Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2017

في تخارج الدلالات «سيادة.. وتعاسة» - ابراهيم العجلوني
 
الراي -تريدني أن اصفق لك كفاء ما لك عليّ من اياد سلفت على مدار السنين؟
 
كيف ذلك وانا ايها الزعيم التاريخي الاوحد مقطوع اليدين؟
 
تريدني أن ارفع عقيرتي بالهتاف لك كفاء ما تمُنّ عليّ به من ابقائك لي قاب قوسين من الموت أو أدنى؟
 
كيف ذلك وأنا مستلب الصوت منخوب الفؤاد؟
 
تريدني أن أتوسّم عظمتك وظلك الممتد العالي يا صاحب السيادة والريادة وأن ألهج بمدحك الى الابد؟
 
كيف ذلك وأنا لا اضمن بقائي لغد او بعد غد؟
 
تريدني أن ازدهي فرحاً بهيلمانك وتقلّبك في البلاد؟
 
كيف ذلك ايها الممجّد, وأنفي راغم في تراب خصاصتي؟
 
تريدني أن ارى مفتخراً الى ما انجزت لنفسك, وحققت, وأعليت؟
 
كيف ذلك وانا ملقى مستنزف الذّماء على عتباتك بأسمالي؟
 
تريدني أن اكتب – في مدح ظلالك – شعراً يتناقله الرفاق من اقاصي الشآم الى اقاصي العراق أو تتصادى به نواعب الطير في الافاق؟
 
كيف, يا صاحب السيادة, وطائر قلبي ذبيح؟
 
تريدني أن استشعر عزة قعساء وهمّة حذّاء, وأن اغتبط بهذه الحرية التي تقتضيني الحمد عليها صباح مساء؟
 
كيف وأنا أرسف مثقل الكاهل بقيود عبوديتي؟
 
تريدني أن أعلن ابتهاجي بخطتك الثورية العشرية القادمة؟
 
كيف وما زلت أعالج جراحي من خطتك الثورية الخمسية الغاربة؟
 
تريدني ممتناً, غير ناكر معروف, ولا جاحد, ولا كنود؟
 
كيف وقد اعتقلت نعمة سياطك لساني واحتبست فيه بلاغة النفاق؟
 
تريدني أن أقدس ذاتك واستشعر مهابة سيادتك؟
 
كيف وأنت لم تستشعر لحظة انسانيتي أو ترحم تعاستي؟
 
ذلك انموذج من تخارج الدلالات ما بين صاحب السيادة وصاحب التعاسة. وهو تخارج ممتلئ المسافة بتنظيرات القراصنة, ومبررات المنتفعين, وتخريجات الايديولوجيين الذرائعيين.
 
***
 
على أن ثمة شروقاً وغروباً, وسنناً لله في خلقه, اجتهد أحد الفلاسفة (هيجل الالماني) في تبيّن واحدة منها سمّاها «جدلية العبد والسيد» واجتهد قبله ابن خلدون بقرون حين كتب في مقدّمته المشهورة عن كيفية انهيار الدول..
 
ومن يعش ير, ولكل امر مستقر.