Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

نتائج إيجابية لجامعاتنا في تصنيف (التايمز)..ماذا بعد؟
الرأي - حاتم العبادي
حققت الجامعات الرسمية الثلاث المشاركة في تنصيف «التايمز» العالمي نتائج ايجابية، فقد دخلت العلوم والتكنولوجيا فئة أفضل (500) جامعة عالمية متقدمة على الجامعة الاردنية، ثم الجامعة الهاشمية التي تشترك للمرة الاولى في تصنيف 2018.
وتمكنت الجامعات الاردنية بشقيها الرسمي والخاص، خلال السنوات الماضية، من
تسجيل حضور في كثير من التصنيفات العالمية والدولية، في وقت كانت غابت تماما عنه.
 
يشار الى أن التصنيفات الدولية والعالمية متنوعة، وتعتمد معايير ومحاور متعددة، ما ينتج عنه تباين في نتائج الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بين تصنيف وآخر، الى جانب ان هنالك تصنيفات تتطلب اشتراكا مسبقا، واخرى تقوم بها مؤسسات في ضوء معايير، يفترض، بحسب اسسها ان تكون معلومة ولا تحتاج الى توثيق رسمي.
وفي قراءة نتائج تصنيف التايمز الاخير، يظهر ان الجامعات الثلاثة المشاركة، والتي أظهرت «العلوم والتكنولوجيا» ضمن فئة (401- 500)، و»الاردنية» ضمن فئة (801-1000) والهاشمية ضمن فئة (+1000)، إلا أن تفاصيل النتائج، التي أطلعت عليها «الرأي» من خلال الموقع الالكتروني للتنصيف، تشير الى إحرازها تقدما في غالبية المعايير المعتمدة لأغراض التنصيف.
وعند مقارنة نتائج التقييم الحالي مع نتائج تقييم العام الماضي 2017، فإن جامعة العلوم والتكنولوجيا تقدمت في محور التعليم من (10.4%) العام الماضي الى (14.8%) العام الحالي، في حين كانت نتيجتها متقاربة في محور البحث ، إذ كانت (7.6%) وأصبحت (7%)، بينما في محور الاستشهاد بالابحاث العلمية ارتفعت من (50.2%) الى (79.4%)، وفي معيار الدخل الصناعي من (33.2%) الى (34.3%)، وفي معيار النظرة العالمية من (62.4%) الى (64.15). وبالتالي فإن التقييم العام لجامعة العلوم والتكنولوجيا ارتفع من (27.5%) الى (39.3%) العام الحالي.
في حين أن الجامعة الاردنية حصلت على نسبة (19.3%) في معيار التعليم مقارنة مع (19.2%) العام الماضي، وارتفعت في معيار البحث من (6%) الى (9.1%) وفي الاستشهاد العلمي من (9.6%) الى (11.5%) وفي الدخل الصناعي من (33.8%) الى (34.8%)، بينما انخفضت في معيار النظرة العالمية من (66.4%) الى (62.8%)، وبالتالي كان التقييم العام ارتفع من (18.5%) الى (21.4%) العام الحالي.
وفي الجامعة الهاشمية ارتفع معيار التعليم من (8.2%) الى (11.2%) وفي البحث العلمي (7.6%) الى (7.9%)، بينما انخفضت في الاستشهاد العلمي بالابحاث من
 20.3%) الى (9.7%)، وكانت نتيجتها متقاربة فيما يتعلق بمعيار الدخل الصناعي إذ كانت (32.1%) واصبحت (31.7%) وارتفعت في النظرة العالمية من (40.8%) الى (46.1%).
ولكن السؤل، ماذا بعد؟
تفرض النتائج الايجابية التي تحققها جامعات أردنية وفق التصنيفات العالمية تحديا على الجامعات للنهوض بالمستوى لتحقيق نتائج افضل، في مختلف المجالات، خصوصا وان معايير التصنيفات العالمية مختلفة، بما يصيب في مجملها مختلف
مكونات العملية التعليمية من مدخلات الى عملية تعليمية وانتهاء بالمخرجات.
كما تتطلب شروط الاستمرار في تحقيق نتائج تقييم وتصنيف إيجابية مراقبة ومراجعة من صناع السياسات العامة للقطاع، بما يمكن الجامعات من المنافسة واحتلال مواقع متقدمة، لجهة إصلاح الاختلالات أكانت تشريعية او إدارية او مالية وغيرها من المؤثرات في مكونات العلمية التعليمية. باستقراء نسب نتائج التصنيف، تتقدم العلوم والتكنولوجيا، بحكم ميزتها بأنها جامعة ذات هوية علمية في المجالات الطبية والهندسية والتكنولوجية، وحققت نسبة مرتفعة في عملية الاستشهاد بالابحاث العلمية، بحكم أن غالبية، إذا لم تكن جميع ابحاث اساتذتها، باللغة الانجليزية، ما ميزها عن نظيرتها وشقيقتها «الاردنية» التي توصف بأنها جامعة «شاملة» وأن هنالك جزءا كبيرا من الابحاث تكون باللغة العربية، وكونها جامعة شاملة يفرض عليها ان يكون عدد اعضاء هيئة التدريس أكبر بالتالي عند توزيع الابحاث ما ينتج عنه انخفاض نسبة التقييم. وباستعراض شروط القبول في التخصصات التي تطرحها جامعة العلوم والتكولوجيا، نجد ان فرع طلبة الثانوية العامة من فروع الأدبي والفندقي والشرعي مخصص لهم تخصص واحد فقط، ما يميز مدخلات العلوم والتكنولوجيا عن باقي الجامعات.
هذا البعد، يفترض ان يكون محل إهتمام راسم السياسات في القطاع، بحيث يتم البحث في إمكانية أن يكون للجامعات هوية وتميز، بما ينعكس على الاداء بداية وعلى ضمان التنوع، بعيدا عن التكرار و»التناسخ»، ما ينعكس ايجابا على المخرجات وقبلها على المدخلات، والتي من شأنها ايضا التخفيف من الكلف
والاعباء المالية والبشرية، وأخيرا تسجيل حضور عالمي في التصنيفات
العالمية. وفي هذا الصدد، قد يخدم التصنيف المحلي لهيئة اعتماد مؤسسات
التعليم العالي هذا الهدف في الارتقاء بالمدخلات والمخرجات خصوصا وانه يتضمن خمسة معايير تشمل: التعليم والتعلم والبحث العلمي والبعد الدولي وجودة الخريجين والاعتمادات الاكاديمية.
هذا التصنيف المحلي يشمل الجامعات الاردنية، والتقدم للاشتراك فيه انتهى نهاية الشهر الماضي.
نتائج تصنيف «التايمز» يشير الى أن الجامعات المشاركة تسير نحو التقدم، وان الحصول على نتائج متقدمة في تلك التصنيفات، ليس هو الهدف المجرد، إنما يكون نتيجة تميز في الاداء، الذي تتداخل المسؤولية في تحقيقه بين عدة جهات، ما يفرض عليها تشاركية تفاعلية.