Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2019

اختتام فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان المفرق للشعر العربي

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

اختتمت مساء أول أمس، في بيت الشعر بمدينة المفرق، فعاليات «مهرجان المفرق للشعر العربي في دورته الخامسة» بمشاركة كوكبة من الشعراء الأردنيين والعرب، و بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة وفيصل السرحان مدير مديرية ثقافة المفرق مدير بيت الشعر بالمفرق، وأدار مفردات الأمسية الشعرية الموسيقية الشاعر إبراهيم الحسبان وسط حضور كبير من المثقفين والمهتمين.
القراءة الأولى استهلها الشاعر الدكتور بكر السواعدة بقراءة مجموعة من قصائده الكلاسيكية التي اعتمل فيها الفكر الصوفي وتجلياته الروحانية، فكانت رسالته إلى شيخنا جلال الدين الرومي بوابة عرّج من خلالها الشاعر ترياق الحب ووهج الروح المشغولة بالترانيم الصوفية طالبا من سيد العشاق جلال الدين بأن ينهض لأن القلوب أصابها الوهن.
يقول في قصيدته:»رسالة إلى جلال الدين الروميّ»: «وَهْمُ المَسافةِ يَستبيحُ خُطانا/ يَجتثُّنا مِنّا ويُوقِظُ خَوفَنا/ ها أنّنا، نَجثو على جَمْرِ النَّوى/ ماذا نَقولُ إذِ الأماني أقْفَرَتْ/ يا سيّدَ العُشّاقِ، هذي حالُنا/ نَحثو غُبارَ الذِّكرياتِ ونَقْتَفي/ فإذا تَجلّى الحُبُّ وانْفَسحَ المَدى/ لمْ يبقَ منّا غيرُ صوتِ زَفيرِنا/ أوَلا تَرى العُشّاقَ يَصْدَحُ صَوتُهمْ/ يَتَلَحّفونَ البَرْدَ في جَوْفِ العَرا/ قَدْ غَرّنا التِّرياقُ أنّا إذْ أتى/  فَيُزيحُ عنّا المَوْتَ حِين نَذوقُهُ/  فإذا بهِ وَهْمٌ تَمادَى وَهْجُهُ / لا نُسْغَ فيه يَبُلُّ أورِدَةَ المُنى/
قُمْ يا جَلالَ الدِّينِ، إنّ قُلوبَنا/ واصْدَحْ بِها صَوْتًا يُميتُ سُكُونَها/ ويُعيدُنا قَهْرًا إلى مَنْفانا/ لنُجيبَ صوتَ البُعْدِ إذْ نادانا/ ونَسُدُّ دَرْبًا للِّقا قد كانا/ وغَدا الهَوى بعدَ الفِراقِ هَوانا؟عبَثًا نُريقُ الوقتَ، يا مَولانا/ صُوفيّةَ الأحلامِ في ذِكرانا».
أما الشاعر جاسر البزور فقرأ غير قصيدة جال في قصائده في الأطلال التي أوقفنا على الكثير من العشق والتحنان، ذاهبا بنا إلى أمنا فلسطين التي عاين جراحاتها وتوجعات أهلها، وكما عرّج بقصيدة له على شاطىء البوسفور ومعشوقاته بلغة لا تخلو من المفارقة العجيبة في قفلات القصائد شاعر عاشق ولمّاح بفنية عالية.
