Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Nov-2018

ليبرمان والجيش - ناحوم بارنيع

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- استهدف المؤتمر الصحفي الذي عقده افيغدور ليبرمان بعد استقالته هدفين: الوصول إلى حملة الانتخابات، وهو يقف على يمين الليكود وبينيت وضعضعة صورة نتنياهو كسيّد الأمن. المنطق السياسي في هذه الخطوة واضح. ولكن السياسة ليست كل شيء. على الطريق الحق ضررا بقدرة الردع والثقة التي يكنها الجمهور الإسرائيلي للجيش. من ناحية ليبرمان كان هذا ضررا عارضا: فهو لم يقصده. اما من ناحية الجيش فهو ضرر جسيم. 
ليبرمان ليس وزير الأمن الأول الذي يستقيل. كما أنه ليس الأول الذي يجعل استقالته رافعة ضد رئيس الوزراء. ولكن يخيل لي أن وزير أمن يهاجم باستقالته التقديرات، التوصيات والخطوات للجيش الإسرائيلي هو حدث غير مسبوق. وحقيقة أن هذه الخطوات تمت في اثناء ولاية ليبرمان في وزارة الأمن بموافقته او بتسليمه، تفاقم المشكلة فقط. إذ محظور على لابسي البزات ان يهاجموا المسؤولين عنهم. فهم يسكتون، ولكن الغضب كبير. 
الجولة الحالية حيال غزة تنتهي فيما تفغر فاها هوة بين الاحساس في قيادة الجيش والاحساس في الشارع. ففي هيئة الاركان لم يرفعوا كؤوس الشمبانيا ولكنهم شعروا بالرضى، في غزة وزعوا البقلاوة وفي الشارع الإسرائيلي خاب أمل الناس. وقد اجاد في التعبير عن خيبة الأمل هذه وزير الأمن المنصرف. فقد أجمل الجولة بكلمتين: "استسلام للارهاب".
حقيقة واحدة من بين حقائق كثيرة: في أيار 2016 حل ليبرمان محل موشيه يعلون في وزارة الأمن. في آب 2016 سمحت إسرائيل بادخال 31 مليون دولار إلى غزة. المال وصل من قطر عبر مطار بن غوريون. ليس 15 مليون دولار مثلما هو هذا الأسبوع، بل 31 مليونا. فالجيش اوصى؛ وزير الأمن لم يمنع، لم يحتج، لم يصف المنحة القطرية بالخاوة وبالاستسلام للإرهاب. 
لقد كان ادخال المال مصدرا حيويا في السياسة التي تبنتها حكومة نتنياهو في ختام حملة الجرف الصامد في آب 2014. فقد انتهت الحملة بقائمة تفاهمات تضمنت ست نقاط. وقف النار؛ فتح المعابر؛ إعادة السلطة الفلسطينية إلى المعابر؛ إعادة الأسرى والمفقودين؛ توسيع مجال الصيد؛ فتح ميناء بحري ومطار جوي. 
استعد الجيش لتنفيذ التفاهمات، بما في ذلك المبادرة إلى مشاريع بتمويل دولي في مجالات البنى التحتية مثل الكهرباء، المياه، المجاري، الصحة والغذاء واقامة آلية رقابة ناجعة على ضخ الأموال. البندان الأوليان، وقف النار وفتح المعابر، نفذا. اما الباقي فتوقف في 2017: فقد غيرت القيادة السياسية ذوقها وبدأت تضع المصاعب. حكومة إسرائيل لم توقف فقط التقدم في تنفيذ التفاهمات، بل وشجعت إدارة ترامب على وقف المساعدات لوكالة الغوث الاونروا. حماس هي المذنب الاساس في مصيبة غزة؛ نتنياهو، أبو مازن وترامب كل واحد لأسبابه، يتحملون مسؤولية لا بأس بها عن الاشتعال الحالي. 
في مداولات الكابينيت عرضت خيارات. يمكن احتلال غزة. للجيش توجد خطط. الاف القذائف ستسقط على القطاع. القوات ستدخل إلى الداخل. وفي غضون ايام ستباد قيادة حماس. وماذا بعد؟ 
الوزراء لن يرغبوا في احتلال غزة. يمكن العودة إلى الاحباطات المركزة. يوجد سياسيون يشتاقون إلى الاحباطات: فهي تنجح جدا في الشبكات. اما الثمن فهو التدحرج نحو جرف صامد 2. فهل هذا ما نريد؟ الوزراء لم يرغبوا في جرف صامد 2. وفي الغرفة نشأ عمليا، توافق على السير نحو تسوية. 
في الجيش ينطلقون من الافتراض أن الإرهاب من غزة سيستمر. لا يوجد سبيل للوصول إلى صفر إرهاب – لا بوسائل عسكرية، لا حين لا يكون الجيش متواجدا في المنطقة. الساحة الغزية هامشية مقارنة بالتحدي في الشمال. ايران هي ازعر الحارة، اما حماس فهي الضعيف المثير للأعصاب. فهي تعاني وهي تحرص على ان نعاني نحن أيضا. ليس جيدا التورط في معركة في الجنوب في الوقت الذي يتعين فيه على القوات ان تكون متفرغة لاحتكاك محتمل في الشمال.
لقد انتهت الجولة في النقطة اياها التي انتهت فيها الجرف الصامد. مثلما في حينه، وزعت حماس الحلويات ولعقت جراحها. مثلما في حينه، انقسم مقررو السياسة في إسرائيل إلى ثلاثة معسكرات: كبار قادة جهاز الأمن الذين اعتقدوا اننا ملزمون ببث الأمل بين الناس، والسماح بدفع الرواتب – لمنسق اعمال الحكومة في المناطق يوجد سجل لكل الرواتب – وإعادة بناء البنى التحتية. هذا لن يصفي الإرهاب ولكنه قد يبعد الجولة القادمة. المعسكر المضاد يؤمن بانه بقدر ما يسوء وضع الغزيين هكذا يكون افضل لإسرائيل. في النهاية فإنهم سينكسرون. اما المعسكر الثالث فلا يؤمن بحل مبادر اليه، ويبقي القرار للآخرين. هذا هو معسكر نتنياهو.