Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Nov-2017

الأردن يحقق أهدافه بخفض التصعيد بالجنوب السوري

 

ماهر الشوابكة
عمان-الغد-  رغم تباين التأويلات الأميركية الروسية بشأن نص اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، والتي تراشقها مسؤولو البلدين مؤخرا عقب انتهاء منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في فيتنام، إلا أن الاتفاق يعتبر إنجازا نوعيا للسياسة الأردنية في تثبيت حالة التبريد للأزمة السورية الرابضة على طول حدوده المشتركة مع سورية، بما يزيد على 375 كلم، في الوقت الذي بدأ فيه سكان الجنوب السوري، يتحدثون عن تغيير كبير في ظروف الحياة التي عايشوها منذ أكثر من 6 أعوام.
وعلى الرغم من أن مناطق تخفيض التصعيد بمدلولها العسكري الروسي لا يمنع الاشتباكات بشكل كامل، إلا أن الأردن حقق أهدافا عديدة من اتفاق الجنوب يلخص اهمها المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي الاردني اللواء المتقاعد فايز الدويري بقوله لـ"الغد": إن الاتفاق من المفترض أنه يبعد خطر المليشيات الشيعية عن الحدود الاردنية من خلال خلق منطقة عازلة تخلو من هذه المليشيات، اضافة الى فرض حالة من الهدوء تحفز اللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضي الاردنية من العودة الى بلداتهم، وبالتالي تخفيف الضغط على البنى التحتيه الاردنية التي تئن تحت وطأة كثافة هذا اللجوء والذي يصل الى نحو 1.300 مليون سوري. بيد ان الدويري يشير ايضا الى هدف مهم حققه الاردن من خلال هذا الاتفاق، وهو انه تمكن من حجز مقعده في أي حل نهائي للأزمة السورية، بعد أن وضع الأزمة السورية في الجنوب على حدوده على مسار الحل، والذي يعتبر مصلحة أردنية عليا. 
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني اعلن مساء السبت الماضي بأن "المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية اتفقت في عمان على تأسيس منطقة خفض التصعيد المؤقتة في جنوب سورية"، معتبرا الاتفاق بانه "خطوة هامة ضمن الجهود الثلاثية المشتركة لوقف العنف في سورية، وإيجاد الظروف الملائمة لحل سياسي مستدام لـلأزمة السورية".
ومن المفترض أن تشمل المنطقة الجديدة لخفض التصعيد ريف القنيطرة، وريف درعا حتى حدود السويداء. 
بيد أن هذا الاتفاق الذي سعى له الأردن لإبعاد خطر المليشيات الشيعية والايرانية عن حدوده بشكل اساسي، سيما وان ايران شكلت ميليشيات جديدة تحت مسمى "اللواء 313" يخضع للحرس الثوري في بلدة أزرع بالجنوب السوري، بدأ يشهد خلافا في التأويلات الروسية والاميركية للنص الخاص بإجلاء مقاتلي المليشيات الاجنبية من الجنوب السوري.
 ففيما نقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤول أميركي "رفيع"،  قوله إن المذكرة الثلاثية نصت على إجلاء جميع المقاتلين الأجانب من المنطقة، بما فيها القوات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، مشيرًا إلى أن روسيا وعدت ببحث القضية مع النظام، اكد الناطق باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وسائل إعلام روسية الاثنين الماضي ردا على ذلك بالقول إن وثيقة اتفاق منطقة خفض التصعيد، "لم تتطرق أبدًا إلى سحب القوات الموالية لإيران من جنوب غربي سورية". وهو ما أكده ايضا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو أمس الثلاثاء من أن "اتفاقات موسكو وواشنطن لا تفترض انسحاب تشكيلات موالية لإيران من سورية"، مشيرا إلى أن "الحديث في هذا السياق يدور حول "قوات غير سورية". وقال لافروف إن الاتفاقات الاردنية الروسية الأميركية تفترض سحب "تشكيلات غير سورية" من هذه المنطقة، مضيفا أن "الحديث لم يتطرق إلى موضوع إيران أو بالأخص قوات موالية لإيران".
