Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2019

نتنياهو وغانتس واستغلال الكراهية للعرب

 الغد-هآرتس

 
الوف بن 16/9/2019
 
الحملة الانتخابية الحالية تركزت على المشكلة الرئيسة في اسرائيل: العلاقة مع الأقليات. الوزن الديمغرافي والاقتصادي والسياسي للعرب والاصوليين آخذ في التعاظم، وبالتالي، يزداد ايضا خوف الوسط الآخذ في التضاؤل، الذي يخشى من فقدان السيطرة ومن اعادة توزيع الكعكة الوطنية. المتنافسان على رئاسة الدولة، بنيامين نتنياهو وبني غانتس، رغبا في استغلال هذا الخوف من اجل تجنيد المصوتين، وركزا عليه حملتيهما الانتخابيتين.
نتنياهو حذر من أن “العرب يريدون ابادتنا جميعا” وخوف من “حكومة يسار مع ايمن عودة واحمد الطيبي”، التي ستؤدي الى دمار اسرائيل. غانتس دعا الى حكومة وحدة علمانية، التي هي غطاء شفاف لرسالة “الاصوليون يريدون قمعنا وحلب جيوبنا”. ناخبوه يدركون ذلك حتى بدون أن يعرض عليهم صور للاصوليين المتهربين من الخدمة العسكرية ومن تعلم المواضيع الاساسية. باختصار، قل لي من تكره وسأقول لك من أنت. من يكرهون العرب هم يمين ومن يكرهون الاصوليين هم يسار.
هنا ينتهي التناقض. في الوقت الذي يحتضن فيه نتنياهو الاصوليين ويعتبرهم الشركاء الخالدين له، حتى بثمن ابعاد ناخبين علمانيين، فان غانتس يخشى من مد يده للعرب – تنازل مسبقا عن الورقة الاقوى في معسكر اليسار وهي التصويت الساحق في الناصرة وفي أم الفحم ورهط وسخنين. إن قفزة في نسبة تصويت العرب يمكن أن تؤدي الى انقلاب في الحكم، لكن يوجد لهذه القفزة ثمن يخشى غانتس من دفعه وهو دفعه لافيغدور ليبرمان مرة اخرى الى احضان نتنياهو والى كتلة اليمين. غانتس راهن على ليبرمان الذي منحه فرصة نادرة لاعادة التنافس باعتباره الشريك الافضل.
الموضوع الاساسي في الانتخابات السابقة، ملفات فساد نتنياهو ومكانة “حراس العتبة” ومؤسسات الدولة، تم دفعها في هذه المرة الى الهامش. نتنياهو يعد ناخبيه بأنه اذا بذلوا جهود بسيطة اخرى من اجل ابقائه في الحكم، فهو سيقوم بتصفية النخب المكروهة، سلطة الموظفين والقانونيين، وسيسمح للاغلبية اليمينية والدينية بأن تفعل في الدولة كل ما يخطر ببالها. نتنياهو يعرض التحقيق معه كمؤامرة لـ “وسائل الاعلام والشرطة والنيابة العامة”، التي استهدفت ابعاده عن الحكم. ويعرض البديل ايضا، “مداعب الدولة”، المراقب نتنياهو انغلمان، يمثل كيف يبدو نظام من يقولون نعم ويعملون على تبرير افعال الحاكم، ويظهر كنموذج يريد نتنياهو واحزاب اليمين أن يتم نقله الى جميع اجهزة الحكم.
حزب ازرق ابيض الذي فشل في انتخابات مراقب الدولة، تراجع خطوة واحدة الى الخلف في الحملة الحالية في مواجهته مع الفساد. بدلا من تصوير نتنياهو كمتهم متسلسل وخاضع للاستماع ويسعى الى تخريب سلطة القانون ويستغل محاضر التحقيقات التي نشرت بتوسع مؤخرا، فان غانتس يعتبر ملفات 2000 و3000 و4000 مشكلة قانونية – تقنية يمكنها أن تعيق تشكيل الائتلاف. لقد امتنع عن توجيه الانتقاد الشديد لسلوك ونمط حياة رئيس الحكومة ولعلاقته العدائية مع سلطات الدولة وجهاز تطبيق القانون محكمة العدل العليا. في هذا المجال ايضا، مثلما هو الامر بالنسبة للاصوليين، فان غانتس يسير في اعقاب ليبرمان، مرشده الروحي في دهاليز السياسة.
في الحملة الخاطفة التي ادارها مؤخرا، نجح نتنياهو في اعادة الموضوع السياسي الى العناوين، باعلانه أنه سيضم غور الاردن وسيحقق تحالف مع الولايات المتحدة. لقد أملى جدول الاعمال السياسي، رغم أنه في هذه المرة لم يحصل على هدايا وملذات من زعماء الدول العظمى مثلما حصل في الانتخابات السابقة. ورغم فشله المستمر في تهدئة الحدود مع قطاع غزة. في هذا الملعب نتنياهو يلعب وحيدا. غانتس امتنع عن رسالة ما في شؤون الخارجية والامن، يميز بين ازرق ابيض وبين الليكود. وعكس ذلك: اقتراحه لشراكة مستقبلية مع الليكود واسرائيل بيتنا، الاحزاب التي تؤيد ضم المناطق وتوسيع المستوطنات واستمرار الاحتلال، غانتس وضع ازرق ابيض في اليمين السياسي. تعليم المواضيع الاساسية للحريديين مقابل السيادة في الغور للمستوطنين، هذه هي صيغته.
ولكن يصعب الافتراض بأن الانتخابات ستحسم بسبب الاعلان عن شرعنة البؤرة الاستيطانية متسبيه يريحو، أو بسبب ادعاء نتنياهو أنه سيواجه جيدا “صفقة القرن” للرئيس الاميركي ترامب من اجل حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. هذه مواضيع مهمة، التي بالتأكيد ستشغل الحكومة القادمة – لكنها لا تثير تحمس الناخبين مثل الخوف والاشمئزاز من صعود الأقليات.