Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2020

«التوجيهي» والأهواء*زياد الرباعي

 الراي

اذا كان التطور سنة الحياة، فهذا لا يعني إبقاء «التوجيهي» ضمن أطر التخمين والاجتهادات، فكلما جاء وزير وذهب آخر، أو احتج نواب وطلبة، أو اجتهد فلان وانتقد علان، وأوعز الرئيس وطلبت المؤسسات الدولية أو المانحة، تغيرت أحوال التوجيهي.
 
الاجيال السابقة، وكبار رجال الدولة الحاليين في مختلف مناصبهم، نتاج التوجيهي الأردني الجدي، الثابت منهجا وامتحانا ومنطقا في العلامات والمعدلات.
 
تراجع الاداء والكفاءة والنتائج، جاء بعد التدخلات والتغيرات الكثيرة على نظام التوجيهي، ونقول دون مواربة: العبث فيه، حسب الاجتهادات، فخلال العشرين سنة الاخيرة ظهرت حزم الدكتور خالد طوقان، التي لم يفهمها الغالبية العظمى من كبار موظفي التربية والمعلمين، وآلاف الطلبة يحصلون على معدل فوق ال 95 زمن الدكتور وجيه عويس، ليأتي بعده «توجيهي الذنيبات» -كما يسمى لدى الأغلبية- زمن الدكتور محمد الذنيبات، فتتراجع المعدلات، ويقال انها ضمن المنحنى الطبيعي للنتائج، ليأتي «توجيهي المعاني» زمن الدكتور وليد المعاني لتسجل المعدلا? نتائج فلكية، محصورة بين 100% في سابقة تسجل لأول مرة، والآلاف فوق 99 %، ويشبعها الخبراء نقدا واتهاما، ومنها: إنجاح الفصل الواحد، وتخفيف ضجر الجامعات الخاصة، التي تراجعت القبولات فيها زمن الذنيبات، فكانت التسعينات وآلاف أثقلت الجامعات الحكومية، وتيسر الامر للخاصة..الخ.
 
لجان التخطيط، وبالتحديد المعنية بالتوجيهي في وزارة التربية، تعي جيدا أن قراراتها لا تمارس باستقلالية، بل تبقى تابعة وتتوافق مع رأي الوزير، أو المسؤول الأول، الذي يتعرض لضغوط كثيرة لتيسير الأمور، سواء لظروف اقتصادية او سياسية أو مجتمعية، وهذا قطعا لا يجوز بعرف التعليم، الذي اصبحنا نشكو من تراجعه محليا وعالميا، وفوق ذلك يتكشف ان القرارات والاستراتيجيات التي توضع لا تتوافق مع القناعات، فتلقى رفضا، أو عدم تطبيق فعلي من الادارات المتوسطة والميدانية.
 
التوجيهي مقياس للنظام التعليمي، فلا يجوز تركه للاجتهادات الشخصية والاستطلاعات وردود الفعل، بل تطويره وفق منهج علمي حقيقي، من خبراء ولجان مختصة بلا أجندة، على أن يكون عابرا للحكومات، ويحاكي النماذج العالمية الناجحة التي نسعى للوصول اليها.