من قصيدة له «أَطْلالُ» يقول فيها: «أَطْلالُ كَيْفَ سَنَلْتَقي أَطْلالُ/ والعابِرونَ بِوَقْتِنا ما زالوا/ زَرَعوا الحُدودَ بَيادِقاً وَبَنادِقاً/ فَنَمَتْ عَلى أمالِنا الأَغْلالُ/ صِرْنا نَسيرُ إلى الوَراءِ فَلا نَرى/ غَدَنا وُتُبْطِىءُ خَطْوَنا الأحْمالُ/ عُدْنا حُفاةً والسَّرابُ حَقيقَةٌ/ والدَّرْبُ شَوْكٌ والرَّصيفُ خَيالُ»، ويقول في قصيدته «على شاطىء البوسفور»:»لِمَمشوقةٍ ما بينَ طَيفٍ وواقِعِ/ حَنينٌ بقلبي مثل وَقعِ المَدافعِ/ على شاطِىء البوسفور روحي تَركتُها/ وفي راحَةِ الذِّكرى استقرَّتْ مَدامِعي».
من جهته قرأ الشاعرد. ناصر السخني من القصائد الذاتية ومن إحدى قصائده التي يقول فيها: «يَقُولُونَ: حُبُّكَ  نَاقِصُ  حَظٍّ؛ لِأنَّ  المَسَافَةَ  تَبْنِي جِبَالَا/ ولَا يَعْلَمُونَ بِأشواقِنَا كَيفَ زَادَتْ هِيَامِي عُلَىً وَاكْتِمَالَا/ وَمَنْ ذَا يَقِيْسُ الهَوَى/  بِالوِصَالِ؛ فَأَكْمَلُ حُبٍّ أَقَلُّ وِصَالَا/ وَأَنتِ كَمَا الغَيْثُ مَهمَا يَقِلُّ؛ فَعِنْدَ الهُطُولِ يُكُون احتِفَالَا.
أما الشاعرمحمد العموش الذي أخذنا عبر تجلياته الشعرية إلى مساحات أكثر بوحا وعشقا، ضمن رؤى وفلسفة عميقة وبلغة مكثفة، فكان العاشق الملهم، قصائده أيضا بالرغم من قصرها فكانت ذات مضامين إنسانية تمعن في معنى الحياة وتقف على محطات كثيرة كعشق الجارف.
من قصيدة له يقول فيها: «على الرّغمِ مِنْ حُسنكِ البارِعِ/ حَذارِ مِنَ الوَلدِ الوادِعِ/ تُريدين هذا الفتي خاتماً/ لِيُطْفَئَ في الإصبعِ اللامعِ/ تريدينَهُ صورةً ، فازةً / يُضافُ لِـ «كوكتيلِكِ» الرّائعِ/ كَ قِطٍّ على دفئِهِ قابعِ/ تَثاءَبَ في كُمِّكِ الواسعِ/ كَسولاً تَفَجّرَ مِن رأسِهِ/ دُهوناً إلى ذيلِهِ الفارِعِ/ أنا شاعرٌ، طِفلُ هذي الحياةِ/ تَمَلمَلَ في شَهرهِ الرّابعِ/ عَرَجتُ إلى سِدرةِ  المُشتهي/ مُطِلَّاً على العالَمِ الشّاسِعِ/ رَسولاً من الغيبِ للعاشقينَ/ غِلالاً مِنَ القمحِ للزّارعِ».
واختتم القراءات الشاعر الفلسطيني مصطفى الغلبان الذي قرأ أكثر من قصيدة عمودية ذات نفس ملحمي تعاين الشأن الفلسطيني بلغة مفعمة المشاعر والأحاسيس، ولم تخل قصائده من العشق الشفيف واللغة العالية التي تعبر عن تأملات الشاعر في معركة الحياة وتلقباتها التي تنعكس على النفس البشرية.
يقول في قصيدة له أسماها «عشق الحسنان» يقول فيها: «عشق الحسنان قصيدة لم تكتب/ من حاول استبداد قلبك يُغلب/ تبدين كاملة وفتنة/  منها تكهرب قلب مضنى متعب/ في القدس قنديل المسيح معلق/  هاتي الضياء به تستغربي/ نحيا هيّا أقبلي وتقرّبي».
وفي نهاية الأمسية تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين من قِبل الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة ومدير بيت الشعر المفرق فيصل السرحان.