ميدانيا يؤكد قادة عسكريون سوريون في الجبهة الجنوبية المعارضة لـ"الغد" عدم وصول اي معلومات من الجانب الرسمي الاردني حتى الآن، بخصوص اي ترتيبات جديدة بشأن منطقة خفض التصعيد، كما يقول نائب قائد فصيل تجمع توحيد الامة ابو توفيق الديري، ورئيس المجلس العسكري في فصيل تجمع شباب السنة العقيد او حسام.
بيد ان سكان الجنوب السوري اكدوا ملاحظتهم فور اعلان منطقة خفض التصعيد بشكل رسمي، انخفاضا كبيرا في سماع اصوات هدير الطائرات المروحية ذات البراميل المتفجرة المرعبة في اجواء المنطقة، بالاضافة إلى تغييرات شكلية بدت في الشوارع، توحي ببدء التحضير للحل السياسي النهائي في الجنوب.
وهو ما يؤكده الناشط الاعلامي السوري في درعا ابو سراج اللجاة لـ"الغد"، والذي يشير الى انخفاض كبير في اصوات الانفجارات التي كانت تسمع بالاشهر الماضية، بالاضافة الى ملاحظته بدء اعادة ألوان حجارة اطاريف الشوارع واعمدة الكهرباء الى الوانها السابقة قبل الثورة وهي بالاسود والابيض تباعا، بدلا من الابيض والاخضر وهو علم الثورة السورية. 
كما يؤكد أبو سراج عودة الكهرباء الى الجنوب يوميا وبساعات اطول مما كانت عليه من قبل، والتي كان يصل انقطاعها الى اكثر من اسبوعين احيانا، بالاضافة الى ملاحظته وجود حرية اكبر في التنقل بين حواجز النظام على بوابات المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وهو ما يذهب اليه ايضا الناشط السوري المعارض والمدير الاعلامي السابق لمكتب فصيل شباب السنة في الجنوب السوري باسل مفعلاني بقوله لـ"الغد" بأن منطقة خفض التصعيد غيرت الحياة بشكل افضل في الجنوب، مشيرا الى عودة المهجرين الى قراهم وبدئهم اعادة بناء بيوتهم من جديد، بالاضافة الى تأسيسهم مشاريع رزق من جديد.
وقلل مفعلاني من شأن التباين في التأويلات الروسية والاميركية لنص اتفاق خفض التصعيد على حياة السكان، خاصة وان مفعلاني يؤكد بأن محور الخلاف وهو التواجد المليشياوي للشيعة والايرانيين ضعيف اصلا في الجنوب السوري، ويقتصر على اللواء 313 فقط. واضاف ان السكان ينتظرون البناء على اتفاق خفض التصعيد بايجاد حل سياسي نهائي للازمة السورية لاعادة الحياة الى طبيعتها.
اما ابو توفيق الديري والذي يعمل ايضا منسقا سياسيا في الجيش السوري الحر، فلديه نظره متشائمة من الاتفاق على أهميته، كما يقول، بعد ظهور التفسير الروسي لنص الاتفاق والذي ينسف الاهداف الاردنية من وراء الاتفاق، خاصة وان الروس لديهم تفسير بأن المنظمات الاجنبية التي وردت بالاتفاق وضرورة ابعادها عن المنطقة، تنطبق فقط على القاعدة من نصرة وداعش وأحرار وجيش الاسلام، أما التشكيلات الثانية من حزب الله و الميليشيات الايرانية فهي أتت بطلب من النظام و تدخل ضمن صلاحية الحكومة السورية. 
يشار إلى أن الأزمة السورية شهدت مؤخرا توقيع أربع مناطق لخفض التصعيد، ثلاثة منها بدعم من ضامني اجتماعات استانا، وهي روسيا وتركيا وايران في كل من ادلب والغوطه الشرقية وحمص، فيما الرابعة في الجنوب السوري والتي تم توقيع الاتفاق عليها قبل أربعة أيام من قبل الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاردن، بعد ان كان قد تم التوصل في عمان لاتفاق وقف اطلاق النار فيها في الثامن من تموز (يوليو) الماضي.
وكان مصدر رسمي أردني اكد لـ"الغد" في وقت سابق رفض الأردن لوجود اي منظمات او مليشيات طائفية على حدوده، خاصة وأن محادثات خفض التصعيد التي تشمل الجنوب السوري نصت على أن تكون القوات غير السورية على مسافة آمنة من الحدود.
وشدد المصدر على أن الوضع في الجنوب السوري مطمئن بالنسبة للأردن، مؤكدا أنه قادر على حماية حدوده واتخاذ الاجراءات التي تضمن أمنها.
maher.alshawabkeh@alghad.jo