Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2021

حضور أردني لافت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
الراي - ناجح حسن -
 
يحفل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والأربعين التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، بالعديد من البرامج والأقسام السينمائية المتنوعة، من عروض أفلام طويلة وقصيرة موزعة داخل المسابقة الرسمية وخارجها، فضلا عن عقد ندوات وملتقيات تناقش أحوال صناعة السينما العربية والعالمية، إلى جوار فعاليات الاحتفاء والتكريم لأبرز الطاقات الإبداعية في الفن السابع.
 
واختار المهرجان الذي تتواصل وقائعه حتى 5 كانون الأول المقبل، أزيد من مئة فيلم قادمة من ستين دولة من بينها الأردن، التي تحضر هذه السنة بمشاركة واسعة، من أبرز تفاصيلها العرض الأول بالمنطقة والعالم للفيلم الروائي الطويل «بنات عبدالرحمن» للمخرج الشاب زيد أبو حمدان، وحلقة نقاشية عن مسلسل «مدرسة الروابي للبنات» بحضور مخرجته الممثلة الأردنية تيما الشوملي.
 
ويكرم المهرجان الذي يرأسه المنتج محمد حفظي، الممثلة نيللي، وهي صاحبة مسيرة مديدة في السينما المصرية، إذ من المقرر أن تتسلم جائزة الهرم الذهبي، التي تعد أكبر وأهم جائزة في المهرجان، مثلما سيتم تكريم الممثل المصري الشاب كريم عبد العزيز، الذي سيجري منحه جائزة فاتن حمامة للتميز.
 
ووقع الخيار على الفيلم الإسباني «المسابقة الرسمية»، للعرض في حفل افتتاح الدورة، وهو العمل الذي أخرجه الثنائي أندريس دوبرا وماريانو كوون، ويضطلع بأداء الدورين الرئيسين فيه: الممثلة بينلوبي كروز، والممثل أنطونيو بانديراس، وهو يتناول قرار أحد رجال المال خوضَ غمار الإنتاج السينمائي تحقيقا لرغبة تمتلكه بحثا عن الشهرة والصيت.
 
ويشارك في هذه الدورة مجموعة من أبرز الأسماء اللامعة في لجان تحكيم مسابقات المهرجان، حيث يترأس المسابقة الدولية المخرج البوسني إمير كوستوريكا، الذي حصلت أعماله على جوائز رفيعة من أشهر المهرجانات الدولية، والى جانبه في عضوية لجنة التحكيم الممثلة المصرية نيللي كريم، والممثلة الأميركية مايسا برينسون، والمخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني، والموسيقي اللبناني خالد مزنر، والممثلة الفرنسية نورا أرزندرا، والمخرج الهندي شايتانيا تاماهاني.
 
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة كلاً من: المخرج المصري سامح علاء، والمخرجة ماشيري باهنجو من الكونغو، والمبرمجة البرتغالية نتيا جيل، بينما تضم لجنة تحكيم «أفضل فيلم عربي» كلاً من: الممثل أمير المصري، والممثلة اللبنانية رزان جمّال، والمخرجة الجزائرية صوفيا جاما. أما لجنة «مسابقة آفاق السينما العربية» فتضم كلاً من: المخرج المصري تامر محسن، والمخرج اللبناني هادي زكّاك، والسعودية فاطمة البنوي. وتضم لجنة التحكيم لجوائز النسخة الثامنة لملتقى القاهرة السينمائي كلاً من: اللبنانية هانيا مروة، والفرنسية آليس خروبي، والمخرج المصري شريف البنداري.
 
وتتنافس على جوائز المسابقة الدولية، جملة من أحدث نتاجات السينما العالمية هي: الأردني «بنات عبدالرحمن»، المصري «أبو صدام»، التشيكي «107 أمهات»، الكوري الجنوبي «الوحيدون»، اليوناني «بنات»، الفرنسي «رقيق»، الأرجنتيني «سبعة كلاب»، التونسي «غدوة»، المكسيكي «ثغرة في السياج»، الإيطالي «كيارا»، اللاتفي «معجزة»، البرازيلي «صلاة من اجل المنهوبين»، السلوفيني «جسد ضعيف».
 
وتمنح الافلام الفائزه بهذه المسابقة جوائز: «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم، و«الهرم الفضي» لأفضل منتج، و«جائزة لجنة التحكيم الخاصة» لأفضل مخرج، و«الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول أو ثان (تمنح للمخرج)، وجائزة «نجيب محفوظ» لأفضل سيناريو، وجائزة أفضل ممثل، وجائزة أفضل ممثلة، وجائزة «هنري بركات» لأفضل إسهام فني.
 
وجرى الكشف أيضا عن تفاصيل الأفلام المشاركة ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولي، إذ يشارك فيها سبعة أفلام، تمثل دولا عديدة من حيث الإنتاج قادمة من أربع قارات، وذلك لتحقيق التنوع الذى يحرص عليه المهرجان سنويا، وتعرض هذه الأفلام جميعها للمرة الأولى في المنطقة العربية، وهي: «ملجأ» من إخراج الكولومبي سيمون ميسا سوتو، ويتناول محاولات أمّ الدؤوبة لتحرير نجلها المراهق، عندما تعرف أن الجيش جنّده بالقوة وسيرسله لأخطر جبهات الحرب الأهلية، وتتحول عملية الإنقاذ إلى صراع من أجل بقاء أسرتها.
 
