الرأي -

محمد الخصاونة - كشفت تصريحات ان الجھات المختصة (المخابرات العامة) تمكنت من جمع خیوط عملية الفحيص خلال ساعتین إلى ثلاث ساعات، وأوصلت هذه الخيوط إلى الارهابيين الذين احبطت مخططاتهم الخطيرة في السلط وخارجها، وهذا دليل على احترافية وسرعة بديهة ضباط وضباط صف وأفراد دائرة المخابرات العامة في جمع وتوصيل المعلومات وربطها بالمعلومات الاستخبارية التي كانت لديهم.

 

وتحركات الوحدات العسكرية المتخصصة من الجيش والامن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة بسرعة لحسم الموقف بكل صرامة وخفة، دليل على حسن التنسيق وعلى حب الشهادة وروح الفداء والتضحية والمجد الذي يتمتع بها ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لينال المواطنون الذين يعيشون على أرض المملكة روح التفاؤل بالمستقبل والاصرار على المشاركة بكل الامور التي تجعل الاردن في الصفوف الاولى، بالإضافة للعيش بأمن وأمان.

 

ما قام فيه منتسبو الجيش والاجهزة الامنية دليل على أن رهان جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة والمواطنين في محله على الاجهزة الامنية والجيش بانهم راهنوا عليهم اوّلا وعلى رغبتهم بتقديم أرواحهم للشهادة من أجل الوطن، والوقوف بوجه من تسول له نفسه اخذ البلد الى المجهول.

 

وأهمية الأردن تكمن في أنه لم يوجد يوما فراغاً سياسياً فيه، على الرغم من أنه لم يكن يوما بعيدا عن الازمات، فالأردن عاش باستمرار وسط الازمات الاقليمية ولم يتاجر فيها، بفضل ما امتلكه من قيادة ومؤسسات عسكرية وأمنية وحكومية عامة وخاصة، استطاعت دائما التعاطي مع هذه الازمات التي انعكست عليه داخليا بشكل سلبي، ولم يكن في الاردن بسببها تصحّر سياسي، بل على العكس من ذلك كان هناك دائما سعي الى ايجاد حياة سياسية تقوم على التنافس بين كافة أطياف الوطن، وهذا ما يجهله كثيرون.

 

ان ما حصل من استهداف الإرهابيين للأردن عدة مرات خلال سنتين وغيرها في السنوات العشر السابقة، يجعلنا جميعا دون استثناء نلتقط رسائل ومحاور أوصلها الإرهابيون، يجب الانتباه والحذر والتصدي لأفكار وأيديولوجية الإرهابيين وتفنيدها في مجالسنا اليومية ولشبابنا، وأن نكون على قدر عال من المسؤولية، ويكون لنا دور في تحمل متطلبات المرحلة باعتبار أننا من مكونات المجتمع الباني المساهم في التطور والبناء والنجاح، ولنؤكد للمتربصين أن أردننا الحبيب ومسيرته لا تتوقف من خلال المشاركة في تعزيز جميع النواحي الثقافية والتعليمية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها.