Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2018

القدس عاصمة فلسطين.. مهمة السداسي العربي الأممية - فيصل ملكاوي

الراي -  لم يكن الاجتماع السداسي العربي والامين العام للجامعة العربية في عمان السبت بصدد البحث في اتخاذ موقف عربي ازاء قرار الرئيس الاميركي ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها، لان مثل هذا الموقف تم اتخاذه اساسا منذ اليوم الاول من القرار الاميركي برفضه وادانته وخلال الشهر الذي اعقب القرار كان هناك الاجتماع الوزاري العربي الطارئ في الجامعة الذي اكد رفض القرار وتلاه القمة الاسلامية في تركيا باجماع 57 دولة عربية واسلامية على ذات الموقف ثم تصويت 14 دولة في مجلس الامن ضد القرار رغم الفيتو الاميركي ثم الاغلبية الساحقة في الجمعية العامة للامم المتحدة بتصويت 128 دولة بادانه ورفض قرار ترمب حتى من اقرب حلفائها في الدول الغربية بما فيهم الغالبية الساحقة من دول الاتحاد الاوروبي.

كانت هذه الارضية الصلبة التي تولدت في اقل من شهر على قرار الرئيس الاميركي، بمثابة حالة عربية اسلامية دولية، تم التعبير عنها في مختلف المنابر الاقليمية والاممية، وقامت الولايات المتحدة الاميركية برصدها وقراءتها، وهي حالة رغم محاولة المكابرة الاميركية خاصة من قبل الرئيس الاميركي ومندوبته في الامم المتحدة نيكي هيلي، شكلت حالة غير مسبوقة لعزل الادارة الاميركية على الساحة الدولية، لاسباب كثيرة لا تتعلق فقط بقرار الرئيس الاميركي الظالم بحق القدس وانحيازه لليمين الاسرائيلي والاميركي وتجاهل الاسرة الدولية بكاملها، بل لان العالم كله ايضا يشعر بقلق بالغ ومخاوف مرتفعة تراكمت في اقل من عام من وجود ترمب في البيت الابيض جراء سياسة الانعزال والشعبوية التي يمارسها الرئيس الاميركي وفريقه المصغر في البيت الابيض وهي السياسة التي اتضح مرة تلو الاخرى بانه لا تقيم وزنا لقواعد السياسة الدولية ولا تعترف بالتحالفات التقليدية ولا باي اتفاقيات وتفاهمات انبثقت عنها على مدى اكثر من سبعين عاما من النظام العالمي الذي تاسس بعد الحرب العالمية الثانية.
 
الاسرة الدولية وجدت الفرصة سانحة تماما لرفض سياسات الرئيس الاميركي، عبر مناهضة القرار الاميركي بشان القدس، كون مسالة الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية تحظى بعقود طويلة من الاجماع الدولي على قواعد حل هذا الصراع بما في ذلك الادارات الاميركية المتعاقبة وان كان مصير المبادرات كلها على مر العقود الماضية الفشل لكن بقيت مرجعيات الحل على الطاولة الدولية بدون تغيير، ولهذا السبب الجوهري ولاثر الصراع العربي الاسرائيلي المتواصل على الامن والسلم الدوليين وتفريخ اجندات التطرف والارهاب والاعتياش على غياب الحل العادل والشامل واكتواء الغرب والمجتمع الدولي بهذه التداعيات الخطيرة، ذهب المجتمع الدولي الى التمعن بخطورة ما يقوم به الرئيس ترمب بتدمير مرجعيات واسس الحل وما الى ذلك من مخاطر باعادة انفجار الاوضاع في المنطقة بشكل غير مسبوق وما لذلك من تداعيات خطيرة الغرب الاقرب اليها بصفة القرب والجوار مع المنطقة والتشابك في العلاقات والمصالح والمفاهيم المختلفة.
 
ولذلك فان الحالة التي ظهرت في الجميعة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن هي ليست مسالة تصويت وحسب او احتجاج بل هي اعمق من ذلك بكثير، وتذهب الى اصرار على تحدي قرارات الرئيس الاميركي وابطالها واعادة الامور الى نصابها، وهو ما يشكل فرصة سائحة على الجانب الاخر بالنسبة للدول العربية والاسلامية للتحرك فورا وبدون ابطاء للاستثمار في هذه الحالة وتعزيزها وترجمتها الى قرارات يبدو المجتمع الدولي في حالة اتفاق معها ما يهيئ الفرصة لعدم الاستسلام لقرارات الرئيس الاميركي وكأنه واقع لا يمكن تغييره، فصحيح ان ترمب ليس بوارد التراجع عن قراراته لكن صحيح في المقابل ان المجتمع الدولي في مسالة الصراع في المنطقة يستطيع ان يتحرك ويوسع قاعدة الاسس والمرجعيات ويستطيع ترجمة رفضه للقرارات الاميركية بشان القدس الى واقع يعيد وضع الامور في نصابها من مثل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وهو ليس اجتراح للعجلة بل اعادة تاكيد مرجعيات الدولية في هذا الشان ومزيدا من عزل القرارات الاميركية والاهم تضييق الافق في وجه ان يكون هناك اي استعداد عالمي للتعامل معها او تبعاتها.
 
وعلى هذا الاساس فان القرار الذي انبثق عن السداسي العربي الذي اجتمع في عمان بتفويض من الجامعة العربية بالتوجه الى الساحة الدولية لاتخاذ قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين كقرار عادل يمثل الاجماع الدولي، مقابل قرار ظالم وباطل يمثل الرئيس ترمب واليمين الاسرائيلي، هو اتجاه عملي وصحيح ويجب ان لا يتاخر، فهذه الحالة الدولية تمثل فرصة لاعادة الامور الى نصابها وايضا توسيع رعاية عملية السلام التي اختار الرئيس الاميركي عزل الولايات المتحدة عن منصتها كجهة منفردة يعزز ذلك ايضا مواصلة الموقف الصلب بعدم التعاطي مع اي خطة سلام يطرحها ترمب وفريقه شديد الانحياز للرئيس الاميركي خاصة اذا جاءت هذه الخطة بعيدا عن مرجعيات السلام المتعارف عليها وهو ما توحي به كل المعلومات التي ترد ومصدرها الولايات المتحدة الاميركية والتي قدم لها الرئيس الاميركي بقراراته المرفوضة بشان القدس.