Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2020

دعوا الصفقة الخاسرة وراء ظهورنا*د. محمد ناجي عمايرة

 الراي

أرى أن الاهتمام بالصفقة الأميركية–الإسرائيلية، لم يعد واردا بعد أن حددت الأمة خياراتها، وأكدت رفضها لهذه الصفقة المشؤومة. لأن الصفقة أحادية الجانب بالغت في تغييب أصحاب الأرض والحق لمصلحة المحتل الصهيوني.
 
ترمب ونتانياهو أعلنا الصفقة معاً وحققا الفائدة الأولية التي يأملان منها، فكلاهما وظفها لخدمة مصالحه الخاصة الانتخابية والاقتصادية والسياسية. وبذلك فإن التصدي لها عربيا وإسلاميا ودوليا سيكون بالإصرار على حل الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية.
 
كان الرد الفلسطيني والأردني رفضا للصفقة شكلا ومضمونا، ثم جاء قرار وزراء الخارجية العرب الذين أعلنوا رفض الصفقة بالإجماع. لأن أي دولة عربية لن تقبل ما لا يقبله الشعب الفلسطيني ويلبي مطالبه وحقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس، ولأن الصفقة وضعت خارج منظومة المجتمع الدولي والقرارات الأممية ومبادرة السلام العربية كلياً.
 
الأردن ملكاً وحكومة وشعباً كان موقفه طليعياً وريادياً والتقت عليه الإرادة الوطنية بتوافق تام انطلاقا من ثوابتنا الوطنية والقومية والدينية الراسخة، تاكيدا للاءات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: لا للتوطين، لا للوطن البديل، لا لصفقة القرن، والقدس خط أحمر.
 
فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن (قيادة وحكومة وشعباً)، هي قضية وطنية قومية إسلامية وإنسانية، وهذا الفهم يضعها في صدارة الاهتمامات الوطنية، في وطن المهاجرين والأنصار.
 
ولا حاجة بنا إلى استعراض التاريخ لندرك حجم التضحيات التي قدمها الشعب الأردني كله دفاعاً عن فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها. ولا حجم الدور الكبير الذي تحمله الأردن خلال الحروب العربية الإسرائيلية منذ الثلاثينيات والأربعينيات والستينيات وحتى الآن فأرواحنا ودماؤنا وأموالنا تبذل بسخاء وشجاعة ذوداً عن فلسطين وحرصاً على إعادة الحق والأرض والإنسان، والحفاظ على فلسطين عربية الراية والهوية والسيادة.
 
فالموقف الأردني واضح وصريح بلا مزايدة ولا ادعاء، فعلى أرض فلسطين قدَم الأردنيون مئات الشهداء، وسالت دماؤهم بغزارة دفاعا عن عروبتها، وظلت أضرحة شهداء جيشنا العربي الأردني ومجاهدينا شواهد طوال سنوات الصراع العربي-الصهيوني منذ أن جاء الغرب الاستعماري الأوروبي بالمشروع الصهيوني الاستيطاني لاغتصاب أرض فلسطين وإقامة دولة بديلة سموها «إسرائيل» وظنوا أنفسهم يطمسون بذلك هوية فلسطين العربية الإسلامية من الجغرافيا والتاريخ، ولكنهم ظلوا يفشلون دائماً.
 
صحيح أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي، لكنه السلام الشامل والعادل الذي يكفل لنا حقوقنا وتطلعات شعبنا الأردني-الفلسطيني الواحد (هوية ونضالاً ووجوداً )على ضفتي النهر الخالد ومعنا الأمة كلها، فلنتمسك بهذه الثوابت ولا نتخلى عنها، وحذار أن ننجر وراء إشاعات تؤدي إلى زعزعة وحدة الصف والهدف والمصير.
 
أما صفقة نتنياهو بتوقيع ترمب فهي زور وبهتان وتضليل، ولا تعنينا بكثير أو قليل. فلنجعلها وراء ظهورنا ولنعزز مشروعنا الوطني، ولنؤكد وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية فلسطينيا وأردنيا.
 
ولنواصل المسيرة بعزم وإرادة وتصميم..
 
أردُنُّ أرضَ العزمِ اغنية الظّبا نَبَتِ السُّيوفُ وحَدُ سيفِكِ ما نَبَـا
 
فِي حجمِ بعضِ الوردِ إلَّا أنَّه لك شوكةٌ ردَّتْ إلى الشَّرقِ الصَّـبَا