Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2020

الوصاية الهاشمية على المقدسات وصفقة القرن*رمضان الرواشدة

 الراي

خلت صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاسبوع الماضي من أي ذكر لموضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وجاء في نص الصفقة أن هناك رعاية خاصة لوصول المسلمين للمسجد الأقصى.
 
وفي كلمته الاحتفالية بالصفقة أكد ترمب أن أميركا تعمل مع الملك على الحفاظ على الوضع القائم مع بقاء القدس تحت السيادة الاسرائيلية. ولكن في مقابلة له مع تلفزيون MBC مصر أجراها الإعلامي عمرو أديب أكد مستشار ترمب جاريد كوشنير أن الصفقة تحافظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات.
 
ويبدو أن كلامه هذا جاء استدراكيا بعد موقف الأردن الرافض للصفقة ولجر الأردن للدخول في تطبيقات الصفقة والاندماج في الخطة الأميركية للسلام المرفوضة عربيا وإسلاميا.
 
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات لم تأت صدفة أو وليدة اللحظة بل هي منذ أكثر من مائة عام وباعتراف الفلسطينيين أنفسهم وذلك منذ الإعمار الهاشمي الذي تم سنة 1924 م على يد الحسين بن علي شريف مكة عندما تبرع بمبلغ 24 ألف ليرة ذهبية لتصرف على إعمار المقدسات الطاهرة. وبعد تولي المغفور له الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية عام 1953 م خص القدس والمقدسات الدينية عناية واهتماما كبيرين، فقد أمر عام 1954 بتشكيل لجنة لإعمار المقدسات الإسلامية في القدس الشريف تحت الرعاية الهاشمية.
 
وجاء هذا الإعمار بعد أن تعرض المسجد الأقصى للحريق المتعمد عام 1969 واستمر إلى عام 1994، وذلك بأمر من الملك الحسين بن طلال. وقد تبرع جلالته، بتكاليف الإعمار بمبلغ 8.25 مليون دينار أردني.
 
أضحت المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، جزءا لا يتجزأ من برامج عمل الحكومات الأردنية، وكتب التكليف السامي لها، والتي أكد جلالته فيها ضرورة الاهتمام بها والعناية بمرافقها والتعهد بحمايتها.
 
وجسد اهتمام جلالته بالمسجد الأقصى، استمرارية هاشمية في رعاية مدينة القدس ومقدساتها، لما لها من مكانة ومنزلة في سائر الديانات السماوية، وتمثل ذلك النهج بتشكيل لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة بموجب قانون كما تبرع الملك بمبلغ خاص لإعادة إعمار القبر المقدس في كنيسة القيامة.
 
إننا في الأردن مستمرون في دورنا الذي تقتضية الأمانة التاريخية بالمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي أكد عليها الفلسطينيون باتفاقية وقع عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أربع سنوات واعترف بها حتى الإسرائيليون في معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل حيث نصت الاتفاقية على الدور الخاص للأردن في المقدسات.
 
صفقة ترمب ونتانياهو وما قبلها وما سيأتي بعدها لن تغير من واقع مسؤولية الأردن تجاه المقدسات في القدس التي ستبقى سواء قبلت إسرائيل أم لم تقبل وحقائق الواقع على الأرض مستقبلا ستقرر ذلك.