Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2017

مناورات ‘‘النجم الساطع‘‘ تستأنف على وقع توتر بين واشنطن والقاهرة
 
عمان -الغد- يرى العديد من الخبراء والمحليين أن تركيز الإدارة الأميركية الحالية على تعزيز التعاون العسكري مع الجانب المصري، وعدم اهتمامها اهتماما كبيرا بدفع العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي، أمر لا يلقى رضا في القاهرة ، التي بدت في الفترة الأخيرة حريصة على التوجه مجددا شرقا وتحديدا إلى روسيا لخلق نوع من التوازن في علاقاتها الدولية.
وكانت الولايات المتحدة  قد استأنفت ":مناورات النجم الساطع مع مصر، أول من أمس ولمدة 10 أيام، وسط خلافات سياسية بسبب قرار الكونغرس الأميركي مؤخرا، تخفيض المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة إلى القاهرة.
وجاء التدريب المصري الأميركي المشترك في قاعدة محمد نجيب العسكرية على البحر المتوسط، في وقت يجري فيه الجيش المصري مناورات في روسيا بعنوان "حماة الصداقة – 2017"، ما يشي بأن القاهرة تريد أن تظهر التوازن في علاقاتها مع كل من واشنطن وموسكو في مجال التعاون العسكري.
مهدي عفيفي: التقارب العسكري بين واشنطن والقاهرة لا يعني أن الأمور ممتازة سياسيا
ويساهم تدريب النجم الساطع في تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين، وتنظر واشنطن إلى القاهرة باعتبارها صاحبة دور ريادي في مكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط.
وكان أول تدريب عسكري مصري أميركي جرى في العام 1981، ثم توسع ليصبح تدريبا نصف سنوي، أشهرها مناورات النجم الساطع العام 1999 وشملت 7 آلاف جندي من 11 دولة، وأوقفها الرئيس باراك أوباما في العام 2013 بذريعة سقوط قتلى على يد قوات الأمن المصرية بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، ثم فض اعتصامين تابعين للجماعة في 14 آب (أغسطس) 2013.
وتأتي مناورة النجم الساطع في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والقاهرة حالة من التوتر، إثر قرار الكونغرس في 24 آب (أغسطس) الماضي، تخفيض 295 مليون دولار من قيمة المساعدات المقدمة لمصر.
وبرّرت الإدارة الأميركية الإجراء بسبب البطء في تحسين ملف حقوق الإنسان واستمرار التضييق على الحريات الشخصية وعمل الجمعيات الأهلية، وهو ما دفع وزارة الخارجية المصرية إلى التلويح بأن هذا الإجراء من شأنه أن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ويرى البعض من المراقبين أن عودة التدريبات العسكرية، وإن كانت تعكس رغبة واشنطن في تطوير العلاقات على الصعيد العسكري، لكن ذلك لا يعبر عن أن الجانب السياسي يريد أن تكون العلاقة مع الإدارة المصرية بنفس المستوى.
وقال مهدي عفيفي، المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأميركي سابقا، على مصر أن تدرك أن الولايات المتحدة تتعامل مع كل ملف كإدارة مستقلة، ولا يعني التقارب العسكري أن الأمور ممتازة على الصعيد السياسي، فمثلا هناك عقوبات أميركية على روسيا، وفي نفس الوقت هناك تنسيق بشأن الملف السوري.
وأضاف عفيفي، الموجود في القاهرة حاليا، من مصلحة القاهرة أن تظل علاقاتها العسكرية مع واشنطن بعيدة عن الخلاف السياسي مع الكونغرس والبيت الأبيض حول أي من الملفات الأخرى، ولا يجب أن يتم الترويج لكون التقارب العسكري هو إعادة للعلاقات إلى ما كانت عليه.
ويرى خبراء عسكريون أن عودة المناورات يؤكد عمق العلاقة بين وزارة الدفاع المصرية ونظيرتها الأميركية "البنتاغون"، حتى وإن كانت السياسة المصرية تركز على ضرورة التنوع العسكري وتعميق التعاون مع دول أخرى مثل روسيا وألمانيا وفرنسا.
اللواء نبيل فؤاد: القاهرة تناور بالتقارب مع موسكو لتحقيق مكاسب من واشنطن، والعكس صحيح
وبرر ذلك بأن "واشنطن لها أولويات، وترى أن التعاون العسكري مع مصر في صدارة اهتماماتها لتعاظم الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهديدات الإقليمية، وترى أنها عنصر قوي في كل هذه الملفات ولا غنى عنها".
يذكر أن إدارة ترامب بادرت في كانون الثاني (يناير)، بطلب إجراء مناورات عسكرية مشتركة، وأنها "تريد مواصلة التعاون وعودة التدريبات العسكرية المشتركة في أقرب وقت ممكن"، ودعت السودان للمشاركة فيها بصفة مراقب.
ومعروف أن تدريبات النجم الساطع من أهم التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية والأميركية، وتشمل التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتدريب على كافة سيناريوهات التهديدات المختلفة في القرن الحادي والعشرين في ظل الحرب غير التقليدية.
ورأى اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق أن توقيت عودة المناورات ينطوي على رغبة أميركية في إظهار العلاقات بين البلدين كأنها تسير في خطها الطبيعي.
وأشار لى أن مصر حاليا تنأى بنفسها عن أخطاء الانحياز إلى روسيا كما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولا تريد الانحياز إلى الولايات المتحدة تماما كما فعل الرئيس الراحل أنور السادات، بالتالي تناور بالتقارب مع روسيا لإدراكها أن ذلك سوف يجلب لها منافع عسكرية من الولايات المتحدة، والعكس صحيح.