Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2019

تركيا.. ومفترق الطرق !*صالح القلاب

 الراي-هناك قناعة لدى بعض الأتراك بأن من يخسر اسطنبول يخسر الحكم، وعليه فإن هناك من يقول إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيغادر كرسي الرئاسة في أنقرة قبل أن ينهي مدته الرئاسية إن بالاستقالة الطوعية وإن بضغط المعارضة التي حققت إنجازاً كبيراً في الانتخابات البلدية سيغريها حتماً لاستكمال المشوار لتستعيد «ملكاً مضاعاً»، باتت تشعر بأنها ستستعيده إن قريبا أو بعيداً وهذا إن لم يطرأ ويستجد ما لم يكن في الحسبان.

 
كان طريق أردوغان الذي أخذه إلى الرئاسة وإلى ما هو أكثر منها قد بدأ باسطنبول بإحرازه فوزاً كاسحاً كرئيس لبلديتها وهذا قد ينطبق على رئيسها الجديد الذي لا شك في أنه يتطلع إلى ما هو أهم من رئيس بلدية عاصمة السلطنة العثمانية وبخاصة وأن أردوغان يتعرض الآن إلى امتحانات إقليمية ودولية كثيرة وهذا بالإضافة إلى الامتحان التركي الذي هو أصعب وأشد قسوة من أي امتحان آخر.
 
والمعروف أن الإتحاد الأوروبي قد وجه مؤخراً تهديداً بفرض عقوبات على تركيا تستهدف الصناعات الدفاعية التركية إن لم توقف عملياتها «غير القانونية» في التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص وهو أي الاتحاد الأوروبي قد قال إنه سيواصل مراقبة التطورات في هذا المجال وعن كثب وأنه مصمّمٌ على الرد «بشكل مناسب» والتضامن في هذا المجال مع الدولة القبرصية.
 
ولعلّ ما يعطي هذه التهديدات الطابع الجدي أن علاقات تركيا الحالية مع الولايات المتحدة تمر بأسوأ مراحلها وأنها قد هدّدت هي بدورها بحرمان أنقرة بعقوبات «استراتيجية» من بينها حرمانها من مقاتلات «إف 35» إن لجهة مشروع تصنيعها وتطويرها وإن لجهة تدريب الطيارين الأتراك عليها «بحلول تموز المقبل» إنْ هي لم تتراجع عن صفقة الصواريخ «إس 400» مع روسيا وذلك مع أن الرئيس أردوغان يعاني من مشكلة طاحنة مع أكراد بلاده الذين يقال أن عددهم يصل إلى أكثر من ثلاثين مليوناً وأنهم بقيادة حزب العمال الكردستاني الـ «P.P.K» كانوا قد أعلنوا الكفاح المسلح ضد الدولة التركية في وقت مبكر من بدايات ثمانينات القرن الماضي.
 
وحقيقة وفي ظل هذه التطورات كلها فإنه قد أصبحت هناك إمكانية فعلية وحقيقية لإنقلاب عسكري جديد وعلى غرار إنقلابات ما بعد رحيل مصطفى كمال «أتاتورك» الذي كان قد ألغى السلطنة العثمانية التي تواصلت خلال سنوات طويلة وهنا فإن هذا كله قد يدفع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أن يبادر من أجل قطع الطريق على أي عمل عسكري مضاد إلى القيام بانقلابه الخاص وهذا غير مستبعد وعلى الإطلاق!!.