Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Feb-2017

إسرائيل تعترف: شهيد "أم الحيران" لم ينو تنفيذ عملية

 

برهوم جرايسي
الناصرة-الغد-  تزايدت أمس الاعترافات الإسرائيلية بأن الشهيد يعقوب أبو القيعان من قرية أم الحيران في النقب، لم يكن ينو تنفيذ عملية، حينما أطلق عليهم عناصر الشرطة وابلا من الرصاص، ليستشهد فورا وهو في سيارته. إذ أعلن وزير ما يسمى "الأمن الداخلي" غلعاد أردان، إنه إذا تبين حقا أن أبو القيعان "قتل خطأ"، فسيكون الاعتذار واجبا. ويأتي هذا الاعتراف بعد شهر كامل من التحريض الذي قاده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأردان، زاعمين أن ابو القيعان ينتمي لتنظيم "داعش"، وأنه كان ينوي تنفيذ عملية، في حين أكدت عائلته أن الشهيد وهو معلم في موضوع الرياضيات كان في طريقه الى المدرسة.
وكانت الجريمة قد وقعت صباح يوم الـ 18 من الشهر الماضي، كانون الثاني (يناير)، حينما غزت قوات التدمير الإسرائيلية قرية ام الحيران في صحراء النقب، حيث أقدمت على تدمير 15 منزلا تمهيدا لاقتلاع القرية. وقد أطلق الجنود والشرطة النار على سيارة أبو القيعان (47 عاما)، الذي كان في طريقه للمدرسة، حيث يدرس موضوع الرياضيات. وأدى هذا الى تدهور سيارته الى سفح تلة منخفضة، فاصطدمت السيارة بأحد عناصر الشرطة وقتلته.
فادعت الشرطة ومعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير ما يسمى "الأمن الداخلي" غلعاد أردان المسؤول عن الشرطة، أن عناصر الشرطة أطلقوا عليه النار بعد أن ارتكب عملية دهس أدت الى مقتل أحد عناصر الشرطة، وحتى أن نتنياهو وأردان قالا إن الشهيد ينتمي الى تنظيم داعش، وكل هذا لا أساس له.
إلا أن أشرطة الفيديو، ومنها أشرطة رقابة عن بُعد، نشرتها وعممتها قنوات تلفزيونية إسرائيلية، أظهرت أن سيارة أبو القيعان كانت تسير في شارع ترابي ببطء، فأطلق عليه عناصر الشرطة النار، دون أن يسبق هذا أي حدث من جانب الشهيد. وكان الشهيد حسب عائلته في طريقه الى المدرسة التي يعلم فيها موضوع الرياضيات، وقد عُثر في سيارته على أوراق امتحانات طلابه.
وتبين من تقرير التشريح أن الشهيد أصيب بقدمه اليمنى، ورصاصة أخرى بصدره، ما جعله يضغط على دواسة الوقود نتيجة الألم. كما أن التشريح يقول إن الرصاصة في الصدر لم تكن قاتلة، ولكن ترك الشهيد ينزف لأكثر من نصف من ساعة أدى إلى مقتله، ثم تركه في السيارة لحوالي ثلاث ساعات.
وكان أردان يصر على مدى الأسابيع الماضية، على مزاعمه هو ونتنياهو، ولكن التحول الأول في تصريحاته كان قبل ثلاثة ايام، إذ قال في "حفل" فتح مركز شرطة في الجنوب، "لقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة حادث مؤسف راح ضحيته شرطي ومواطن"، ثم صرّح لإذاعة محلية، بأن الشرطة تواصل التحقيق في ما جرى. وامس اصدرت وحدة التحقيقات مع افراد الشرطة الإسرائيلية أوليا، اعترف فيه بأنه لم تكن حاجة لإطلاق النار، وأن اطلاق النار على أبو القيعان كان زائدا. وانتشرت أمس، سلسلة من التقارير والمقالات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تدين الشرطة بجريمتها، وإدانة أشد لنتنياهو وأرجان وقائد الشرطة على تحريضهم ضد فلسطينيي 48.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 محمد بركة، إن هذا اثبات آخر على التحريض العنصري الذي يقوده شخص نتنياهو من خلال بث الأكاذيب، فقبل اقل من ثلاثة أشهر، زعم نتنياهو أن العرب هم من أشعلوا النيران في الأحراش الكبرى، وخاصة في جبل الكرمل، بينما رفضنا نحن هذه الاتهامات، كوننا لا يمكننا أن نحرق وطننا الجميل، وقد بينت كل التحقيقات أكاذيب نتنياهو، وأنه لا أساس لها. والحال ذاته تكرر في قضية الشهيد أبو القيعان، وها هم يكشفون الحقيقة بأنفسهم.