد أفراد عائلة مكوّنة من ثمانية أشخاص يحملون الجنسية الألمانية، ويحرصون على زيارة الأردنّ سنويًا، ومع ذلك "استبعد" حسام عودتهم نهائيا إلى عمّان، معتبرًا أن نمط الحياة في الأردن يختلف تماما عنه في برلين.
 
وبرر حسام استبعاده للعودة بقصّة عام قضاه في الأردن ببرنامج تبادل ثقافي مع الجامعة الألمانية الأردنية، مؤكّدا أن عمّان التي كان يأتي إليها في زيارات عائلية مع أسرته "لا تشبه" العاصمة التي سكنها وتنقّل فيها.
 
وتختلف الأردن عن ألمانيا جذريًا من ناحية الخدمات كالنقل والتعليم والصحة، من وجهة نظر الشاب، الذي أبدى استياءً كبيرا مما كان يلقاه من معاناة في ما يخصّ شبكة النقل، موضحًا: "في ألمانيا ما بتغلّب حتى أوصل الى مكان ما بدّي"، فشبكة القطارات والباصات هناك تغطي كل المناطق ولها مواعيدها المحددة.
 
كما أسهب في بيان ما تمنحه إياه الدولة من خدمات الصحة والتعليم التي هي في مجملها مجّانية، موضّحا أن هذه الخدمات "تُحلّل" الضرائب العالية التي يدفعها في ألمانيا بينما لم يلمس ذلك في الأردن.
 
ورفض حسام البقاء في الأردن، رغم أنه تلقى عرض عمل في عمان للأسباب التي ذكرها سابقا، مضيفا إليها "الراتب قليل والشركة فيها الكثير من البيروقراطية غير المبررة".
 
ورغم أن معاملات حسام "مسهّلة" حسب تعبيره بسبب انتمائه لعائلة كبيرة من عائلات الأردن، ما وفّر له "وساطة" جيدة في كل مكان اتجه إليه، إلا أنه ما زال يفضّل "نار" النظام الصارم الموجود في كل المعاملات في ألمانيا على "جنة وساطات الأردن".
 
وكان لعلم النفس رأي آخر في الموضوع، فأشار د. يوسف قطامي الى اسباب اخرى غير الفقر والبطالة تدفع الشباب الى الهجرة الى دول اخرى مثل عدم ثقتهم في عروض العمل المحلية التي تقدم اليهم وذلك في حال قدمت، وكذلك عدم وعي الشباب انفسهم عن الحاجات اللازمة من حيث التعليم والخبرات في المجتمع.
 
المسؤولية لا تقع فقط على المجتمع حسب قطامي فالشباب يتحملون مسؤولية جهلهم بماذا ينجحون وكيف يطورون خبراتهم ومهاراتهم، وعدم بذلهم الجهد الكافي في بناء الذات مما يدفعهم الى التفكير بالهجرة وهو فعليا الانسحاب السلبي من المشكلة الاساسية.
 
يكمل قطامي ان هناك فجوة كبيرة بين حاجات المجتمع ومهارات الشباب ولا يوجد من يقوم بسد تلك الفجوة أو حتى تضييقها، فلا يوجد في مجتمعنا توجيه مناسب للشباب من حيث المهن التي يحتاجها المجتمع والتي يتوفر فيها فرص عمل جيدة للشباب لذا يجب ان يكون هناك مطابقة بين الحاجات والمهارات.
 
هناك سبب اخر لهجرة الشباب حسب قطامي يعود الى غياب دور الاسرة في توعية ابنائها واعتماد الشباب على الصدفة والحظ في النجاح، فهم يعتقدون انهم سيذهبون الى الدول الغربية ويجدونها عالما ورديا يستطيعون فيه جمع أكياس من المال.