Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2017

‘‘مختبر المسرح الجوال‘‘... يشرع للسجينات أبواب الحرية والحياة

 المخرج حرب: التدريب المسرحي قادر على أنسنة العقوبة وتحويل السجن إلى مكان تطوير يحد من الانحراف

 
عمان-الغد- بالرغم من أنهن يواجهن أحكاما قضائية قد تصل إلى عقوبة الإعدام، إلا أن بعض نزيلات مركز إصلاح وتأهيل الجويدة استطعن الخروج من فضاء السجن وعتمته عبر نصوص مسرحية عالمية حلقن فيه بموهبتهن ونثرن إبداعهن خلال ورشات تدريب مسرحية ضمن مشروع "مختبر المسرح الجوال" الذي يقوده المسرحي حكيم حرب وجاب فيه مختلف محافظات المملكة.
هؤلاء النزيلات اللواتي وصل عددهن إلى 30 سيدة، تجاوزن حدود أسوار السجن الداخلي وتم الاشتغال على الجانب النفسي الذي يعشنه؛ إذ صقل المخرج حرب مواهبهن في الإلقاء المسرحي والأدب والنثر، وواجهن حياة السجن بمزيد من الثقافة والاطلاع والمعرفة، وانتصرن بعروضهن المسرحية على العوامل والبيئة الاجتماعية التي قادتهن إلى عالم الجريمة سواء كان مردها النظرة الذكورية أو التفكك الأسري أو البطالة أو الفقر الشديد أو الظلم أو القمع الاجتماعي والحرمان واليتم وظروف أخرى اجتماعية وسيكولوجية.
واستطاع المخرج حرب أن يترك بصمة واضحة في نفوس هؤلاء السجينات، بعد أن أصر على فكرة إخراطهن ببرنامج مسرحي ليمنحهن فرصة التعبير عن ذاتهن.
حرب صاحب فكرة مشروع "مختبر المسرح الجوال"، يؤكد أن البداية كانت في تدريب خمس فتيات، وفي اليوم الثاني وصل العدد إلى عشر فتيات ومن ثم وصل عدد المشاركات في المشروع الآن إلى ثلاثين سجينة؛ حيث خضعن لتدريب مسرحي وكن يلتزمن بالتدريب ويعبرن عما يدور في دواخلهن.
وكانت ورشة التدريب بالنسبة للسجينات، وفق حرب، كنوع من العلاج النفسي؛ حيث استخدم فيها أسلوب السيكودراما، أي توظيف الدراما في حل المشكلات والأزمات النفسية بفعل الظروف القاسية، موضحا أن التدريبات خلصت النزيلات من بعض المشاكل النفسية التي تعرضن لها.
ويذهب حرب إلى أن التدريب المسرحي كان بمثابة نافذة تتطلع من خلالها السجينات إلى الحياة والحرية، وشعرن معه بمعنى الحياة، ويستحضرن الأحبة والأهل من خلال تمارين الخيال وعلى طريقة التداعي الحر.
وبين حرب أن السجينات كن يمثلن الجرائم التي ارتكبنها، مشيرا إلى أن هذه كانت من أصعب المواقف وأكثرها دهشة، حيث لم تكن هنالك حاجة لنصوص مسرحية.
وأوضح حرب أن كل سجينة من السجينات كانت قصة بحد ذاتها، مضيفا "ولو منحت كل منهن الحق بالتعبير عن ذاتها، ربما يصبحن أديبات وفنانات ومبدعات".
ولفت حرب إلى أن بعض السجينات سينهين فترة محكوميتهن، وأن على المجتمع التعامل بإنسانية معهن، وعدم النظر إليهن كصاحبات سوابق، حتى لا يعدن للانجراف وراء الإجرام، مؤكدا أن التدريب المسرحي قادر على أنسنة العقوبة وتحويل السجن إلى مكان يطور ويحد من زيادة الانحراف لدى السجينات.
ويرى أن المسرح فن خطير جدا قادر على اختراق دهاليز النفس البشرية وجميع أنواع الفنون قادرة على استثمار الطاقات الشبابية، وتحويلها إلى طاقات إيجابية وإقصائها عن العنف والتطرف والإدمان، مبينا أن هذه التجربة الثرية والمدهشة هي من أهداف المختبر المسرحي الجوال.
وأكد حرب أن "المختبر المسرحي الجوال" أخذ على عاتقه الوصول إلى أبعد منطقة بالمملكة، وخرج بإبداعات من خلال الورشات التدريبية قادرة على بناء الفكر الخلاق والإيجابي وحماية المجتمع من الجرائم، لافتا إلى أنه يمكن معالجة المشكلات بالفن والمسرح.
وأشار حرب إلى أن تجربة سجن النساء لا تقل أهمية عن باقي التدريبات، وهي الأهم لأن النزيلات فقدن معنى الحياة.