Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2017

‘المعارضة السورية‘‘: لا تأثير لوقف ‘‘التدريب‘‘ على التوازنات العسكرية

 

ماهر الشوابكة
عمان-الغد-  لم يشكل ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن قرار للرئيس الأميركي "دونالد ترامب" بوقف برنامج الاستخبارات المركزية السري "CIA"، الذي يقوم بتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لفصائل الجيش الحر، التي تحارب النظام السوري، أي صدمة لفصائل المعارضة السورية، كما يبدو للجميع للوهلة الأولى.
ويعود هذا البرود من قبل الفصائل تجاه القرار إلى ضعف هذا الدعم المقدم لاغلبيتها من قبل الـ"سي اي ايه"، وتأثيره على التوازنات العسكرية على الارض السورية، وهو ما لا يسمح بأي انقلاب في الوضع العسكري في الاراضي السورية.
ورغم أن معظم فصائل الجيش رفضت التعليق على القرار، إلا أن ما تسرب من بعضها لم يعط أية ابعاد سياسية للقرار، سوى انه يعكس الأثر المحدود لهذا الدعم على الأوضاع في سورية، فيما سياسيون ربطوه بالتفاهمات الاخيرة بين الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون.
وتقسم فصائل المعارضة السورية التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأميركية في تبعيتها إلى قسمين، الأول يتبع لوكالة الاستخبارات الأميركية  لـ"سي اي ايه"، وهذه الفصائل هي الأغلبية وتتلقى دعما لوجستيا منها فقط، وهو غير مؤثر في مجال الهياكل التنظيمية والمعدات العسكرية والموازنات المالية لهذه الفصائل مثل قوات الشهيد احمد العبدو وجيش اسود الشرقية. فيما القسم الثاني ويتبع لوزارة الدفاع الأميركية وهي الاقلية، ولكنها تتلقى دعما عسكريا ذات ثقل عال في التجهيزات والمعدات والموازنات المالية، بالإضافة إلى التغطية الجوية لنشاطاتها العسكرية مثل قوات سورية الديمقراطية (قسد) وجيش المغاوير الذي يسيطر على معبر التنف بين سورية والعراق.
فقد شارك الطيران الأميركي الموجود في القواعد العسكرية بالعراق ضمن التحالف الدولي المناهض لـ"داعش"، بقوة وبشكل مباشر في سحق الارتال العسكرية للمليشيات المذهبية التي كانت تتقدم قبل حوالي شهر باتجاه معبر التنف التابع لجيش المغاوير، بالإضافة إلى مساعدة "المغاوير" على بناء قاعدة عسكرية متقدمة جدا في منطقة الزكف القريبة من التنف، في حين تركت الفصائل التي تتبع الـ"سي اي ايه" مثل قوات الشهيد احمد العبدو وجيش اسود الشرقية تواجه مصيرها دون أي تغطية جوية، عندما اندفع الجيش السوري ومليشياته المذهبية قبل أسبوع في مناطق البادية السورية التي يسيطر عليها هذان الفصيلان.  
وتعتقد المعارضة التي كانت اعتادت في قتالها على ما توفره الغنائم من قتالها لـ"النظام السوري" وتنظيم "داعش" الإرهابي والذي اسهم في تعزيز قدراتها على الصمود لاكثر من 5 اعوام، سيساهم في صمودها لخمسة اعوام مقبلة.
من جانبه اعتبر كبير مفاوضي فصائل المعارضة إلى جنيف المحامي محمد صبرة أن برنامج دعم الـ"سي اي ايه" للمعارضة لم تستفد منه الفصائل كثيرا، لأن الشروط التي كانت ترافقه لم تكن مناسبة لهذه الفصائل.
ورفض صبرة الربط بين القرار وبين محاولات ضغط أميركية على قادة الفصائل للقبول بشروط معينة، مؤكدا انه "حتى اللحظة لا يمكن استنتاج مثل هذا الأمر، سيما وأن هناك برنامجين أميركيين لدعم المعارضة، واحد تابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ولم يتم ايقافه، والثاني تابع للمخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه)، والذي تم إيقافه". وأضاف صبرة أن " القرار لم تتضح أبعاده وتداعياته بعد وسبب اتخاذه، مشيرا إلى انهم بالمعارضة ما زالوا ينتظرون بعض التوضيحات من المعنيين".
وفيما رفض مسؤول المكتب الإعلامي لجيش اسود الشرقية الذي كان يتلقى دعما من الـ"سي اي ايه" سعد الحاج التعليق على القرار، أكد مسؤول المكتب الإعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو السيد سعيد سيف لـ"الغد"  أن "الدعم الذي كانت تقدمه الـ"سي اي ايه" لفصائل الجيش الحر في البادية كان لوجيستيا فقط ، وغير كاف، ولا يتناسب مع القوة العسكرية المهاجمة والمتمثلة في قوات النظام السوري وميليشياته الأجنبية. 
ولفت سيف أن قيادة قوات أحمد العبدو "طالبت مرارا وتكرارا غرفة الدعم للحصول على سلاح نوعي "مضاد للدروع" وسلاح يحد من هجمات الطيران الحربي، الا انه لم يتم الاستجابه لنا".
وأوضح سيف عدم تبلغهم بالقرار الأميركي رسميا، بيد انه أكد انه وفي حال كان صحيحا فإن ذلك لن يوقف المعارك وأن الفصائل ستستمر في حربها ضد النظام السوري وتنظيم الدولة.
وأضاف سعيد "نحن مستمرون ولا يوجد خيار لنا للتوقف"، مؤكدا أن السلاح الذي غنمته فصائل المعارضة في المعارك ضد النظام السوري وتنظيم "داعش" خلال الخمسة اعوام الماضية سيساعدهم على الاستمرار في القتال ضد هذين الطرفين لـ5 اعوام مقبلة.
من جانبها اعتبرت مستشارة الهيئة العليا السورية للمفاوضات وعضو وفد المعارضة في جنيف مرح البقاعي القرار بأنه يأتي نتيجة تفاهمات تم التوصل إليها مؤخرا إثر لقائين منفصلين جريا بين الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الروسي بوتين من جهة والرئيس ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون من جهة ثانية، الأول في مؤتمر الدول العشرين والثاني خلال الاحتفال الفرنسي الرسمي بعيد الاستقلال.وقالت البقاعي لـ"الغد" من المعروف أن "السفارة الفرنسية تستعد لفتح أبوابها قريبا في دمشق، وإذا حدث هذا الأمر فستكر مسبحة سفارات الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى".
أما عسكريا فتقول البقاعي بأنه "لا يخفى على أحد أن ارتفاع شعارات التطرف والتكفير واستبدال علم الثورة بالأعلام السوداء، واختطاف الميدان من المعارضة المعتدلة وهو ما أدى إلى هذه النهاية".                      
وقالت ان" مثلث باريس - موسكو- واشنطن اجمع على أن الأولوية لمكافحة الإرهاب الآن، والقضاء على داعش ومشتقاتها، وليس لتغيير النظام السوري".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت أمس مقالا قالت فيه: إن إدارة الرئيس ترامب أوقفت عمل برنامج تسليح وتدريب المقاتلين السوريين "المعتدلين" الذين يقاتلون قوات النظام السوري، معتبرة أن هذا القرار له علاقة بدخول روسيا على مسرح الاحداث في سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف أسمائهم أن" برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود، وخصوصا منذ أن دخلت القوات الروسية على خط النزاع إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في العام 2015".