Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2018

قصرك، بيتك، خشّتك، خربوشك في خطر! ما بال الوطن!؟ آه... يا الوطن - م. باهر يعيش

الراي -  (البعض...الكثير) ممّن يعيش في بلدنا في قصور بيوت خشش خرابيش...لا فرق بينها فيما سأخوض به هنا...الآن. يمرّ غريب ينظر إلى مقرّك هذا، نظرة...لا تعجبك، تستفزّك. تصرخ تستنفر العيال والمستوظفين والجيران والحيطان والأهل والعشيرة والأبالسة من (حققها)، تستنفر الرّكبان وربابنة السّفن والبواخر، تستنفر أجدادك من عنتر و...جرّ، تستنفر القبائل والفرسان في قبورها, تستنجد بسيوف القعقاع وخالد وصلاح الدين, تستحضر أرواح كلّ جلّادي العصر وما قبل العصور تستأجرهم, يبحّ صوتك وأصوات الهتّيفة من الربع...ربعك, وضاربات الطّبول والدّفوف, يستعدّون لليوم الموعود...يوم يمرّ هذا الغريب المجهول من أمام قصرك بيتك خربوشك خشّتك ثانية من قريب من بعد ألف كيلومتر, من هنااااك... من شمال من جنوب من شرق من غرب. فأنت وضعت في قصرك ألف ألف شوال(شميمتو), وألف ألف طنّ من حديد التسليح من هنا و...هناك!!

يكفي لتسليح نصف رجال القبيلة. أنت تابعت شاهدت بيتك يصّاعد طابقا في دبر طابق بأموال من أراضي جدّ جدّك بعتها أو من دين على أمّ رأس نسل نسلك إلى يوم الدّين, أو من جيوب جانّ وبشر. أنت قد خششت خشّتك في أرض ليست لك، أرض مواطن غاب لأحضار للمّ عملة صعبة من حقول الشوك في بلاد الأفرنج وأنت (هريت) مصانع الكتّان والخيش وذبحت ألف ألف ناقة لتنسج من جلودها خربوشا عظيما يليق بك.
قد يمرّ قريب, جار الحدّ أو عبر الحدود من زاوية قصرك أيّها(البعض...الكثير) من أمام بيتك خشّتك خربوشك، ينظر ليرمي عليك تحيّة الصّباح أو المساء(ليس صخرة أو فردة حذاء كما تتخيّل)تهبّ تثور ألف ألف مرّة عن ثورتك تجاه الغريب. تستنفر تستحضر غريبا ليسدّ(بوز القريب). تتسلّح حتّى أمّ رأسك وبوز حذائك أنت وعموم العيال والأقارب في موقعك وفي بلاد الغربة حيث تستدعيهم- يا رعاك االله- ليدافعوا عن مقرّك مقامك سمعتك, سمعة القبيلة, عن سمعتهم سمعة عرضهم وطولهم وخربوش ستّك ليلى ذات مكاحل من عظام شباب العشيرة...أيام زمان.
يدعو داع أنّ الوطن يحتاجك. يحتاجك أيّها...(البعض الكثير), يحتاج صوتك...فيغور صوتك, يحتاج قرشك...فيغور قرشك، تعلن إفلاسا أحتياليا يرتّبونه لك...صفقة العصر.
وطن...أيّ وطن!؟ صمّ بكمّ لا يسمعون لا يتكلّمون لا يفقهون.تمتلئ ساحات وباحات المطارات ونقاط(الهروب)بالكثير الكثير من(البعض الكثير)أمثالك.(وأنا مالي...بعديّ الطوفان), وطن...(شو وطن). أنت ضعيف نحيف مريض مسكين عندما يحتاجك الوطن, هزبر عندما تقطع من لحمه، خطيب مفوّه عندما تخوض تصويتا يجلب لك كرسيا فخما ضخما يستحضر الأنس والجان ليسبّحوا في طاعتك، لتخدمهم في وظيفة في منصب في مال لا حقّ لك ولا لهم فيه. و...يغور صوتك عندما يناديك الوطن. تصبح مبحوح الصّوت والحسّ والكرامة والوجدان.
ما لنا والدّفاع عن الوطن, ما لنا والاستجابة إلى داعية أذا دعى, ولماذا إذن الجيوش والنّشامى الصامدون الباسلون القابضون على الجمر...أليسوا للدفاع والهجوم, والكثيرون, الكثيرون من النّشامى من الرَّبع من الكلّ الكثير يقومون معهم, يسندونهم يساندونهم, ما ذنبنا نحن!؟ نحن صحيح من كثير, ولكنّنا (البعض) لا في العير ولا في النّفير.
إذا كان قصرك, بيتك, خربوشك, خشّتك -أيّها البعض الكثير كغثاء البحر- معرّضا للخطر، تناطح كالثور كلّ معتد, فما بالك يا محترم...بالوطن؟!بك أو بدونك, بالنشامى...كلّ النّشامى...عاش الوطن...عاش الوطن.
mbyaish@gmail.com