Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2020

ماذا ينتظر الأردن؟*فايز الفايز

 الراي

عايش الأردن في تاريخه العديد من الأزمات الحادّة وأكبرها الحروب التي خاضها على الجبهة الفلسطينية 48 و67 وبعد كل حرب يدخل الأردن منعطفاً جديداً يؤثر على تركيبته السكانية وإمكانياته الاقتصادية، وحتى الحروب الواقعة على دول الجوار أثرّت به سلباً أكثر منها إيجاباً، فالحرب العراقية الإيرانية أنهكت اقتصاد الدولة العراقية، ورغم ذلك انعكس الوضع بالتحسن على الاقتصاد الأردني من خلال النفط والتزويد وحركة نقل البضائع واحتياجات العراق التي لعب الأردن دوراً كبيراً في فتح خطوط النقل المباشر عبر ميناء العقبة.
 
الحرب الثانية على العراق عقب غزو الكويت قلبت الموازين ضد الأردن، فمن عودة نصف مليون أردني من الكويت، الى مقاطعة خليجية للأردن بناء على مواقفه التي رفضت الحرب على العراق، وكان ذلك منحنى خطراً واجه الأردن ولف اقتصاده بالركود وأزّم وضعه السياسي في المحيط العربي بما فيها مصر، وتلك كانت مصيبة ارتدادية لم يحسبها الجانب الأردني جيداً، ما جعله ينخرط في عملية السلام مع إسرائيل إبتداءً من مؤتمر مدريد وانتهاء بوادي عربة، ومع ذلك لم يتحصّل الأردن على ثلث تطلعاته لتغيير الواقع الى الأفضل، بل ظلت أزماته المالية تتدحرج وعقدة اللاجئين من كل صوب تتفجر بوجهه وتتصاعد تأثيراتها لعدم وجود حل دوليّ وزادت خسائره بلا طائل.
 
الحرب الثالثة كانت عام 2003 من غزو أميركي للعراق وإسقاط الدولة العراقية برمتها وتغيير النظام السياسي والاجتماعي فيها، فعادت المصائب تتوالى من لاجئين جدد والتزامات للأمن الوطني أثقلت كاهل القوات المسلحة لحماية الحدود الشرقية والشمالية، رغم أن البعض من تجّار الحروب قد تفننوا في اقتناص المكاسب المالية الضخمة من هناك، وخرجنا من تلك المرحلة بلا شيء يذكر.
 
الحرب الرابعة 2010 سوريا هي الهدف، والحرب متعددة الجنسيات هناك قطعت كل أمل في بقاء شريان الحياة الاقتصادي يمر عبر البوابة السورية، وعدنا مرة ثالثة إلى التركيز على الجانب العسكري لحماية الحدود والأمن الوطني ودفع التهديدات خارج الحدود، وفي النهاية خسرنا العلاقات مع الجارين السوري والعراقي لدرجة أننا بتنا نلاحقهم لترطيب الأجواء وإعادة بناء الثقة رغم معرفتنا الأكيدة أن القرار هناك بأيدٍ دول أخرى لن ترضى عنا بسهولة خصوصاً بعد مقتل الإخطبوط سليماني.
 
اليوم وفي ظل قرع طبول الحرب على شواطىء الخليج العربي التي قد لا تحدث، إلا أنها ستشكل أزمة جديدة سنغرق فيها مجدداً ودون أي إستراتيجيات أو خطط تحوطية يخشى الجمهور من أن نقع مجدداً فريسة لصراع العمالقة دون أي فائدة لنا، وهذه مصيبة جديدة يمكن الإستفادة منها وهذا تحذير من إضاعة الفرصة كما ضيعناها كثيراً، ثم غرقنا في ديون لا نعلم كيف ومتى سنتخلص منها، فهل هناك من يقلب الميزان لصالحنا؟