أما فيلم «قلب الغابة المظلم» للمخرج البلجيكي سيرج ميرزا بيكيانتي، فيسرد جانبا عن عوالم المهمشين في الشارع الأوروبي، حيث يعيش فتى بين مؤسسة الرعاية الاجتماعية وبيوت الأسر البديلة مطاردا بذكريات طفولته كلقيط، وعندما يقابل إحدى الفتيات، يقنعها بالهرب معه إلى الغابة لتكوين الأسرة التى يحلم بها. ويحمل الفيلم روحا «برية» مختلفة تشبه روحي بطليه الصغيرين اللذين يبدوان متمردين، لكنهما في الحقيقة كائنان بائسان يبحثان عن الحب وعن الدفء الأسري الذي حرما منه، وتشبه كذلك الغابة التي لجأ إليها المراهقان، فهو اشتغال سمعي بصري مؤثر، يفضح برودة المشاعر والخلل الاجتماعي فى المجتمعات الغربية.
 
في حين يحكي الفيلم المكسيكي «المدني» للمخرجة تيودورا ميهاي، عن اختطاف فتاة مراهقة في شمال المكسيك، حيث يطلب الخاطفون فدية كبيرة من أهلها. ورغم سداد الفدية، يتراجع الخاطفون عن إعادتها، وترفض السلطات المساعدة، فتأخذ أمها على عاتقها مهمة العثور عليها، والنتيجة عمل أثير يقتحم بجرأة منطقة شائكة تسودها الفوضى وتسيطر عليها شبكة من الأشرار، فالكاميرا ترصد بمهارة وبلغة سينمائية قوية تحوُّل أم عادية مسالمة إلى مقاتلة لكي تستعيد ابنتها المخطوفة. وأثناء رحلتها الطويلة والخطيرة بين الأوكار والمخابئ، ترسم خطوات الأم لوحة قاتمة لمجتمع أصابته أعمال العنف بالشلل، وجعلت الأحياء فيه يبدون ويعيشون مثل الأموات.
 
ويصور الفيلم السوري «الغريب» من إخراج أمير فخر الدين القادم من هضبة الجولان، أحداثه داخل الجولان المحتل، من خلال حكاية طبيب وجد نفسه داخل لجة من الأزمات مع والده الذي يقرر حرمانه من الميراث، وكذلك مع أهل زوجته، فأوصله ذلك إلى انهيار كامل، وتتدهور الأمور بعد أن يقابل جنديا من جرحى الحرب في بلاده في منطقة ساخنة مليئة بنقاط تفتيش الاحتلال الإسرائيلي. وتسير معظم مناخات الفيلم في قتامة وإحباط وخذلان.
 
ويتتبع فيلم «جذور برية» للمخرجة الهنغارية هايني كيس، قصة فتاة في الثانية عشرة من عمرها، تتمرد على حياتها مع جدتها وتبحث عن والدها إلى أن تعثر عليه بعد أن خرج لتوه من السجن والتحق للعمل حارسا «عنيفا» في ملهى ليلي. الفيلم يغوص بمهارة وسلاسة في أتون علاقة شائكة بين أب وابنته تبدو المسافة بينهما فى البداية كبيرة، لكننا نكتشف بعد قليل أنهما لا يختلفان عن بعضهما بعضا، حيث يبدو كلاهما ظاهريا عدوانيا، لكن الاقتراب منهما يوضح أن الحقيقة قد تكون مختلفة، في أداء مدهش من ممثلين غير محترفين، وكانت النتيجة عملا سيبقى عالقا في الذاكرة.
 
ويتناول فيلم «قمر أزرق» للمخرجة الرومانية ألينا جريجوري، الذي ينتمي إلى سينما المرأة، دراما أسرية تصور مشاعر فتاة تحلم بإتمام دراستها العليا في العاصمة، لكنها تصطدم بأسرتها العنيفة المتسلطة التي تريدها أن تلتحق بأبيها في لندن، وتجد نفسها في علاقة غامضة مع أحد الفنانين لكي تواجه عنف أسرتها.
 
وتدور أحداث فيلم «فيرا تحلم بالبحر» للمخرجة المقدونية كالترينا كراسنيكي، عن الإنسان صاحب الأحلام البسيطة وانشغاله في تفاصيل حياته اليومية، قبل أن يصطدم بواقع مادي قاس لا يعرف العواطف، وكذلك عن المرأة التي تبحث عن أبسط حقوقها، لكنها تضطر لمواجهة مجتمع متسلط حين تجد أن زوجها قبل انتحاره رهن بيتهما في لعبة قمار، وأن حادث انتحاره مرتبط بفضيحة. تبدو أحداث العمل بسيطة لكنها شديدة العمق والافتتان والانحياز إلى تطلعات المرأة وآلامها في مجتمع مليء بالانكسارات والتمزق والتحولات العصيبة على أكثر من صعيد.
 
يشار إلى أن قسم آفاق السينما العربية في المهرجان يشتمل على عدد من أحدث نتاجات السينما العربية الآتية من: السعودية، وتونس، ولبنان، وفلسطين، والعراق، والجزائر. وفيها يجري تناول ألوان من الوقائع التي تشتبك مع تحولات سياسية واجتماعية وثقافية مزنرة بأحاسيس ومشاعر متباينة على دفتي الاشتغال على مفردات اللغة السينمائية والمنحى الدرامي.