Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2020

الخوف على العقول وخوف البطون*رلى السماعين

 الدستور

قد توضّح بأن الآن هي فترة بناء الذات بطريقة سلمية، الأمر الذي يعادل الاهتمام بالعلم لأنه بمقدار ما يتطور اهتمامنا ويكون في الطريق الصحيح باتجاه أن نكون أفراداً وجماعات ومجتمعات محترمة،  يتطور اهتمامنا وينتقل من التركيز المنصب على الذات واحتياجاته فقط، إلى احتياجات الآخرين ومنها إلى العلم واستخداماته لتطوير النواحي الإنسانية. 
 
في الفترات الماضية لم يكن العلم والأبحاث العلمية وتنمية الموارد البشرية في هذا  المجال  يأخذ الأولوية. تغنينا باختراع أو أكثر، وتفاخرنا بمخترع أو اثنين، وصفّقنا لهذا الذي ابتكر وذاك لأنهم تمكنوا من التفكير وابتكروا  ومعظمهم خارج حدود الوطن في بلدان لا تحترم العقل والفكر فقط بل وتدعمه وتشجعه وتنميه. 
 
ثم نحزن ونغضب ونتساءل لماذا الكفاءة العربية والأردنية تغادر وتُفضل الغربة على البقاء؟ لماذا يفضلون البعد ويتحملون  المُر أحياناً والأشواق؟ 
 
الأدمغة والعقول العربية والأردنية تهرب طالبةً بيئة علمية تناسبها وتناسب مستوى تفكيرها.  الحالة النفسية طبعاً  تلعب دوراً مهماً،  فالمجتمعات تصبح بيئة غير حاضنة للعلم عندما تكون غير مستقرة سياسياً لان  السياسة تأخذ الحيز الأكبر والأولوية عند الناس والدول. 
 
فالعقول العلمية تعيش وتشكو عدم التقدير والاحترام وتصبح الغربة الخيار الوحيد. 
 
ولكن إن تنبهنا لفكرة وحقيقة أن لا قرار سياسيا ناجحا بالتمام إن لم يكن مرتبطا بحسابات علمية بشكل أو بآخر، وبأن على القيادات السياسية أن تفتح مجالاً بأن يكون أحد أفرادها عالما أو تستعين بآراء العلماء حسب اختصاصهم وقتها نبدأ بأخذ خطوات ثابتة للتقدم والازدهار.    
 
بإذن الله وبعد أن نتعدى هذه المرحلة  الصعبة بسلام وبأقل الخسائر،  مرحلة تفشي وباء اسمه كورونا وغطى العالم أجمع الذي نشر الرعب في القلوب، عندما تعود الحياة إلى مجاريها والأمور إلى نمطها اليومي السابق، علينا  أن نأخذ درساً بما مررنا به ونعمل على إيجاد مساحة أكبر لدعم البحوث العلمية وإيجاد سبل لتوفير مستلزمات واحتياجات لبقاء العقول والعلماء وتوفير  الأجواء النفسية والمادية لهم،  لان من يخرج ويتغرب من الوطن لا يعود، ووقتها تتغرب العقول ونبقى مع من يخاف على البطون. 
 
- كاتبة وصحافية وناشطة سياسية اجتماعية